معالجة السياسيين الخاطئة لظاهرة "الإرهاب"
يرى البروفيسور إيال وينتر أن قادة الغرب ضخموا قوة تنظيم الدولة الإسلامية وبالغوا في التحذير من تهديداته، وأنهم استخدموه ذريعة لتأجيج الكراهية ضد الأجانب، وذلك بدلا من وضعهم الأمور في نصابها الطبيعي.
وقال وينتر -الذي يدرس الاقتصاد في الجامعة العبرية في القدس– في مقال نشرته له صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إنه إذا استمر قادة الغرب على هذا النهج في تضخيمهم لقوة تنظيم الدولة فإن القلق سينتشر في الأوساط الغربية للدرجة التي تلحق ضررا كبيرا بصحة المجتمعات.
وأوضح أن "الإرهابيين" يرغبون في إثارة الذعر بين صفوفنا والتأثير على الحالة النفسية للمجتمع، وأن السياسيين يساعدونهم على تحقيق هذه الأهداف.
وأضاف أن الخوف من "الإرهاب" يمكن أن يؤدي إلى إحداث خلل وتفاقم في سلوكياتنا، خاصة في حال عدم وجود هجوم حقيقي.
خسارة عشرين مليون دولار
وأشار إلى أن أكثر من 1500 مدرسة من المدارس في أنحاء لوس أنجلوس والتي يصل عدد طلابها إلى 640 ألفا أغلقت أبوابها الأسبوع الماضي، وذلك في أعقاب استلامها تهديدا غير حقيقي بالبريد الإلكتروني من مصدر غير معروف، مما أسفر عن خسارتها نحو عشرين مليون دولار.
وأضاف أن هذه المعالجة الخاطئة "للإرهاب" جعلت بعض الغربيين يصابون بالذعر ويتمنون الموت في حوض الاستحمام بدلا من التعرض لهجوم "إرهابي".
وتحدث البروفيسور وينتر في مقاله مطولا عن أثر انتشار الرعب على الصحة النفسية والحالة المعنوية للمجتمعات، وضرب أمثلة من المجتمع الإسرائيلي إبان الانتفاضة، وقال إن هذه الحالة تنعكس سلبا على المجتمع وعلى الأوضاع الاقتصادية في ظل عزوف السياح عن زيارة الدول والمناطق التي ينتشر فيها الذعر و"الإرهاب".