المستوطنون المتطرفون يحرضون ضد الشاباك

Palestinian girls visit the home of teacher Riham Dawabsha during her funeral at Douma village near the West Bank city of Nablus, 07 September 2015. Riham succumbed to her wounds late 06 September more than five weeks after she suffered third degree burns affecting about 90 per cent of her body following a settler attack on her family home in Douma. Her 18-month old son Ali was killed in the attack, while her husband, Saad, succumbed to his wounds a week later. Her four-year-old son Ahmad survived.
منزل عائلة دوابشة في قرية دوما قرب نابلس الذي أحرقه متطرفون إسرائيليون ورأوا أن الأمر عادي (الأوروبية)

تعيش المؤسسات القضائية والأمنية الإسرائيلية حالة من التحريض تقف وراءها الأوساط اليمينية من المستوطنين والأحزاب الداعمة لهم عقب اعتقال جهاز الأمن العام (الشاباك) عددا من المتهمين بقتل عائلة دوابشة الفلسطينية.

صحيفة يديعوت أحرونوت أجرت لقاءات مع أربعة من رؤساء الشاباك السابقين الذين عبروا عن رفضهم للمظاهرات التي ينظمها عناصر اليمين ضد الجهاز، معربين عن خيبة أملهم من تأخر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منح الحماية للجهاز.

وحفلت شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية في الأيام الأخيرة بحملات تحريضية قاسية ضد وزير الدفاع موشيه يعلون لأنه وصف ما حدث لعائلة دوابشة بأنه "إرهاب يهودي"، ونعتته بمعاداة السامية.

آفي ديختر رئيس الشاباك الأسبق بين عامي 2000 و2005 ووزير الأمن الداخلي السابق قال إن دافع الحملة التي تستهدف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اليوم -وتحديدا جهاز الشاباك- هو التشويش والتأثير على مجريات التحقيق في عملية إحراق وقتل عائلة دوابشة من خلال المظاهرات التي تشهدها مختلف أنحاء إسرائيل بمشاركة مئات الإسرائيليين، وصولا لتنظيم مظاهرات أمام منزل رئيس الشاباك يورام كوهين، ورفع يافطات كتب عليها "اليهودي لا يعذب يهوديا".

آفي ديختر: دافع الحملة التي تستهدف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اليوم -وتحديدا جهاز الشاباك- هو التشويش والتأثير على مجريات التحقيق في عملية إحراق وقتل عائلة دوابشة من خلال المظاهرات التي تشهدها مختلف أنحاء إسرائيل

كرمي غيلون -الذي ترأس الشاباك في تسعينيات القرن الماضي- عبر عن خشيته مما سماها حملة نزع الشرعية عن الشاباك من قبل أوساط اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يرى أنه لا مشكلة في أن يعمل الجهاز ضد العرب الفلسطينيين لأنه يبدو خبرا عاديا كأن نقول إن "كلبا عض إنسانا"، لكن إن اقترب الجهاز الأمني من معالجة ملف الإرهاب اليهودي هنا تنقلب المعادلة فتصبح "الإنسان عض كلبا".

عضو الكنيست يعكوب بيري -الذي ترأس الشاباك لمدة سبع سنوات- قال إن مهمة الجهاز هي كشف وإحباط البنى التحتية للأعمال المعادية من الفلسطينيين واليهود.

ويزعم بيري أن العمليات التي ينفذها المستوطنون اليهود قليلة بالقياس لما يقوم به الفلسطينيون، لكن تبعاتها الداخلية والخارجية على مستوى العالم ذات تأثير غير عادي، ولذلك ينشط الشاباك في صفوف هذه التنظيمات اليهودية في إطار سعيه للحصول على غطاء قانوني وقضائي واضح، حيث يحصل المعتقلون اليهود على كامل حقوقهم من الطعام والدواء والصلاة، حسب تعبيره.

رئيس الشاباك بين عامي 1996 و2000 الجنرال عامي أيالون قال إن ما يقلقه في النقاش الدائر بين الإسرائيليين ذلك التفريق بين إرهاب يهودي وآخر غير يهودي، مع أن الإرهاب هو إرهاب.

من جانبه، كتب رئيس الشاباك بين عامي 2005-2011 يوفال ديسكين على صفحته في موقع فيسبوك أن الشاباك يبذل جهودا حثيثة لجمع معلومات عن الإرهاب اليهودي بنجاحات معقولة، لكنه يجد صعوبة في الحصول على اعترافات خلال التحقيق مع المعتقلين من نشطاء هذا الإرهاب في ضوء حملة التحريض المعادية لمحققي الشاباك في أوساط الجمهور اليميني الإسرائيلي، مطالبا المستويات السياسية والدينية في إسرائيل بكسر الصمت إزاء ما يحصل، والوقوف إلى جانب الشاباك.

المصدر : الجزيرة