صحيفة إسرائيلية: حماس تحقق إنجازا بالحرب النفسية

حماس تحيي الذكرى 28 لانطلاقتها
حماس في إحياء الذكرى الـ28 لانطلاقتها (الجزيرة)
قال الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان إن المؤتمر الصحفي الذي عقدته عائلة الجندي الإسرائيلي المفقود في غزة أورون شاؤول يعتبر إنجازا بالحرب النفسية لـ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحاول "دق إسفين" بين عائلات الجنود الأسرى في غزة وبين أجهزة الأمن الإسرائيلية.

ووفق صحيفة معاريف، فإن حماس لعبت بأعصاب هذه العائلات ونجحت في لعبتها هذه، رغم تجاهل أجهزة الأمن الإسرائيلية الحديث عن قضية الجندي، معتبرة أن الرسالة "الوهمية" التي أعلنتها حماس باسم الجندي "مفبركة".

وأضاف ميلمان أن الجيش أعلن فور انتهاء حرب غزة 2014 "الجرف الصامد" أن "شاؤول" قتل بالمواجهات مع حماس، وفي ظل عدم العثور على جثته أعلنت الحاخامية العسكرية أن مكان دفنه غير معلوم، وقد استخلصت أجهزة الأمن الإسرائيلية عددا من الدروس من صفقات التبادل السابقة مع حماس وحزب الله، ودفعت إسرائيل في بعض منها أثمانا باهظة مقابل استعادة جثامين جنودها القتلى.

خطة أمنية
ذكرت صحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تعليماته بوضع حماية مكثفة على المئات من محطات الباصات وحافلات النقل العامة بمدينة القدس، بناء على خطة أعدتها الشرطة ووزارة المواصلات.

‪عملية دعس شرق القدس واستشهاد منفذها‬ (الجزيرة)
‪عملية دعس شرق القدس واستشهاد منفذها‬ (الجزيرة)

وجاءت هذه التعليمات عقب تواصل عمليات الدعس الفلسطينية، وكان آخرها وقوع عملية في مدخل القدس قبل ساعات وأسفرت عن إصابة 14 إسرائيليا، وهي خطة تكلف الدولة مليوني شيكل (ما يزيد على نصف مليون دولار).

وأضافت هآرتس -وفق ما كتبه المراسل باراك ربيد- أن نتنياهو أجرى عقب عملية الدهس مشاورات أمنية مع وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان ووزير المواصلات يسرائيل كاتس ورئيس بلدية القدس نير بركات، ناقلا عن أردان قوله إنه لا يرى نهاية لموجة العمليات الفلسطينية الحالية التي اندلعت أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

الجدار العازل
من جانبه، قال ليئور أكرمان الرئيس السابق لديوان رئيس جهاز الأمن العام "شاباك" إن عدم استكمال إقامة الجدار العازل في الضفة الغربية يجعل حدودها مفتوحة لدخول الفلسطينيين إليها بدون تصاريح قانونية.

‪من الجدار العازل الذي يفصل حي رأس العامود عن بلدة أبو ديس الواقعة خلف الجدار‬ جزء 
‪من الجدار العازل الذي يفصل حي رأس العامود عن بلدة أبو ديس الواقعة خلف الجدار‬ جزء 

ووفق أكرمان الذي أدلى بتصريحات أوردتها صحيفة معاريف، فإن عدم استكمال إقامة الجدار العازل يفتح الباب أمام تهديد أمني حقيقي، لأن معظم العمليات التي شهدتها إسرائيل منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي نفذها فلسطينيون دخلوا إسرائيل بطريقة غير قانونية، أو هم من سكان شرقي القدس الذين يتمتعون بحرية الحركة داخل البلاد.

وكشف عن معطيات جديدة أعلنها جهاز "الشاباك" تشير إلى وجود خمسين ألف فلسطيني بصورة غير قانونية داخل إسرائيل، بعضهم يدخلونها بداية الأسبوع ويقضون الأسبوع الكامل فيها، ويغادرونها في نهايته عائدين لبيوتهم في الضفة، والبعض الآخر يتسلل في ساعات الصباح ويغادر مساء، وقليل منهم يفضل البقاء في إسرائيل بصفة دائمة بصورة غير قانونية.

وذكر المصدر ذاته أن الشرطة تقوم باعتقال عشرات الآلاف من الفلسطينيين المتسللين داخل إسرائيل سنويا، وأنه منذ عام 2009 حتى اليوم بلغ عددهم 150 ألفا.

مقاطعة أكاديمية
وفي موضوع آخر، ذكر مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، شاحار حاي، أن لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية أرسلت خطابا لرئاسة لجنة العلماء الأنثروبولوجيين الأميركيين التي قررت مؤخرا التصويت لصالح مقاطعة الجامعات الإسرائيلية، ذكرت فيها أن هذا التصويت يقدم صورة مشوهة عما يحصل داخل إسرائيل.

‪‬ حملة مقاطعة أكاديمية وثقافية لإسرائيل بأوساط غربية(الجزيرة)
‪‬ حملة مقاطعة أكاديمية وثقافية لإسرائيل بأوساط غربية(الجزيرة)

ووفق الصحيفة، فإن هذا الخطاب حرص على التأكيد على أن الجامعات الإسرائيلية لا تميز بين الباحثين العرب واليهود، متهمة من يدعو لمقاطعة إسرائيل بأنه يدعو للعنصرية والكراهية داخل الحياة الأكاديمية الإسرائيلية.

وعقدت جمعية العلماء الأنثروبولوجيين الأميركيين مؤتمرا بولاية كولورادو، وأقرت فيه طلب منظمات فلسطينية لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية بحضور 1300 عالم، منهم ثلاثون إسرائيليا لم ينجحوا في منع صدور القرار.

ومن المتوقع أن يصوت على القرار 12 ألفا من أعضاء الرابطة الأنثروبولوجية الأميركية، وإذا نجح تمرير هذا القرار فسوف تكون المنظمة الأكبر التي توصي بفرض المقاطعة الأكاديمية على إسرائيل.

وأشاع هذا التطور الجديد مخاوف بين رؤساء سبع جامعات إسرائيلية عبروا عن خشيتهم من نتائج صعبة على جهود البحث العلمي في إسرائيل، واعتبروا أن الدعوة للمقاطعة أكاديميا جزء من حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، ومن شأنها أن تتسبب بأضرار للجهود الأكاديمية والبحثية على مستوى العالم.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية