صحف إسرائيل: تصريحات المسؤولين اعتذار للإيرانيين

Civilians and armed forces members carry the flag draped coffin of Iranian Revolutionary Guard Brig. Gen. Mohammad Ali Allahdadi during his funeral ceremony outside the Guard compound in Tehran, Iran, Wednesday, Jan. 21, 2015. Iran's Revolutionary Guard said Wednesday that Israel will be punished for killing one of its generals in an airstrike in Syria that also killed six Lebanese Hezbollah fighters. (AP Photo/Vahid Salemi)
مسؤول إسرائيلي قال إن الإيرانيين لم يكونوا هدف العملية في القنيطرة (أسوشيتد برس)

عوض الرجوب-رام الله

تنوعت اهتمامات الصحف الإسرائيلية الصادرة الأربعاء، لكن أغلبيتها ركزت على تفاعلات هجوم القنيطرة، ورفع حالة التأهب، ومفاجأة وجود إيرانيين بين قتلى الهجوم، لدرجة أن أحد الكتاب طالب إسرائيل بالاعتذار، كما تحدثت عن إقرار رسمي بالخطر الإستراتيجي لتوجه الفلسطينيين إلى محكمة الجنايات الدولية.

ففي افتتاحيتها، تحدثت صحيفة يديعوت عن "خللين" قالت إنهما وقعا في عملية استهداف قيادات إيرانية ومن حزب الله، واصفة تصريح مسؤول إسرائيلي بالأمس بأن الإيرانيين لم يكونوا هدف العملية بأنه "اعتذار بنصف الفم من محفل إسرائيلي مغفل" فاقم الأزمة.

ووفق الصحيفة، فإن الخلل في العملية إما "عملياتي"، حيث اعترف محفل إسرائيلي أن الجنرال الإيراني صفي بالخطأ، وإما في عملية اتخاذ القرارات التي لا تتم إلا بعد أن تلقى الإذن من المستوى السياسي، وتحديدا من رئيس الوزراء ووزير الدفاع.

إيتان هابر دعا إسرائيل -إذا كانت بالفعل هي المسؤولة عن العمليات- إلى الاعتذار لإيران على مقتل الجنرال الإيراني محمد علي اللددي، مضيفا "أن كل ما يتبقى عمله من ناحيتها هو أن تعتذر وتصلي فكل ما تبقى ليس في أيدينا"

نعتذر ونصلي
وفي الصحيفة ذاتها، دعا إيتان هابر إسرائيل -إذا كانت بالفعل هي المسؤولة عن العمليات- إلى الاعتذار لإيران على مقتل الجنرال الإيراني محمد علي اللددي، مضيفا "أن كل ما يتبقى عمله من ناحيتها هو أن تعتذر وتصلي فكل ما تبقى ليس في أيدينا".

وأضاف أن الحكمة السياسية والعسكرية -وفي الأساس "الزعامية"- في هذه المرحلة هي الصمود في وجه الإغراء، مشيرا إلى أن تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية مليء بقصص تفويت الفرص بعدد لا يحصى، بسبب تقدير الآثار الاقتصادية وإمكانية تدهور العمليات لدرجة الحرب.

وشكلت الحشود في الشمال على حدود لبنان، ورفع حالة التأهب في منظومة الدفاع الجوي إلى الذروة، إضافة إلى نشر بطاريات القبة الحديدية؛ الخبر الرئيسي في يديعوت.

في الملف ذاته، اعتبر مراسل صحيفة هآرتس تسفي بارئيل أن عملية كهذه توسع حجم تدخل إسرائيل في تدهور الأوضاع في سوريا، وتجعل إسرائيل بندا مهما آخر في منظومة الاعتبارات الإستراتيجية لإيران وحزب الله وسوريا.

إسرائيل بعمليتها ترسم خطا أحمر واضحا يؤكد أنه ما دامت منظمات الثوار تسيطر، حتى وإن كانت متفرعة عن القاعدة في أجزاء من هضبة الجولان السوري، فإن إسرائيل لن ترى في ذلك تهديدا

خط أحمر
ووفق الكاتب، فإن إسرائيل بعمليتها ترسم خطا أحمر واضحا يؤكد أنه ما دامت منظمات الثوار تسيطر -حتى وإن كانت متفرعة عن القاعدة في أجزاء من هضبة الجولان السوري- فإن إسرائيل لن ترى في ذلك تهديدا، لكن دخول قوات حزب الله ومقاتلين إيرانيين سيعتبر انعطافة إستراتيجية ستواجه اعتراضا إسرائيليا عنيفا.

وفي الصحيفة ذاتها، رجح عاموس هرئيل أن تنذر تهديدات حزب الله وإيران بالانتقام من إسرائيل لضحايا الهجوم الذي استهدف جنرالات إيرانيين وعناصر من حزب الله في الجولان بأزمة أمنية جديدة، مطالبا لجنة الخارجية والأمن بالانتباه لتصرفات رئيس الوزراء ووزير الدفاع.

في شأن آخر، نقلت صحيفة يديعوت عن محافل سياسية أن القلق يتعاظم لدى ساسة إسرائيل مما وصفتها الآثار المدمرة لقرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي في نهاية الأسبوع، بهدف فحص شبهات بارتكاب جرائم حرب.

ونقلت الصحيفة عن مبعوث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى المفاوضات السياسية إسحق مولخو قوله في أحاديث مغلقة مع سفراء أوروبيين، إن الخطوة الفلسطينية من شأنها أن تلحق بإسرائيل "ضررا إستراتيجيا"، معربا عن تخوفه من أن تستغل دول معادية لإسرائيل الوضع، وأن ترفع هي أيضا دعاوى ضد إسرائيل على جرائم حرب.

وكشف مولخو عن استعداد إسرائيل لرفع موجة من الدعاوى المضادة ضد مسؤولين فلسطينيين كبار في المحاكم الأميركية بهدف دفعهم إلى "الندم" على توجههم إلى الأمم المتحدة.

صحيفة هآرتس طالبت في افتتاحيتها بالتحقيق في موت اثنين من سكان مدينة راهط، في إشارة إلى استشهاد فلسطينيين خلال مواجهات مع شرطة الاحتلال في المدينة الواقعة داخل الخط الأخضر

مطالبة بالتحقيق
من جهتها، طالبت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها بالتحقيق في موت اثنين من سكان مدينة راهط، في إشارة إلى استشهاد فلسطينيين خلال مواجهات مع شرطة الاحتلال في المدينة الواقعة داخل الخط الأخضر.

واعتبرت الصحيفة أن الأمر ضروري ليس فقط لإعادة بناء ثقة الأقلية العربية بمنظومة إنفاذ القانون، بل وأيضا لمنع حالات مشابهة من الموت الذي يمكن تفاديه في المستقبل.

وأضافت أن نهج اليد الرشيقة على الزناد يحظى بريح إسناد من سياسيين من اليمين مثل أفيغدور ليبرمان ممن يسعون إلى التخلص من العرب في إسرائيل إكراها أو لتقليص تواجدهم في المجال العام، كما يقترح قانون القومية بصيغه المختلفة.

المصدر : الجزيرة