كاتب إسرائيلي: نتنياهو حائر مع نووي إيران
اعتبر كاتب إسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حائر في كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأنه يرى العالم كله أصبح حريصا على إتمام صفقة مع إيران، وفي مقدمته الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل.
وأضاف أن "نتنياهو يستطيع أن يختار الخيار المتشائم وأن يقول إن الرئيس الإيراني حسن روحاني يقود العالم من أنفه، وإن التفاوض مع إيران في هذا الوقت مثل اتفاق ميونيخ، الذي سلم أوروبا إلى النازيين. ويستطيع أن يعلن انتصارا، ويستطيع أن يعلن هزيمة، فاستقرار الرأي على واحد من هذين الخيارين صعب، فليس من المفاجيء أن يختارهما معا".
ويقول الكاتب "إن نتنياهو على حق حينما يشك علنا ببواعث روحاني وصدقه. وحينما يكرم العالم كله روحاني يكون عمل رئيس وزراء إسرائيل الدعوة إلى الشك فيه، لأنه إذا لم يفعل هو ذلك فمن يفعله. وهو مخطئ حينما يأمر مندوبي إسرائيل بالخروج من القاعة وقت خطاب روحاني، لأننا لن نحرز شيئا بالقطيعة".
من جهته، يقول الكاتب سيما كدمون في مقال بعنوان "شحنة روحانية" بالصحيفة نفسها -في إشارة إلى خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- "إن نغمة كلام رئيس إيران الجديد لطيفة ليّنة لكن جوهر الكلام لم يتغير كثيرا، ومع ذلك يجب على إسرائيل أن تُبدي قدرا أكبر من برودة الأعصاب والصبر والتواضع وضبط النفس".
ويضيف "لا اختلاف في أمر واحد ولا يهم إلى أي معسكر تنتمي، وهو أن رؤية روحاني يخطب ألذ من رؤية أحمدي نجاد. وقد كان نتنياهو على حق حينما وصف خطبة روحاني بأنها هزيلة. وكلام رئيس الوزراء صحيح حينما يلاحظ نفاقا في كلام روحاني على حقوق الإنسان في وقت تشارك فيه قوات إيرانية في ذبح جماعي لمدنيين أبرياء في سوريا".
دعوة للحذر
ودعا الكاتب نتنياهو إلى "أن يحذر أكثر من كل شخص آخر ردودا تُظهره وكأنه يسارع إلى الحرب ويحث العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة على التدخل العسكري. وبالإجمال فإنه يفضل ألا يحث على أي شيء".
ويتابع "يجب أن يتحرر نتنياهو خاصة من أعراض "أنا أول من لاحظ": فهو أول من لاحظ أن روحاني مخادع وأنه لا يعني ما يقول وأنه منافق وأنه يجب فحص أعماله لا أقواله. وكأن رؤساء الدول الأخرى لا يرون ما يراه نتنياهو. وكأن رئيس الولايات المتحدة ورئيس فرنسا وقادة العالم الآخرين مجموعة من الحمقى لا يفهمون أي شيء".
أما الكاتب عاموس هرئيل فقد قال في مقال بعنوان "المعركة على الصنبور" بصحيفة هآرتس "إن المعركة الجارية الآن: إذا كان روحاني جاء إلى نيويورك كي يفتح الصنبور، فإن نتنياهو يسعى إلى تحقيق نتيجة معاكسة، شده لدورة واحدة أخرى، إلى أن تكسر إيران بالفعل تحت الضغط وتوافق على صفقة تكون مقبولة لإسرائيل أيضا".
ويضيف "وصول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة وخطابه المخطط له في الجمعية العامة للأمم المتحدة لن يوقفا على ما يبدو الانجراف في الأسرة الدولية نحو إيران. فخطاب حسن روحاني في الجمعية العامة حقق هدفه، وهو تسويق صورة أكثر اعتدالا لطهران واستئناف المفاوضات على لجم البرنامج النووي في أجواء أفضل مما كان سائدا في عهد سلفه محمود أحمدي نجاد".
ويختم بالقول "وحتى لو كان أعد هذه المرة خطابا لامعا، يعرف نتنياهو أنه يمكنه في أقصى الأحوال أن يكشف عن ثقوب في الصورة الجديدة التي تعرضها إيران على العالم، وليس قلب الطاولة رأسا على عقب".