هل العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل خاصة؟

German Chancellor Angela Merkel and Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu joke during a joint press conference on January 18, 2010 at the Chancellory in Berlin
undefined

ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن صفقة الغواصات الألمانية لإسرائيل أثارت الجدل مجددا بشأن "العلاقة الخاصة" بين تل أبيب وبرلين، وهي العلاقة التي دفعت المستشارة أنجيلا ميركل إلى الترديد أن الأمن الإسرائيلي مسؤولية ألمانية، غير أن القليل في ألمانيا يوافق على هذا التوصيف للعلاقة بين البلدين.

وأشارت إلى أن قادة ألمانيا حرصوا بعد ما يسمى بالهولوكست (المحرقة اليهودية) على تقديم الدعم للأمن الإسرائيلي كجزء من سياستهم الخارجية.

ولكن الصحيفة تقول إنه ليس جميع الألمانيين يوافقون على وصف تلك العلاقة بالخاصة، ولا سيما أن قرارات المستشارة أنجيلا ميركل تثير قلقا متناميا في أوساط الألمانيين.

وكانت مجلة دير شبيغل كشفت هذا الأسبوع عن بيع غواصات ألمانية لإسرائيل، ونقلت عن مسؤولين ألمانيين سابقين من وزارة الدفاع الألمانية زعمهم أن إسرائيل تسلح هذه الغواصات -التي حصلت عليها بشروط سخية- برؤوس نووية، وأن الحكومة الألمانية كانت على علم بهذا التعديل.

ورغم أن المسؤولين الألمانيين والإسرائيليين لم يعلقوا على هذه الأنباء، فإن الخبراء يرون أن ذلك سر علني.

وقالت الصحيفة إن رفض برلين حتى الإنكار دفع المعارضة السياسية وحتى المعلقين إلى إثارة الجدل مجددا بشأن طبيعة العلاقات بين البلدين.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في تصريحات صحفية إن الغواصات تعد إضافة حيوية لأمن إسرائيل القومي، وأضاف أنها تؤكيد على التزام ألمانيا تجاه الأمن الإسرائيلي.

70% من الألمانيين يعتقدون بأن إسرائيل تجري وراء مصالحها بغض النظر عن مصالح الأخرين

منتقدون
غير أن الصحيفة تقول إن الانتقادات لم تكن ضئيلة، مسترشدة بالمؤلف الألماني الحاصل على جائزة نوبل غونتر غراس الذي وجد نفسه في قلب فضيحة عندما نشر قصيدة قبل أسابيع ينتقد فيها أي ضربة عسكرية تقوم بها إسرائيل ضد إيران.

وقد أثارت تلك القصيدة انتقادات في إسرائيل التي وصفت غراس بأنه شخص غير مرغوب فيه، أما في ألمانيا فقد أذكت الجدل بشأن ما إذا كان انتقاد إسرائيل يعادل مناهضة السامية أو التحرر من عقود من الذنب.

وتلفت كريستيان ساينس مونيتور النظر إلى أن أغلبية الطبقة السياسية تقف إلى الجانب الرسمي، ولكن بشكل أقل حدة.

أما على المستوى الشعبي، فقد كشف استطلاع  للرأي أجراه معهد فورسا الذي يحظى بالاحترام، عن أن 60% من الألمانيين يعتقدون بأن بلادهم لا تتحمل مسؤولية خاصة تجاه إسرائيل بسبب الهولوكوست، مقابل 33%.

وأشار الاستطلاع إلى أن 70% من الألمانيين يعتقدون بأن إسرائيل تجري وراء مصالحها بغض النظر عن مصالح الأخرين، مقابل 59% في استطلاع شبيه أجري قبل ثلاث سنوات.

كما أن نسبة الذين يرون أن إسرائيل "عدائية" ارتفعت من 49% إلى 59%.

غير أن كريستيان ساينس مونيتور تستدرك قائلة إن الإنصاف يتطلب القول إن ألمانيا لم تدعم إسرائيل بشكل أعمى في كل القضايا، مستدلة على ذلك بانتقاد ميركل لسياسة الاستيطان، وبأن ألمانيا تعد أكبر مستثمر غربي في الأراضي الفلسطينية.

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور