كيف يواجه الغرب انتزاع مرسي للسلطة؟

An image grab taken from Egyptian state TV shows Egyptian President Mohamed Morsi as he gives an address in Cairo on December 6, 2012, in his first speech since bloody street clashes between his supporters and opponents. AFP PHOTO/EGYPTIAN TV ==RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / EGYPTIAN TV" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS ==
undefined
كتب سايمون تيسدال في مستهل تعليقه بصحيفة غارديان بأنه إذا لم تدن أميركا وحلفاؤها إجراءات الرئيس مرسي فإنها تجازف مرة ثانية بإقرار الدكتاتورية في مصر.

وقال الكاتب إن الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا اعترفت بأنها أخفقت في رؤية الثورة المصرية وهي قادمة. لكن هل هي بصدد تكرار نفس الخطأ مرة ثانية؟ ففي أقل من عامين بعد إسقاط حسني مبارك ها هو الرئيس محمد مرسي يتترس وراء دبابات الجيش بالقصر الرئاسي في وقت يدينه المتظاهرون الغاضبون واصفينه بـ"الفرعون الجديد".

والاضطرابات التي بدأت في 22 نوفمبر/تشرين الثاني لا تشير إلى أي تراجع. ومع زيادة أعداد المصابين قد تصل الاحتجاجات اليوم الجمعة إلى مستويات جديدة.

وأشار الكاتب إلى أنه رغم الغضب من الانتزاع الملاحظ للسلطة إلا أن سقوط مرسي لا يبدو محتملا على المدى القريب. فجماعة الإخوان المسلمون ، أكبر قوة سياسية في مصر، تقف وراءه مباشرة. والجيش، الذي عانى من تجربته خلال الفترة الفاصلة بعد مبارك، يلزم ثكناته. وشباب الثورة الذي يقولون إنهم ألهموا وقادوا انتفاضة 2011 يشكلون أقلية. والمعسكر المناهض لمرسي منقسم.

وأورد تيسدال ما قاله شادي حامد، مدير قسم الأبحاث بمركز بروكينغز، بمجلة فورين بوليسي، بأن "المعارضة تشكيلة غير متجانسة من الليبراليين والاشتراكيين والموالين للنظام القديم والمصريين العاديين الغاضبين، كل له شكواه واعتراضاته. والليبراليون واليساريون بالمعادلة، التي تقودها شخصيات مثل محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى، لديهم القليل من القواسم المشتركة بينهم، بالإضافة إلى الخوف من أن بلدهم التي استولى عليها الإسلاميون".

على افتراض أن مرسي صمد في وجه العاصفة لكن سلطته وهيبته تضررت بشدة. وشهر العسل الذي أعقب انتخابات يونيو/حزيران الماضي قد انتهى بالتأكيد. وقد انفجرت الفقاعة. وقد يضعف الموقف الشعبي للرئيس كلما طال أمد الصدامات

ويقول الكاتب إنه على افتراض أن مرسي صمد في وجه العاصفة لكن سلطته وهيبته تضررت بشدة. وشهر العسل الذي أعقب انتخابات يونيو/حزيران الماضي قد انتهى بالتأكيد. وقد انفجرت الفقاعة. وقد يضعف الموقف الشعبي للرئيس كلما طال أمد الصدامات وزاد التهاب الشجار السياسي بسبب قراراته التعسفية والدستور الجديد.

ومشهد الضعف السياسي المتطور والمزمن في مصر يشكل أنباء سيئة للغرب وللمنطقة. وقد وقفت أميركا وبريطانيا والدول العربية الموالية للغرب موقف المذعور من الصعود الجديد للإخوان المسلمين. لكن هذا الذعر استسلم للراحة بعدما قدم مرسي نفسه كشخصية موحدة وبنى إدارة شاملة وتجنب أسوأ أنواع الانتقام ضد النظام القديم. وإسرائيل فقط هي التي ظلت متشككة بالكامل طوال الوقت.

ويرى الكاتب أن قيمة مرسي كزعيم لمصر الناهضة التي تعيد تقلد دورها القيادي العربي التقليدي، وكثقل مقابل لإيران ونفوذها التوسعي بالمنطقة وكصديق وحليف لتركيا العضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو) وكمؤيد لمعاهدة السلام مع إسرائيل وكقناة للنفوذ السياسي الغربي وقطاع الأعمال زادت بمرور الشهور.

لكن عدم الاستقرار السياسي المتزايد يعرض كل هذه المكاسب الآن للخطر. ومن وجهة نظر غربية فإن التطورات الأخيرة تعيد إيقاظ المخاوف الأولية، التي لم تتبدد أبدا في إسرائيل، بأن مرسي أكثر قليلا من رئيس صوري لمؤامرة إخوانية شريرة وبطيئة الاحتراق عازمة على فرض نظام إسلامي في مصر وتصديره إلى أنحاء المنطقة. وبهذا التحليل يرى الكاتب أن هذه ثورة مصرية ثانية وأنها قد تكون ثورة مضادة طائفية ومناهضة للديمقراطية.

وختم تيسدال تعليقه بما يقوله بعض المحللين بأنه إذا لم تهب أميركا وحلفاؤها لإدانة انتزاع مرسي للسلطة فإنهم يخاطرون بتكرار خطأهم القديم بتأييد الدكتاتورية بشكل فعال. وهذه المرة يمكن أن يكون مأزقهم أسوأ. فقد كان مبارك دكتاتور أميركا ومرسي خرج عن السيطرة.

المصدر : غارديان