إسرائيل تبحث عن إنجازات للحرب
يحاول عدد من كتاب ومحللي الصحف الإسرائيلية -في تناولهم لنتائج الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة- البحث عن أي إنجازات لهذه الحرب بعد التوافق على تحقيق التهدئة، في حين رأى البعض في التفاهمات بداية لجولة قادمة من المواجهة.
ففي صحيفة هآرتس يقول ألوف بن إنه كان لعملية "الزوبعة" هدفان إستراتيجيان هما تجديد وقف إطلاق النار مع حماس في غزة، والحفاظ على اتفاق السلام مع مصر التي أصبحت تحت قيادة الإخوان المسلمين، واعتبر أن هذين الهدفين سيتحققان إذا احترم الطرفان ما تم الاتفاق عليه.
ويرى الكاتب أن إسرائيل تسعى من خلال التفاهمات لجعل حركة حماس تلعب دورا شبيها بالدور الذي يؤديه حزب الله في لبنان وهو حفظ الحدود وعدم إطلاق النار، وفرض التهدئة على منظمات مسلحة أخرى.
تحقيق الأهداف
أما الكاتب آري شبيط فيرى -في الصحيفة ذاتها- أن إسرائيل نجحت في تحقيق الأهداف المتواضعة التي حددتها للعملية, وهي في حقيقتها تصحيح لأخطاء سبقت ومنها التقصير في حرب لبنان وإعادة الجندي جلعاد شاليط وعملية الرصاص المصبوب.
أما عن نتائج الحرب فيقول إن "اغتيال أحمد الجعبري جدد ردع إسرائيل لحماس، فيما أضر القضاء على صواريخ فجر (بصورة كبيرة) بقدرة حماس الهجومية البعيدة المدى. كما برهنت التقنية المدهشة لمنظومة القبة الحديدية والصمود الصلب للجبهة الداخلية على أن إسرائيل ليست دولة من خيوط العنكبوت".
أما الإنجاز الأكبر -وفق الكاتب- فكان سياسيا حيث "لم يتجرأ الرئيس باراك أوباما بعد أن قتل الكثير من الأفغانيين والباكستانيين الأبرياء على أن يقول كلمة تنديد واحدة, ولم يتجرأ رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، بعد أن رد بعنف كبير على "التحرش السوري" على أن يفتح فمه, أما الرئيس المصري محمد مرسي فبرهن على أنه ليس رئيسا إسلاميا مؤمنا فقط بل هو رئيس براغماتي وذو مسؤولية أيضا".
ويصف تسفي بارئيل، في هآرتس أيضا مصر بأنها باتت في دور حرس حدود إسرائيل، مضيفا أنه بفضل الحملة على غزة توثقت العلاقة بين مصر الإخوان المسلمين والولايات المتحدة أوباما، التي لم يعد يمكنها أن ترى مصر كدولة متعلقة برحمتها فقط، بل ترى فيها شريكا إستراتيجيا لتهدئة المنطقة".
محاورة حماس
بدوره يقول ألون بنكاس، في صحيفة معاريف إن الحكومة الإسرائيلية التي لم تجر أي نوع من الحوار، مع السلطة الفلسطينية، والتي رفضت بحث خطة الجامعة العربية "المبادرة السعودية", أو اقتراح أفكار بديلة ما، فإنها في النهاية أجرت مفاوضات مع حماس.
وتحت عنوان "حماس اختارت البقاء" كتب إيال زيسر في صحيفة إسرائيل اليوم أن حماس اختارت البقاء وحفظ مؤسساتها وبنيتها التحتية، مضيفا أنها وقعت لأول مرة منذ تم تأسيسها على اتفاق التزمت فيه أن تضع سلاحها وتنهي نضالها ضد إسرائيل، ووافقت على أن تكون شرطيا لإسرائيل.
ويجزم عمير ربابورت في صحيفة معاريف في مقال بعنوان "غُرست البذرة للجولة القادمة" أن المشكلة الأكبر الآن هي أن "تفاهمات الزوبعة" غُرست فيها البذرة لجولة القتال التالية.
وأضاف أن "الزوبعة" لن تجلب سنتين وشهرين من الهدوء التام حيال غزة مثل حملة "الرصاص المصبوب".
ويرى الكاتب أنه رغم الضرر المادي الجسيم في غزة فقد سجلت حركة حماس سلسلة من الإنجازات لعل أهمها أنها حظيت بالشرعية الدولية بفضل إدارة إسرائيل مفاوضات غير مباشرة معها بوساطة مصرية.