أوباما يهدد بفرض خطة سلام

U.S. President Barack Obama speaks about business hirings and expanding production because of the Recovery Act investments in the Rose Garden at the White House
أوباما حذر من أنه سيمهد الطريق لدولة فلسطينية إذا لم تتقدم المفاوضات قبل الخريف القادم  (رويترز-أرشيف)

حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما إسرائيل من أنه سيمهد الطريق لدولة فلسطينية إذا ظلت عملية السلام في هذا الطريق المسدود حتى الخريف القادم.

 
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الرئيس أوباما يقترح تسليم زمام عملية سلام الشرق الأوسط للمجتمع الدولي إذا لم يكن هناك تقدم ملموس خلال الشهور القليلة القادمة.
 
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية فقد أعد أوباما خطة سرية مع حلفاء أوروبيين بارزين لعقد مؤتمر دولي في نهاية العام الحالي.
 
وهذه الخطوة يمكن أن تجسد أشد مخاوف إسرائيل بتجريد الدولة اليهودية من قوتها وإملاء مسار المباحثات.
 
وسيحاول المؤتمر إنهاء عقود من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بالضغط على الطرفين لقبول تنازلات صعبة حول قضايا تتدرج من مستقبل ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى وضع القدس.
 
كذلك يسعى أوباما للحصول على اعتراف دولي من أجل إقامة دولة فلسطينية.
ومن جانبهم أبدى مسؤولون في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استياءهم في الأسابيع الأخيرة بسبب تقارير تفيد بأن أوباما كان يخطط لسيطرة فعالة على المفاوضات من خلال فرض اتفاق سلام خاص به على الطرفين.
 
وقالوا إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تقوض مباحثات السلام المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تبدأ في وقت مبكر من الشهر القادم.
وقد نفى أوباما بشدة دراسته لهذه الفكرة، لكن مراقبين قالوا باحتمال تطوير الرئيس الأميركي لهذه الفكرة كخطة طوارئ.
 

"
مسؤول إسرائيلي:
إن فكرة التوصل إلى سلام فوري مثل تحضير فنجان قهوة فوري ضرب من الوهم، كما أن فرض مهلة زمنية محددة ثم تقديم حل مفروض إذا لم ينجحوا بعد فترة سيكون أشبه بنبوءة سابقة التحقق ألا وهي  ضمان فشل المباحثات
"

ومن الجدير بالذكر أنه منذ تولي أوباما منصبه العام الماضي تعثرت جهود وساطته في التوصل |إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، وتبخرت الثقة بين الجانبين في شجار حول سياسة نتنياهو الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية والتي تسببت في  خلاف كبير بين إسرائيل والولايات المتحدة.

 
ورغم إعراب الفلسطينيين والإسرائيليين عن استعدادهما لاستئناف المباحثات فإن هناك شكوكا في ذلك ولن تعقد مفاوضات مباشرة بين الجانبين.
 
وقال ألون بنكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق مقرب من إدارة أوباما، إن الأمر بدا مقبولا أن يدرس المسؤولون في واشنطن الإمساك بمقاليد الأمور في أيديهم.
 
وأضاف أن مؤتمرا دوليا يضم الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا هو أشبه بوصفة للفوضى منه إلى خطة سياسية عملية، ولكن أي شيء أفضل من الوضع الراهن.
 
ولخشيتهما من حرمانهما من ملكية عملية السلام، من المحتمل أن تعارض القيادتان الإسرائيلية والفلسطينية عقد مؤتمر دولي.
 
وقال مسؤول إسرائيلي إن فكرة التوصل إلى سلام فوري مثل تحضير فنجان قهوة فوري ضرب من الوهم، وأضاف أن فرض مهلة زمنية محددة ثم تقديم حل مفروض إذا لم ينجحوا بعد فترة سيكون أشبه بنبوءة سابقة التحقق: ضمان فشل المباحثات.
 
وبحسب هآرتس أيضا فإن المؤتمر سيعقد تحت رعاية اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تضم في عضويتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا.
 
وسيكون هذه هي المرة الأولى منذ 17 عاما من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي تسلم فيها الولايات المتحدة زمام عملية السلام للمجتمع الدولي.
المصدر : تلغراف