لماذا هذا الصمت العربي؟

أيقونة الصحافة البريطانية

زخرت الصحف البريطانية اليوم السبت بمواضيع ساخنة، فاستنكرت صمت العرب عندما يسفك الدم العربي بأيد عربية، ووصفت اتفاق مكة بأنه هش قد ينحل في أي لحظة، كما تحدثت عن ترجيحات بضرب إيران العام المقبل، ولم تغفل الشأن العراقي.

"
القصف الإسرائلي للبنان كان جريمة حرب شأنه في ذلك شأن الغزو نفسه لتلك البلاد، والعرب محقون في أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، ولكن متى يكون سفك الدم العربي أقل قداسة؟ الجواب: عندما يسفك بأيد عربية
"
فيسك/ذي إندبندنت

صمت العرب
كتب مراسل صحيفة ذي إندبندنت روبرت فيسك مقالا تحت عنوان "تآمر الصمت في العالم العربي" يستنكر فيه صمت العرب والمسلمين عندما يهدر دم المسلمين، وخير مثال على ذلك في هذه الأيام هو ما يجري في العراق حيث أخذ المسلمون يستهدفون إخوتهم دون أن يحرك رجال الدين المسلمين سكانا.

واستهل الكاتب حديثه برسالة وصلته من مالك العبدة رئيس حركة التطوير والعدالة في سوريا التي تتخذ من لندن مقرا لها كان الأخير بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة لفتح تحقيق في مجزرة حماة أيام رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

وقال "إن ما أدهشني في رسالة العبدة ليس قوتها وإنما الإقدام على كتابتها"، مضيفا أنه عندما وقعت مجزرة حماة صمتت الدول العربية المجاورة، ورغم إعلان رجال الدين في حماة للجهاد، فإن زملاءهم في بيروت ودمشق لاذوا بالصمت، شأنهم في ذلك شأن علماء الإسلام والدين عندما بدأ الجزائريون يسفكون دماء بعضهم بعضا.

وتابع أن هذا الصمت شبيه بما يحدث الآن حيال ما يجري في العراق، مستطردا بالقول "صحيح أن القتل الجماعي ما كان ليحدث هنا لو لم نغز البلاد، وأشك في أن ثمة أيادي خفية تقف خلف الصراع المدني في بلد لم ينقسم من قبل".

واختتم بالقول إن القصف الإسرائلي للبنان كان جريمة حرب شأنه في ذلك شأن الغزو نفسه لتلك البلاد، والعرب محقون في أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، ولكن متى يكون سفك الدم العربي أقل قداسة؟ مجيبا: عندما يسفك بأيد عربية.


اتفاق هش
عنوان اختارته صحيفة ذي غارديان للتعليق على الاتفاق الذي توصلت إليه حركتا فتح وحماس برعاية المملكة العربية السعودية في مكة المكرمة.

وفي مستهل حديثها قالت الصحيفة في مقدمتها إن عمر التفاؤل في الشرق الأوسط قصير، حيث لم تمض 12 ساعة على الاتفاق حتى خرج قائد في حماس من غزة ليقول إن حركته لن تعترف بإسرائيل، وهذا أحد شروط الرباعية.

كما أنه من غير الواضح ما إن كان الاتفاق يقترب من شرطي الرباعية الآخرين وهما نبذ العنف والقبول بكافة الاتفاقيات السابقة التي أبرمت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

ومضت تقول إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دخل المفاوضات بمطالبة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالالتزام أو الاعتراف بالاتفاقيات السابقة مع إسرائيل، ولكنه خرج بعد أيام من المفاوضات المكثفة بكلمة أضعف مما يتوقع وهي "احترام" الاتفاقيات.

وحذرت الصحيفة من نتائج الاتفاق التي قد تشق صف الرباعية في رفع الحظر عن الفلسطينيين وسط رفض أميركي وإسرائيل لهذا الاتفاق، مشيرة إلى أنه هش وقد ينحل في أي لحظة تعقب عملية انتحارية أو اغتيال شخصية ما.

وقالت إن الأفعال هي التي ستحكم على هذا الاتفاق لا الأقوال، وهو الاتفاق الوحيد الموجود على الطاولة والسبيل الوحيد لسلام أوسع، ولهذا السبب على اللاعبين أن يحافظوا عليه.

ضرب إيران العام المقبل

"
الاستعدادات الأميركية لشن ضربة جوية ضد إيران في مراحلها المتقدمة رغم الإنكار العلني المتكرر من قبل إدارة بوش
"
مصادر أميركية/ذي غارديان

وفي موضوع آخر أفادت ذي غارديان بأن الاستعدادات الأميركية لشن ضربة جوية ضد إيران في مراحلها المتقدمة رغم الإنكار العلني المتكرر من قبل إدارة بوش، وفقا لمصادر مقربة في واشنطن.

وقالت الصحيفة إن الحشود التي تقوم بها الولايات المتحدة في منطقة الخليج ستتيح لها القيام بذلك قبل الربيع القادم، غير أن المصادر التي لم تسمها الصحيفة، رجحت أن تكون الهجمة العام المقبل، أي قبيل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش.

وأكدت المصادر التي اعتمدت عليها ذي غارديان أن بوش لم يقرر بعد، مضيفة أن إدارة بوش تصر على أن زيادة الحشود ليست هجومية بقدر ما تهدف إلى احتواء إيران وإرغامها على القبول بالتسوية الدبلوماسية.

صفعة لآمال العودة
أما في الشأن العراقي فقالت صحيفة تايمز إن الهجمتين اللتين استهدفتا القوات البريطانية في البصرة أمس وخلقتا قتيلا بريطانيا وعشرة جرحى، سددتا صفعة للأمل بعودة آلاف الجنود إلى وطنهم في غضون الأشهر القليلة القادمة.

وقالت الصحيفة إنه رغم أن الوزراء أحجموا عن التصريح بجداول زمنية للانسحاب، فإن التوقعات بسحب آلاف الجنود قبل الربيع القادم أو مطلع الصيف كانت مرتفعة جدا.

ونقلت تايمز عن مصدر في وزارة الدفاع قوله إن الهجمتين اللتين وقعتا في يوم "قاس وسيئ" بالنسبة للجيش البريطاني، لن تغيرا إستراتيجية الحكومة، مشيرا إلى أن خفض القوات سيعتمد بالدرجة الأولى على الظروف على الأرض وقدرة القوات العراقية على تسلم زمام الأمن في البصرة.

لحظة رمزية لأميركا
وفي إطار تعليقها على إعلان باراك أوباما ترشيح نفسه للرئاسة الأميركية، قالت ذي إندبندنت في افتتاحيتها إن هذا الإعلان يجب أن يكون مناسبة ملهمة وذات رمزية عالية في أميركا.

وأضافت أن كثرة المؤيدين لأوباما يرجحون انتخابه كأول رجل أسود لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

وقالت الصحيفة إن الحملة الرئاسية ستكون حملة الأوائل، لأن هيلاري كلينتون هي أيضا أول امرأة تحظى بفرصة حقيقية للترشيح، إلى جانب ميت رومني حاكم مساشوستس كأول مرشح يخرج من الطائفة الدينية المورمونية.

المصدر : الصحافة البريطانية