الكويت والحسم الدستوري

ايقونة الصحافة الخليجية

كل المناطق العربية الساخنة كانت حاضرة في افتتاحيات الصحف الخليجية اليوم الأحد فتحدثت عن الحسم الدستوري في الكويت، وعلق البعض على خطاب الأسد الأخير، في حين تناول البعض الآخر فرصة التكتلات السياسية الصغيرة بالعراق فضلا عن الانتخابات الفلسطينية.


"
مع أن الإجراءات المتبادلة في الكويت تعكس نوعا من الانقسام داخل أسرة الصباح الحاكمة، فإن الخلافات داخل بيت الحكم الكويتي يجب ألا تخرج من إطار المصلحة العليا والأولى للبلاد
"
الشرق القطرية

خطان متوازيان
قالت القبس الكويتية إن الجهود تواصلت في الكويت على خطين متوازيين للخروج من المأزق الذي يخيم على البلاد، إذ أنه في الوقت الذي قرر فيه مجلس الوزراء تفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة، فإنه تريث في إحالة الأمر إلى مجلس الأمة إفساحا في المجال أمام مساع حميدة لحل الأزمة مع الطرف الآخر.

ونبهت الصحيفة إلى أن اجتماع مجلس الوزراء حضره خبيران أحدهما دستوري والآخر طبي، ونسبت إلى مصادر وصفتها بأنها مطلعة أن التقرير الطبي قد أنجز وأنه من المحتمل أن يوجه مجلس الوزراء رسالة إلى رئيس مجلس الأمة اليوم بشأن قراره، ويطلب تحديد جلسة سرية خاصة لمناقشة الإجراءات.

وأكدت القبس أن جميع الوزراء تكلموا في الجلسة فأيدوا تفعيل الدستور، على اعتبار أنه "لا يجوز تكبيل البلاد، وأنهم عند الاضطرار إلى الخيار بين شخص والوطن، فإن مجلس الوزراء يختار الوطن".

وتحت عنوان "حسم دستوري" ذكرت الرأي العام الكويتية أن رئيس مجلس الأمة متفائل بشأن الخروج من الأزمة، حيث قال إن "الاستقرار بإذن الله سيكون هو السائد وبلدنا بلد مؤسسات ودستور وهذا ما سيسود وأطمئن الجميع إلى أن الأمور في أيد حكيمة بإذن الله وأنا على يقين أن هؤلاء الحكماء ينظرون لمصلحة الكويت وأهلها".

أما الشرق القطرية فكتبت تحت عنوان "تطورات الحكم في الكويت" أن التطورات الأخيرة الجارية في الكويت الشقيق داخل بيت الحكم، يبدو أنها قد تحولت إلى أزمة سياسية، خصوصا بعد استهلال مجلس الوزراء في إجراءات دستورية لإقالة الأمير الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح بسبب أوضاعه الصحية.

ومضت الصحيفة: إنه ومع أن هذه الإجراءات المتبادلة تعكس نوعا من الانقسام داخل أسرة الصباح الحاكمة، فإن الخلافات داخل بيت الحكم الكويتي يجب ألا تخرج من إطار المصلحة العليا والأولى للبلاد وهي مصلحة الوطن والشعب الكويتي.

واختتمت الشرق افتتاحيتها قائلة "إننا نثق في حكمة قادة البلاد للخروج من الأزمة الحالية بأسرع ما يمكن، لتجنيب الكويت أي أخطار قد يستغلها الأعداء الذين يتربصون بالبلاد والمنطقة.


لبنان وسوريا حلقة بسلسلة
قالت الرأي العام الكويتية إن الرئيس السوري بشار الأسد رسم أمس بخطابه في حفل افتتاح مؤتمر اتحاد المحامين العرب الـ 22 بدمشق، مستقبل علاقات سوريا مع لجنة التحقيق الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري مؤكدا أن "لا شيء أعلى من السيادة الوطنية".

وأضافت الصحيفة أن الأسد اعتبر أن "اغتيال الحريري جاء في إطار خطة خبيثة لاستهداف الأمن والوفاق اللبناني ودور سوريا ومكانتها" واصفا اللجنة الدولية بأنها "لجنة إدانة وليست لجنة تحقيق".

وذكر الرئيس السوري أنه "لا يوجد شيء أعلى من السيادة الوطنية، ومن يقبل بالقرارات الدولية بدلا عن السيادة فعليه أن يبدل جنسيته ويقبل بجنسية دولية تعطيه إياها الأمم المتحدة".

وأكد الأسد -حسب الصحيفة- أن طرح ترسيم الحدود في مزارع شبعا "مؤامرة إسرائيلية لوأد المقاومة" وأن استهداف سوريا ولبنان جزء من "مخطط أكبر وأوسع" كانت "غزة أولا" وأوسلو وما يجري في العراق حلقات من حلقاته.

وفي نفس الموضوع وتحت عنوان "الإصلاح الديمقراطي" قالت الوطن القطرية إن الرئيس الأسد عندما تحدث عن الإصلاح قال "إننا نؤكد كما أكدنا مرارا أن الإصلاح يبدأ وينطلق من حاجاتنا الداخلية، ونرفض رفضا مطلقا أي إصلاح يفرض من الخارج تحت أي عنوان أو مبرر".

لكنه رأى -حسب الصحيفة- أن ظروف الواقع السياسي تختلف من بلد إلى آخر بما يتطلب مراعاة إيقاع التطور الإصلاحي، وأن مشروعات القوى الخارجية للإصلاح في العالم العربي تنطلق من اعتبارات مصالحها الإستراتيجية لا من مصالح الشعوب العربية.


"
الأصوات الثلاثة التي تنقص التحالف الشيعي الكردي كانت كفيلة بحفظ حق التكتلات الصغيرة بالبرلمان العراقي الجديد
"
الوطن السعودية

فرصة التكتلات الصغيرة
تحت هذا العنوان قالت الوطن السعودية إن الانتخابات التشريعية العراقية لم تحسم مسألة الغالبية داخل مجلس النواب الجديد، وحرمت حلفاء الأمس الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني من هذه الغالبية التي مكنتهما في السابق من انتخاب رئيس الجمهورية وتعيين رئيس الحكومة والوزراء.

وأضافت أن الأصوات الثلاثة التي تنقص التحالف الشيعي الكردي كانت كفيلة بحفظ حق التكتلات الصغيرة بالبرلمان العراقي الجديد.

ومع أن نتائج الانتخابات لم تكن بالمستوى الذي طمحت إليه اللوائح الأخرى، فإن الواقع الحالي وضع هذه التشكيلات في ظرف أفضل من السابق.

وخلصت الصحيفة إلى أن واقع العراق في هذه المرحلة يحتم على تشكيلاته السياسية تخطي الحساسيات الشخصية، والتطلع إلى ما يجمع أبناءه ويساعدهم على الخروج من الأزمات التي أوقعهم فيها الاحتلال مؤكدة أن "حكومة الوفاق الوطني" تشكل المخرج من هذه الأزمة.


تجربة تستحق النجاح
قالت الخليج إن الشعب الفلسطيني أمام امتحان مصيري يتمثل في الانتخابات التشريعية التي ستفرز مجلساً قد يكون جديداً بكل معنى الكلمة، بأشخاصه وتوجهاته وبرنامجه وطريقة أدائه وتعاطيه مع المسائل الداخلية الفلسطينية، ومع المسائل الكبرى المتعلقة بالصراع مع الاحتلال.

لذلك ترى الصحيفة أن الشعب الفلسطيني مطالب بأن يكون في منتهى الوعي والمسؤولية في اختيار من يمثله ويعتقد أنه أمين على مصالحه وحقوقه، لعله بذلك يستطيع أن يتقدم خطوة على طريق تكريس الديمقراطية والتعددية والشفافية ويضع الرجل المناسب بالمكان المناسب.

لكن المهم -حسب الخليج– أن يكون يوم الانتخاب هو يوم الوحدة الوطنية الحقيقية، وأن يكون تنوع القوائم والاتجاهات والبرامج عامل إثراء لتجربة تستحق كل الرعاية والنجاح بعيداً عن كل المواقف المتشنجة ومخاطر استخدام أساليب العنف والقوة لما لذلك من سلبيات تشوه هذه التجربة وتسيء للأهداف النبيلة للشعب الفلسطيني.

المصدر : الصحافة الخليجية