تمرد ديني ضد شارون

أخبار الصحف/ الصحافة الاسرائيلية
أبرزت بعض الصحف العبرية اليوم التمرد الذي يقوده المتدينون اليهود ضد انسحاب شارون من غزة والأزمة داخل الليكود بشأن هذه القضية, وسلطت الضوء على الفساد المستشري في القيادات العليا في الجيش, إضافة إلى جدل الحل العسكري أم السياسي مع الفلسطينيين.

قبعة الرفض

"
دعوة الحاخامات لرفض إخلاء المستعمرات تلقي بمجموعة (القبعات المنسوجة) في ورطة إستراتيجية
"
يديعوت أحرونوت

تحت هذا العنوان كتب ياغيل ليفي في صحيفة يديعوت أحرونوت يصف حالة التمرد التي يهدد المتدينون باتخاذها ضد عملية الانسحاب من غزة، مشيرا إلى أن دعوة الحاخامات لرفض إخلاء المستعمرات تلقي بمجموعة (القبعات المنسوجة) في ورطة إستراتيجية.

 
وحدد على وجه الخصوص بأن دعوة الحاخام أبراهام شافيرا الجنود أصحاب القبعات المنسوجة لرفض إخلاء المستوطنات تؤدي بهؤلاء الجنود إلى مفترق طرق ربما يؤدي إلى إعادة تنظيم داخلي, ويشير هنا إلى أن المقصود ليس جنودا متفرين لكنهم مجموعة واضحة وأكبر من أية مجموعة أخرى والتي تمثل هذا الخلاف.
 
فالقبعات المنسوجة استطاعت السيطرة على مراكز بارزة في الجيش خلال السنوات الأخيرة, ويشير الكاتب إلى أن نجاح هذه المجموعة في الجيش سيؤدي إلى تعزيز مكانتهم إذا ما وافقوا على تعزيز الأوامر, أما إن رفضوا فإن ذلك يعرض إنجازاتهم للخطر وهذه الإنجازات حصلوا عليها خلال عشرين عاما.

استشراء الفساد 
ونقلت صحيفة معاريف خبرا يؤكد أن ثمة فسادا مستشريا في الجيش الإسرائيلي وعلى وجه الخصوص في القيادة العليا, وأضافت الصحيفة أن تحقيقا جادا تشرف وتقوم به الشرطة العسكرية الإسرائيلية مع ثلاثة إضافة إلى سرقات أخرى قام بها آخرون من مستودعات الجيش الإسرائيلي.

 
هذه القضية أثارت حفيظة قيادة الأركان في الجيش الإسرائيلي وخاصة أنها تتعلق بقضايا فساد تمس قادة كبارا وليسوا جنودا، وتخشى قيادة الجيش أن ينعكس ذلك على سلوكيات وسمعة الجيش بشكل عام.
 
خطر الانقسام
وصف الصحفيان مزال معلان وجدعون ألون في مقالة مشتركة لهما في هآرتس أن الليكود يعيش أزمة حزبية جراء الصراع الداخلي بين المؤيدين لشارون وخطته والمعارضين له.
 
وتخشى أوساط في الليكود أن عملية التصويت المقترحة ستؤدي إلى انشقاقات داخلية في أوساط الليكود، ويخشى الكاتبان من أن اقتراح حل الوسط في كتلة الليكود الداعي إلى تشكيل لجنة من أجل دراسة استفتاء شعبي لخطة الانفصال ومقربي شارون يقولون إن الوزراء الذين سيصوتون ضد الخطة في الكنيست سيتم فصلهم, وشارون يقول إذا لم يكن هناك مفر فسنتوجه إلى الانتخابات.
 
إصرار شارون هذا يعني في نظر الكثيرين من الليكود أنه سيفضي إلى مشكلة لا تحمد عقباها، بل سيؤدي إلى خلافات مجذره داخل الليكود نفسه، مما يجعله حائرا هائما إذا ما قرر المؤتمر العام لليكود إجراء انتخابات، وبذلك ستكون فرص الفرقة والانشقاق أكبر.
 
دولتان في نفس المكان

"
لا مفر من وجود دولتين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني في نفس المكان, وعلى الرغم من صعوبات هذه الفكرة فإنها مناسبة لنقاش جدي في إسرائيل
"
هآرتس

وتحت هذا العنوان كتب ألوف بن مقالة في صحيفة هآرتس يصف فيها المستقبل السياسي للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني, مؤكدا أنه لا مفر من وجود دولتين للشعبين في نفس المكان، ويقول بن: لقد سيطرت في الآونة الأخيرة فكرة داخل القيادة العسكرية تطرح تساؤلا هاما وواضحا، هل من الأفضل لإسرائيل مواصلة عنادها على فرض حل لقضية دولتين أم أن هناك حلا آخر؟ 

 
حيث يرى الكاتب أن الجهد المتواصل في الحرب مع الفلسطينيين وغياب الحسم في إنهاء هذا النزاع  يثير من جديد الأهداف في حرب إسرائيل ولماذا جوهر هذا الصراع ولماذا يدعى الشعب في إسرائيل للحشد وتحمل الضحايا فهل يتوقع حلا واستقرارا أم أن الحرب ستستمر؟
 
ويشير الكاتب إلى أنه خلال التسعينات ظهرت فكرة أن العلاج لهذا الصراع هو دولتان فإذا ما أعطي ياسر عرفات الحكم في دولة مستقلة على الضفة والقطاع فإنه سيرضى وسيتحول من إرهابي وعدو إلى جار طيب.
 
وعندما ظهرت بعض الصعوبات قررت إسرائيل فرض حل التقسيم على الفلسطينيين بداية بالوسائل السياسية وبمساعدة الرئيس كلينتون الذي دعا إلى قمة كامب ديفد, وعندما فشلت بدأ الفلسطينيون بالحرب وقامت إسرائيل بالقصف والتصفيات وسجن عرفات واحتلال المدن الفلسطينية وبدعم سياسي من حكومة بوش.
 
والهدف هو تغيير القيادة الفلسطينية لتتوافق مع خارطة الطريق وفي النهاية يصل الكاتب إلى فشل الحل العسكري, وعلى الرغم من الصعوبات فإن مؤيدي هذه الفكرة (فكرة دولتين) يعتقدون أنها مناسبة لنقاش جدي في إسرائيل.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية