اغتيال شيرين أبو عاقلة.. تحقيقات صحفية تؤكد مسؤولية إسرائيل والخارجية الأميركية تطالب بمحاسبة الجناة

رسم عدد من الفنانين التشكيليين في مدينة غزة، الخميس، لوحة جدارية، تكريما للصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة القطرية، التي قُتلت الأربعاء، في الضفة الغربية. وأشرف على فعالية "رسم الجدارية" الاتحاد العام للهيئات الشبابية في قطاع غزة (أهلي).
لوحة جدارية في غزة تكريما للصحفية شيرين أبو عاقلة التي اغتالها جيش الاحتلال الإسرائيلي (الأناضول)

جددت الخارجية الأميركية التنديد باغتيال مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة، وقالت إنها تتوقع محاسبة المسؤولين عن قتلها بشكل كامل، في حين أظهرت تحقيقات صحفية مسؤولية جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عملية الاغتيال.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس -خلال المؤتمر الصحفي اليومي أمس الثلاثاء- إنه يتوقع من الإسرائيليين والفلسطينيين إطلاع واشنطن بشكل دائم على تحقيقاتهما الخاصة بمقتل شيرين، وطالب برايس بتحقيق شامل ومعمق بشأن مقتلها يصل إلى مساءلة الجاني.

وذكرت شبكة "سي إن إن" (CNN) أنها جمعت أدلة تؤكد أن الجيش الإسرائيلي استهدف مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين بشكل متعمد.

وقال تقرير للشبكة الأميركية إن تحقيق فريقها والأدلة التي جمعها تشير إلى أن شيرين استهدفت من قبل القوات الإسرائيلية، وإن الأدلة تؤكد عدم وجود مسلحين أو مواجهات مسلحة قرب شيرين خلال اللحظات التي سبقت قتلها.

كما خلُص تحقيق لوكالة "أسوشيتد برس" إلى أن الرصاصة التي قتلت الزميلة شيرين أُطلقت من بندقية جندي إسرائيلي، ووفقا للتحقيق ذاته فإن مقاطع فيديو وصورا متعددة التقطت صبيحة الحادثة تظهر قافلة عسكرية إسرائيلية متوقفة قرب شيرين، وكان لديها مجال رؤية واضح للمكان الذي اغتيلت فيه.

يشار إلى أن تحقيقا للجزيرة كان توصل في وقت سابق للنتيجة نفسها.

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن إحالة السلطة الفلسطينية ملف اغتيال شيرين أبو عاقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية يهدف إلى تحميل إسرائيل المسؤولية عن الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد اشتية -في مقابلة مع شبكة سي إن إن- أنه ليس من الممكن تحت أي ظرف قبول تحقيق مشترك مع الجيش الإسرائيلي بشأن مقتل أبو عاقلة.

ولا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمتنع عن فتح تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة، رغم أن فحوصها الأولية أثبتت أن جنودها أطلقوا الرصاص باتجاه الموقع الذي كانت فيه مراسلة الجزيرة.

وقال المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو إنه لا بد من أن تكون الأدلة واضحة لعرض ملف اغتيال شيرين على المحكمة الجنائية.

وأضاف المسؤول الدولي السابق -في مقابلة مع الجزيرة- أنه لا بد من إجراء تحقيق جنائي على يد خبراء مختصين، كما يجب بذل المزيد من البحث لمعرفة ملابسات اغتيال شيرين أبو عاقلة.

وعقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك جلسة غير رسمية بشأن حماية الصحفيين في النزاعات الدولية، وركزت أغلب المداخلات على اغتيال مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة والدعوة إلى التحقيق في ملابساته.

وفي إحاطته، قال مدير مكتب الجزيرة في واشنطن عبد الرحيم فقراء إن مقتل شيرين المأساوي سلط الضوء على مسؤولية مجلس الأمن عن حماية المدنيين، بمن فيهم الصحفيون.

كما جاء في الإحاطة أن موقف شبكة الجزيرة واضح وجلي وهو أن حياة مراسلتها شيرين لها أهميتها، كما هي الحال بالنسبة إلى التحقيق المستقل والشفاف في مقتلها.

وفي كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن، طالبت المندوبة الأيرلندية في مجلس الأمن الدولي جيرالدين بيرن ناسون بإجراء تحقيق مستقل في مقتل شيرين أبو عاقلة بلا تأخير. وطالبت ناسون -في الجلسة التي دعت إليها بلادها- بمحاسبة الجناة، وأكدت أنه من غير المقبول إطلاقا استهداف أي صحفي في أي مكان.

وقالت المندوبة الأميركية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ليسا كارتي إن الولايات المتحدة تتوقع مساءلة كاملة لمن تثبت مسؤوليتهم بعد انتهاء التحقيق في قتل شيرين أبو عاقلة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية