وزير الدفاع الإسرائيلي يبحث اغتيال شيرين أبو عاقلة في واشنطن ومجموعة استقصائية ترجح مقتلها بطلق ناري إسرائيلي

المشاركون في تشييع الزميلة شيرين أبو عاقلة تعرضوا للعنف من قبل عناصر الشرطة الإسرائيلية (الفرنسية)

يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اليوم الاثنين إلى الولايات المتحدة لعقد سلسلة من المباحثات مع مسؤولي الإدارة الأميركية، حيث ستتصدر محادثاته قضية اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة وقمع قوات الاحتلال تشييع جنازتها في القدس المحتلة، وفق ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية.

يتزامن ذلك مع تأكيد مجموعة استقصائية هولندية أن سلطات الاحتلال قد تكون هي على الأرجح المسؤولة عن مقتل أبو عاقلة، واعتزام المستشفى الفرنسي في القدس مقاضاة الشرطة والمسؤولين الإسرائيليين بسبب أحداث العنف والاقتحامات التي واكبت تشييع جنازتها.

وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن غانتس سيجتمع خلال زيارته لواشنطن بوزيري الخارجية والدفاع الأميركيين، وأن مسؤولين أميركيين يطالبون الحكومة الإسرائيلية بتوضيحات بشأن تصرف قوات الاحتلال في قضية شيرين أبو عاقلة.

وقد جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقديم التعازي في فقد شيرين أبو عاقلة، وقال إنه يقدر العمل الصحفي الذي قامت به في حياتها، وإن بلاده تدعم التحقيق في مقتلها، مشيرا إلى أنه تحدث مباشرة مع شقيقها.

تحقيق دولي

من جانبها، أكدت عضوة مجلس النواب الأميركي ماري نيومان -في مقابلة سابقة مع الجزيرة- أنها ستطالب إدارة الرئيس جو بايدن بالضغط لفتح تحقيق في جريمة الاغتيال "في أسرع وقت".

كما قال السيناتور جيلبير روجيه نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الفرنسي إن على بلاده أن تفعل أكثر من مجرد إدانة اغتيال شيرين أبو عاقلة، مشيرا إلى أن "العدالة لا يمكن أن تتم إلا بتحقيق دولي مستقل".

وفي آخر تفاعل لها مع قضية اغتيال أبو عاقلة، قالت الخارجية الفلسطينية في بيان إن دبلوماسييها وسفراءها توجهوا إلى المؤسسات الدبلوماسية والإعلامية ومراكز صنع القرار بالدول المضيفة لإدانة جريمة إعدام شيرين أبو عاقلة.

وأضاف البيان أن الدبلوماسيين قدموا شرحا عن تفاصيل الجريمة، وحملوا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها، كما طالبوا بضرورة محاسبة ومحاكمة من ارتكبها ومن يقف خلفها.

وقال أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني إن السفارات والبعثات الدبلوماسية فتحت بيوت عزاء في مقارها، واستقبلت عددا كبيرا من المسؤولين.

على صعيد آخر، توصلت مجموعة بيلينغكات (Bellingcat) الاستقصائية -ومقرها هولندا- إلى أن النتائج الأولية للتحقيق في مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة ترجح أن يكون بسبب طلق ناري إسرائيلي.

واعتمد الباحثون على تحليل الأدلة المرئية والصوتية التي عززتها بدورها روايات شهود العيان بأن مصدر النيران إسرائيلي.

وقال جيانكارلو فيوريلا كبير المشاركين في البحث إن القوات الإسرائيلية كانت في أقرب وأوضح مجال رؤية لشيرين، مؤكدا أن ظهور أدلة إضافية عادة ما يعزز الاستنتاجات الأولية ولا يلغيها أبدا.

وفي سياق متصل، اعتبرت إدارة المستشفى الفرنسي بالقدس اعتداء الشرطة الإسرائيلية على موكب تشييع شيرين أبو عاقلة "انتهاكا للقوانين الإنسانية"، مشيرة إلى أنها تبحث بشكل جدي إمكانية مقاضاة الشرطة الإسرائيلية على أفعالها ومحاسبة المسؤولين.

وفي مؤتمر صحفي، استنكرت الإدارة اقتحام قوات الاحتلال مباني المستشفى خلال تشييع شيرين أبو عاقلة وممارستها العنف ضد المشيعين.

وعرضت صورا تظهر اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية ممرات المستشفى وترويعها المرضى المترددين عليه، مشددة على ضرورة أن تسود قوة القانون على جميع القوى والممارسات العنيفة.

وفي مقابلة مع الجزيرة قال المدير العام للمستشفى الفرنسي في القدس جميل كوسا إن إدارته تعمل مع جهات عدة لتحضير ملف قضائي بشأن الاعتداء الوحشي الذي تعرض له المستشفى.

رواية الاحتلال

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد نقلت في وقت سابق تفاصيل آخر رواية للاحتلال بشأن اغتيال شيرين أبو عاقلة الأربعاء الماضي في مخيم جنين، فيما جددت السلطة الفلسطينية رفضها مشاركة إسرائيل بأي تحقيق في هذا الشأن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن جنديا إسرائيليا أطلق النار من مسافة 190 مترا من مكان وجود مراسلة الجزيرة في جنين، وقد يكون أصابها.

وأضافت هآرتس أن الجندي المتهم باغتيال شيرين قال في استجوابه إنه لم يرها ولا يعرف أنه أطلق النار عليها، مشيرة إلى أنه كان يجلس في سيارة جيب متسلحا ببندقية مزودة بعدسة تلسكوبية.

وقال الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات للجزيرة إن الرواية الإسرائيلية الجديدة التي أوردتها صحيفة هآرتس تهدف إلى تبرئة الجندي الإسرائيلي الذي أطلق الرصاص على شيرين.

يشار إلى أن الاحتلال سرد أكثر من رواية على مدى الأيام الماضية، حيث بدأها باتهام مقاومين فلسطينيين، قبل أن يعلن أنه لا يمكن تحديد مصدر النيران، وآخرها الرواية التي أوردتها صحيفة هآرتس.

المصدر : الجزيرة