"لا شراكة ولا تفاوض".. مقتل 3 متظاهرين في احتجاجات جديدة بالسودان والجيش يطوّق الخرطوم ويقطع الإنترنت

Protest in Sudan
شوارع الخرطوم تشهد وجودا أمنيا مكثفا (الأناضول)

قُتل 3 متظاهرين بالرصاص اليوم الخميس في أم درمان وبحري بضواحي الخرطوم مع تجدّد الاحتجاجات في مدن سودانية عدة ضد الحكم العسكري، في حين فرضت السلطات طوقا أمنيا على العاصمة وقطعت خدمة الإنترنت.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل متظاهرين في أم درمان؛ الأول "إثر إصابته برصاص حي في الرأس"، والثاني "إثر إصابته برصاص حي في الحوض من قبل قوات السلطة الانقلابية".

وأكدت اللجنة في وقت لاحق مقتل متظاهر ثالث "إثر إصابته برصاص حي في الصدر من قبل قوات السلطة الانقلابية" في بحري بشمال الخرطوم.

بذلك، ترتفع حصيلة القتلى منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول إلى 60، فضلا عن أكثر من 300 جريح أصيبوا بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وفق لجنة الأطباء.

وقد نزل آلاف السودانيين اليوم الخميس إلى الشوارع في مدن عدة، في حين قطعت السلطات الإنترنت وفرضت طوقا أمنيا على العاصمة الخرطوم.

وسار المتظاهرون في العاصمة باتجاه القصر الرئاسي ومقر الجيش القريب منه، وسط دخان قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها الشرطة، حسب شهود.

وقال المتظاهر مجتبى حسين البالغ 23 عاما "سنواصل التظاهر حتى نستعيد ثورتنا وحكومتنا المدنية".

وقالت المتظاهرة سمر الطيب البالغة 22 عاما "لن نتوقف حتى نستعيد بلدنا".

وردّد المتظاهرون الأغاني الوطنية، ورفعوا لافتات تحمل صورا لمتظاهرين قُتلوا جراء قمع الشرطة منذ الانقلاب.

وإلى حانب الخرطوم، وبحري (شمالي العاصمة)، وأم درمان (غربي العاصمة)، خرجت مظاهرات في كسلا والقضارف وبورتسودان (شرق)، ومدني والمناقل (وسط)، وعطبرة والدامر (شمال)، وكوستي والأبيض (جنوب)، وسنجة والدمازين (جنوب شرق)، ونيالا (غرب).

وحمل المحتجون أعلام السودان، ورددوا هتافات ترفض الحكم العسكري وتطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي.

كما رفعوا لافتات مكتوبا عليها: الثورة ثورة شعب، والسلطة سلطة شعب، والعسكر للثكنات والشعب أقوى، والردة مستحيلة، وحرية، سلام، وعدالة، لا تفاوض، ولا شراكة، ولا مساومة.

وقبيل انطلاق المظاهرات، انتشرت قوات أمنية بكثافة في الخرطوم، وأغلقت بعض الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة للجيش ومحيط قصر الرئاسة، مقر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان.

وفي خطوة متكررة، انقطعت خدمة الإنترنت والاتصالات عن الهواتف الخلوية في الخرطوم قبل ساعات من انطلاق المظاهرات.

وأغلقت السلطات طرقا رئيسة في الخرطوم تحسّبا للمظاهرات التي تعدّ استمرارا للحركة الاحتجاجية التي تطالب العسكريين بالتنحّي عن السلطة، منذ إطاحة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالحكومة وإعلانه حالة الطوارئ في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جهتها، دعت السفارة الأميركية في الخرطوم مواطنيها إلى تجنب التنقلات غير الضرورية والبعد عن التجمعات، تحسبا للمظاهرات المزمعة اليوم الخميس في الخرطوم وولايات أخرى.

في تلك الأثناء، نفى المكتب التنفيذي لقوى إعلان الحرية والتغيير أنباء عن مشاركته في نقاشات للتوصل إلى ميثاق سياسي موحد.

وقال المكتب في بيان عبر تويتر "لسنا جزءا من أي نقاشات بشأن ميثاق أو إعلان سياسي جديد".

وأضاف "أصدرنا رؤية سياسية تقوم على بناء أوسع جبهة لهزيمة الانقلاب وتأسيس سلطة مدنية انتقالية تكمل مهام ثورة ديسمبر المجيدة".

ويشهد السودان احتجاجات متكررة وحالة من الاحتقان منذ قرارات 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتتواصل الاحتجاجات عقب تقديم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك استقالته يوم الأحد الماضي، إذ أعلن فشل مساعيه في التوصل إلى توافق سياسي يجنّب البلاد الانزلاق إلى الفوضى، وفق تعبيره.

من جهتها، تحذر دول غربية قادة الجيش من الانفراد بقرار تعيين الحكومة الجديدة، إذ أصدرت الترويكا المعنية بالسودان -وتضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج- بيانا مشتركا مع الاتحاد الأوروبي، أكدت فيه أنها "لن تدعم رئيسا للوزراء أو حكومة تعيّن من دون مشاركة مجموعة واسعة من أصحاب الشأن المدنيين".

وأكدت أنه "في غياب التقدم، سننظر في تسريع الجهود لمحاسبة الذين يعرقلون العملية الديمقراطية".