الملء الثاني لسد النهضة.. مواقع التواصل تفيض بغضب المصريين والأمل في حل عسكري

A handout satellite image shows a closeup view of the Grand Ethiopian Renaissance Dam and the Blue Nile River in Ethiopia
إثيوبيا تعلن بدء الملء الثاني لسد النهضة رغم رفض مصر والسودان (رويترز)

القاهرة – بين اليأس والأمل فاضت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بتفاعل النشطاء والمغردين حول إعلان السلطات المصرية مساء أمس الاثنين أن إثيوبيا أبلغتها رسميا بأنها بدأت الملء الثاني لبحيرة سد النهضة الذي يخشى المصريون من تأثيره السلبي على حقوقهم التاريخية في مياه نهر النيل.

وسيطرت وسوم "سد النهضة" و"الملء الثاني" و"Nile" و"ادعم القرار المصري" على قائمة الأعلى تداولا في موقع تويتر للتغريدات القصيرة منذ انتشار الخبر ليلة أمس.

وكان المتحدث الرسمي لوزارة الري المصرية قد أعلن أن وزير الري محمد عبد العاطي تلقى إخطارا رسميا من نظيره الإثيوبي سيليشي بقلي لإبلاغه ببدء الملء الثاني لسد النهضة، موضحا أن الوزير المصري رد على نظيره الإثيوبي في خطاب رسمي برفض مصر القاطع لهذا الإجراء الأحادي.

غضب وتفويض

الغضب الشديد كان رد الفعل الأول لأغلب رواد موقع التواصل الاجتماعي في مصر بسبب إصرار إثيوبيا على المضي قدما في "الإضرار بمقدرات الشعب المصري"، بحسب وصفهم.

وأشار رواد مواقع التواصل إلى أن إثيوبيا بهذا الفعل أنهت بيدها طريق المفاوضات، ولم يعد أمام مصر سوى طريق واحد للتعامل مع "الغطرسة الإثيوبية" وهو الحل العسكري بتوجيه ضربة لسد النهضة.

ودعا مغردون وإعلاميون مقربون من السلطة إلى ضرورة التحرك العسكري قبل اكتمال الملء الثاني، وأعلنوا تفويضهم للقيادة السياسية والعسكرية لاتخاذ ما تراه مناسبا في هذا الصدد، مؤكدين ثقتهم في القيادة المصرية.

لحظة الحقيقة

في المقابل، ورغم اتفاقهم على أن قضية سد النهضة هي القضية الوحيدة تقريبا التي يلتف حولها الشعب المصري فإن السجال بين مؤيدي النظام ومعارضيه لم يتوقف بشأن حقيقة موقف النظام تجاه سد النهضة.

ودعا نشطاء ومعارضون النظام المصري والقوات المسلحة لأخذ موقف صارم من قيام إثيوبيا بالملء الثاني منفردة، مؤكدين على التأثير الخطير للسد على مقدرات البلاد ومستقبلها، ومعتبرين أن لحظة الحقيقة قد حانت كي تتحول التهديدات السابقة إلى تحرك حقيقي.

لكن دعوة هؤلاء لم تخل من السخرية والتأكيد على يأسهم من قيام النظام بأي رد فعل حقيقي، بعد أن وقع بيده على الاتفاق الذي سمح لإثيوبيا بالوصول إلى هذه المرحلة.

وفي 23 مارس/آذار 2015 وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفاقية إعلان مبادئ مع الخرطوم وأدبس أبابا بشأن سد النهضة، ويقول معارضون إن هذه الاتفاقية أعطت الشرعية القانونية لسد النهضة وهي التي تستند عليها إثيوبيا في المفاوضات حاليا، فيما يقول النظام المصري إن الاتفاقية مهمة للمفاوض المصري كونها نصت على عدم الإضرار بأي طرف عند بناء السد وتشغيله.

الثقة في القيادة

وأجمع مؤيدون للنظام على وقوفهم خلف القيادة السياسية في هذا الوقت الصعب، وعلى ثقتهم الكاملة في قدرة السيسي والجيش على التعامل مع الأزمة بالشكل الذي يضمن حقوق الشعب المصري، على حد قولهم.

تغريدات المؤيدين -على كثرتها- كانت متشابهة بشكل كبير ولافت، خاصة تلك التغريدات المتفاعلة مع وسم "ادعم القرار المصري" الذي تضمنت أغلب تغريداته صور السيسي والقوات المسلحة وكلمات عن الثقة في القيادة السياسية والرئيس، دون الدخول في تفاصيل الأزمة أو تطوراتها، سواء السابقة أو الأخيرة.

 

مواقف الرؤساء السابقين

مواقف رؤساء مصر السابقين لم تكن غائبة عن تغريدات رواد موقع تويتر حول الملء الثاني لسد النهضة، حيث نشر مؤيدو الرئيس الراحل محمد مرسي كلمة سابقة له أكد فيها أنه "إذا نقصت مياه النيل فإن دماءنا هي البديل".

بدورهم، نشر مؤيدو الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك تغريدات حول موقف مبارك الحاسم أمام أي تطلعات إثيوبية، حتى أنهم تبادلوا تغريدات ساخرة تشيد بسيطرة الرئيس الراحل التامة على قضية مياه النيل حتى ظن المصريون أن النهر ينبع من مصر وليس من أفريقيا.

وتأتي الخطوة الإثيوبية ببدء الملء الثاني استباقا لجلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي الخميس المقبل بناء على طلب دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان، لمناقشة تطورات أزمة سد النهضة.

وتصر إثيوبيا على بدء ملء ثانٍ لسد النهضة في يوليو/تموز الجاري وأغسطس/آب المقبل حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأن السد الذي تقيمه على النيل الأزرق الرافد الرئيسي لنهر النيل.

بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي ملزم بشأن الملء والتشغيل، للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية، ولضمان استمرار الحصة السنوية لكل منهما من مياه النيل.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي