وسط غضب إسرائيلي واعتراض أميركي.. الجنائية الدولية تعتزم فتح تحقيق بجرائم الحرب في فلسطين

مجموعة صور من مناورات ودبابات وعملية اكتشاف الانفاق من ارشيف الجيش الإسرائيلي
تخشى حكومة الاحتلال الإسرائيلي محاكمة جنودها بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين (الجزيرة)

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة قرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق ضد إسرائيل بشبهة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، ووصفه بأنه يمثل جوهر النفاق ومعاداة السامية.

وقال نتنياهو إن "إسرائيل تتعرض لهجوم من المحكمة الدولية المنحازة التي قررت أن جنودنا الأبطال والأخلاقيين الذين يحاربون الإرهابيين الشرسين هم مجرمو حرب".

وأضاف أن المحكمة التي أقيمت لضمان عدم تكرار الفظائع التي ارتكبها النازيون ضد اليهود، توجّه قراراتها ضد دولة اليهود، لكن المحكمة ذاتها لا تقول شيئا بحق إيران وسوريا وأنظمة دكتاتورية أخرى تقوم بجرائم حرب حقيقية.

وكانت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا أعلنت الأربعاء أن مكتبها سيفتح تحقيقا رسميا في جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية، وسيشمل طرفي الصراع، في خطوة انتقدتها إسرائيل واعتبرتها "إفلاسا أخلاقيا".

وأشارت بنسودا إلى أن هذا القرار جاء بعد فحص أولي أجراه مكتبها استمر نحو 5 أعوام وضمن سياق سلطة المحكمة الجنائية على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة والقدس الشرقية.

وشددت على أن أي تحقيق يجريه مكتب الادعاء في المحكمة الدولية سيكون مستقلا وموضوعيا وحياديا.

بدورها أعلنت الولايات المتحدة مساء الأربعاء معارضتها الشديدة لتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن "الولايات المتحدة تعارض بشدة إعلان المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية الخاص بالتحقيق في الوضع الفلسطيني".

وأضاف لدينا مخاوف خطيرة بشأن محاولة المحكمة الجنائية الدولية ممارسة سلطتها القضائية على إسرائيل.

ترحيب فلسطيني

في المقابل، رحبت القيادة الفلسطينية بقرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

وقال رئيس إدارة الأمم المتحدة في وزارة الخارجية الفلسطينية عمر عوض الله إن "القرار جريء ومتسق مع قواعد القانون الدولي، وإن القيادة الفلسطينية ستدعم المحكمة بالأدلة والبيانات المطلوبة لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين".

كما رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

وأكد الناطق باسم الحركة حازم قاسم أن هذه خطوة للأمام على طريق إنصاف ضحايا جرائم الحرب الإسرائيلية.

ودعا قاسم المحكمة الدولية إلى مقاومة الضغوط التي تمارس عليها من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجهات دولية أخرى، وإكمال رسالتها في تحقيق العدالة ومعاقبة مجرمي الحرب.

اختراق تاريخي

وصفت منظمة العفو الدولية إعلان المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالاختراق التاريخي.

وقال رئيس مركز العدل الدولي بالمنظمة ماثيو كانوك إن "بدء التحقيق إنجاز كبير للعدالة بعد عقود من عدم المحاسبة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".

وأكد كانوك أن التحقيق يوفر أول فرصة حقيقية لآلاف الضحايا للوصول إلى العدالة والتعويضات، كما أنه فرصة لوضع حد نهائي لتفشي الإفلات من العقاب الذي أدى إلى انتهاكات خطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لأكثر من نصف قرن.

ودعت منظمة العفو الدولية الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى تقديم الدعم السياسي والعملي الكامل للمحكمة الجنائية عندما تبدأ تحقيقاتها.

المصدر : الجزيرة + وكالات