التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.. تعليق أردني جديد ومنظمة التحرير تطالب بالتراجع عن الخطأ التاريخي

Palestinians protest against UAE-Israel deal
جانب من مسيرة انطلقت صباح اليوم بغزة رفضا للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي (رويترز)

رفضت القيادة الفلسطينية وفصائلها اتفاق تطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، وذكّرت أبو ظبي بأنه ليس من حقها التفاوض باسم الشعب الفلسطيني وتسويق "الوهم والترهات على حساب مصالحه". وفي حين صدر موقف أردني جديد، شهد قطاع غزة صباح اليوم الأربعاء مسيرة رافضة للخطوة الإماراتية.

وقد دعت منظمة التحرير الفلسطينية أمس الثلاثاء أبو ظبي إلى التراجع عما وصفته بالخطأ التاريخي. وأصدرت بيانا اعتبر أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي جاء على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته.

وكانت إسرائيل والإمارات اتفقتا الخميس الماضي على إقامة علاقات كاملة. وقضى الاتفاق بأن تؤجل إسرائيل ضم المزيد من الضفة الغربية المحتلة.

وفي اجتماع ضم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن أبو ظبي طعنت القضية الفلسطينية في الظهر، وأكد أن الردود على الاتفاق ستنسحب على أي دولة تحذو حذو أبو ظبي.

وقال عباس إنه لا يحق للإمارات التحدث باسم الشعب الفلسطيني، واتهمها بالتخلي عن الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال في الضفة الغربية ورهن الحصار في غزة.

Palestinian President Mahmoud Abbas
عباس اعتبر التطبيع الإماراتي طعنة في ظهر القضية الفلسطينية (وكالة الأناضول)

الوهم والترهات

لكنه قال "نحن لسنا قلقين بما يجري هنا وهناك من ترهات، وخاصة في المرة الأخيرة. في الأيام الأخيرة عندما أعلن عن اتفاق ثلاثي بين الإمارات وبين إسرائيل وبين أميركا".

وأضاف "حاولوا أن يوهموا الآخرين، ويوهموا العالم، بأن الإمارات جاءت لنا بإنجاز عظيم هو رفض الضم، وكأن القضية الفلسطينية فقط هي مسألة الضم".

وقال "تنكروا لكل شيء، لحقوق الشعب الفلسطيني، للدولة الفلسطينية، لرؤية الدولتين، للقدس الشريف التي ضُمت وأُعلن ضمها، تنكروا لكل هذا وقالوا نحن جئنا لكم بوقف الضم فافرحوا أيها الفلسطينيون. هذا خداع، وهذا أمر مرفوض كل الرفض، وهذا نعتبره طعنة في ظهر القضية الفلسطينية".

أما أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات فشدد على أن المنظمة باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لم تفوض أحدا للحديث باسمها، كما أنها لن تسمح لأي أحد أن يقرر نيابة عن الشعب الفلسطيني.

وأكد عريقات على "تمسك دولة فلسطين ومنظمة التحرير بخيار تحقيق السلام العادل والشامل على أساس الشرعية والقانون الدوليين ومبادرة السلام العربية، كأساس ومرجعية لأي عملية سياسية".

التطبيع خيانة

وفي غزة شارك المئات من الفلسطينيين صباح اليوم الأربعاء في مسيرة نظمتها الفصائل رفضا لاتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.

وحملت المسيرة عنوان "التطبيع خيانة"، وتوافد عليها المشاركون من جميع مناطق قطاع غزة، ورفعوا أعلام فلسطين.

وتقدمت المشاركين في المسيرة قيادات فصائلية أبرزها خليل الحية نائب رئيس حركة حماس بغزة، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حِلّس.

وقال الحية في كلمة خلال المسيرة "نقف مجددا في وقفة ملؤها الغضب والثورة والاحتقان". وأضاف "الشعب الفلسطيني موحد بكل أطيافه وفصائله، في غزة والضفة الغربية، لمواجهة مسلسل التطبيع الآثم ومسلسل الهرولة الآثمة".

وتابع "نقول اليوم للمطبعين: لا تفرحوا، فنحن نختلف في مواجهة الاحتلال، لكننا نتوحد لأجل حقوقنا، ولا تظنوا أننا شعب مشتت، نحن شعب متجذر في أرضه".

بدوره ندّد القيادي في حركة فتح أحمد حِلّس باتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، وقال في كلمة خلال المسيرة إن الشعب الفلسطيني لن يُجامل ولن يسمح لأحد بتجميل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

تعليق أردني

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الاحتلال هو أساس الصراع، وإن زوال الاحتلال وفق حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة ومبادرة السلام العربية هو السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق السلام العادل.

وأضاف الصفدي عقب محادثات مع عريقات في أريحا أن المطلب الأساسي لحل الصراع هو وقف الضم والتزام حل الدولتين الذي يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وحذر الصفدي من أن ما سوى ذلك سيؤدي إلى تعميق الصراع ونسف كل فرص تحقيق السلام العادل الذي يشكل ضرورة إقليمية ودولية.

المصدر : الجزيرة + وكالات