ليبيا.. المشري يؤكد من المغرب على أهمية اتفاق الصخيرات ومصر تحشد على الحدود

هل تعمل مبادرة المشري على حل الأزمة الليبية؟
المشري وصف التدخلات الأجنبية بالسلبية (الجزيرة)

قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري إن اتفاق الصخيرات هو المرجعية السياسية الوحيدة للحل في البلاد، بينما بدأت مصر حشد قواتها المسلحة قرب الحدود الليبية.

وفي مؤتمر صحفي مع رئيس مجلس المستشارين في المغرب حكيم بن شماس عقد بعد لقاء جمعهما، أوضح المشري أن كل المبادرات والاتفاقات التي لا تتعارض مع اتفاق الصخيرات، مقبولة.

وبيّن المشري -الذي يزور المغرب رسميا بدعوة من رئيس مجلس النواب- أن اللقاء الثنائي تناول آخر تطورات الأزمة الليبية، في ظل التقدم الواضح لحكومة الوفاق على الأرض.

ووصف المشري التدخلات الأجنبية بالسلبية، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق الوطني لن تتعامل مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بل مع كل الأطراف المنبثقة عن الاتفاق السياسي في الصخيرات.

تطورات ومبادرات

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس البرلمان المنعقد في طبرق عقيلة صالح، قال رئيس مجلس النواب المغربي حبيب المالكي إن المغرب يتابع تطورات الأوضاع في ليبيا، وإن جميع المبادرات التي قُدّمت لحل الأزمة لا تتناقض مع اتفاق الصخيرات.

وأضاف المالكي أن تداعيات الوضع في ليبيا تنعكس على المنطقة، وأن أمن ليبيا واستقرارَها مهم لأمن المنطقة.

من جهته، قال عقيلة صالح إنه لم يتمَّ أي لقاء بينه وبين خالد المشري، وأضاف أنه طلب من المغرب دعم جهود التوصل لحل الأزمة الليبية بهدف تشكيل سلطة تنفيذية جديدة تتولى أمور البلاد لفترة مؤقتة إلى حين تنظيم انتخابات وصياغة دستور.

وجاء ذلك خلال لقاء جمع المالكي وصالح في العاصمة الرباط، التي يجري الأخير زيارة رسمية لها لعقد مباحثات مع المسؤولين في المغرب حول مستجدات الأوضاع في ليبيا، وإيجاد مخرج للأزمة في البلاد.

ويؤكد المغرب بشكل متواصل تمسكه باتفاق الصخيرات السياسي كمرجعية أساسية لمعالجة النزاع المسلح في ليبيا

ووقع طرفا النزاع الليبي في ديسمبر/كانون الأول 2015، اتفاقا سياسيا في مدينة الصخيرات المغربية، نتج عنه تشكيل مجلس رئاسي يقود حكومة الوفاق، إضافة إلى التمديد لمجلس النواب وإنشاء مجلس أعلى للدولة، لكن حفتر سعى طوال سنوات إلى تعطيله وإسقاطه.

مباحثات ومواقف

وفي تطورات سياسية موازية، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري مباحثات في القاهرة مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، تناولت الأزمة في ليبيا والقضايا المشتركة بين البلدين.

وفي تصريحات صحفية مشتركة غابت عنها تطورات ملف سد النهضة، قال شكري إن بلاده تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، لكن لا توجد حتى الآن آليات لتنفيذ الحل السياسي في البلاد مقابل توسع رقعة المقاتلين الأجانب، بحسب تعبيره.

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن السعودية تدعم الموقف المصري بشأن ليبيا.  وشدد على ضرورة إبعاد ليبيا عما سماها التدخلات الخارجية.

ومنذ عام 2011، تشهد ليبيا -التي تملك أكبر احتياطي نفط في أفريقيا- نزاعا بين سلطتين: حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس، واللواء خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من جنوبها والمدعوم من البرلمان المنتخب ومقرّه طبرق.

ودخلت أطراف عديدة على خط النزاع الليبي، فمن جهة تدعم حفتر: مصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا، بينما تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني.

والأسبوع الماضي، وافق البرلمان المصري على قيام الجيش بـ"مهام قتالية" في الخارج، مما يعني تدخلا عسكريا محتملا في ليبيا، بعد إعلان مجلس النواب الليبي المؤيّد لحفتر أنّه أجاز لمصر التدخّل عسكريا  "لحماية الأمن القومي" للبلدين.

وفي تطورات متصلة، نشر المتحدث العسكري المصري تامر الرفاعي صورا قال إنها إجراءات الاصطفاف والاستعداد القتالي لعناصر القوات المسلحة على الاتجاه الإستراتيجي الغربي، حدود مصر مع ليبيا.

وأظهرت الصور عناصر تابعين للقوات المسلحة المصرية وعددا من الآليات العسكرية.

وفي وقت سابق، أفاد بيان للجيش المصري بأن رئيس أركان حرب الجيش الفريق محمد فريد، تابع جاهزية وحداته القتالية على "الاتجاه الإستراتيجي الغربي"، أي باتجاه الحدود الليبية.

وقال البيان إن الاستعداد العسكري المصري يأتي في إطار الإجراءات المصرية المشددة، لحماية حدودها على كافة الاتجاهات الإستراتيجية برا وبحرا وجوا.

المصدر : الجزيرة + وكالات