أميركا تعرقل مشروع قرار تونسيا فرنسيا بمجلس الأمن لمكافحة كورونا

The United Nations Security Council meets about the situation in Syria at United Nations Headquarters in the Manhattan borough of New York City, New York, U.S., February 28, 2020. REUTERS/Carlo Allegri
المشروع التونسي الفرنسي الذي عرقلته أميركا يدعو إلى وقف الأعمال العدائية في ظل تفشي وباء كورونا (رويترز)

ذكر دبلوماسيون أن أميركا عرقلت الجمعة في مجلس الأمن الدولي مسارا كان سيقود إلى التصويت على مشروع قرار يدعو إلى "وقف الأعمال العدائية" في ظلّ تفشي كوفيد-19.

وقالت الولايات المتحدة لبقية أعضاء مجلس الأمن إنه "لا يمكنها دعم مشروع القرار الحالي"، مما أثار دهشتهم.

ويعزو دبلوماسيون في المجلس الخطوة الأميركية إلى الخلافات المتواصلة مع الصين بشأن الشفافية.

بعد القبول الأميركي أمس
وكانت واشنطن قد قبلت الخميس صيغة توافقية للإشارة إلى منظمة الصحة العالمية بشكل غير مباشر في المشروع، مما يعني تجاوز الخلاف الممتد منذ أسابيع بينها وبين الصين، وبدا أن المسار الذي قطعته واشنطن يقود إلى طرح النص على التصويت.

وقالت مصادر إن واشنطن عبّرت يوم الجمعة عن رغبتها في العودة إلى النسخة الأولى للمشروع التي تشمل دعوة إلى انتهاج "الشفافية" في التعاون.

ويطالب مشروع القرار الذي طرحته تونس وفرنسا أمام مجلس الأمن منذ 22 أبريل/نيسان الماضي، بـ "تعزيز التنسيق" بين أعضاء الأمم المتحدة، ويشير إلى "الضرورة العاجلة لدعم جميع الدول والكيانات ذات الصلة ضمن نظام الأمم المتحدة، بما فيها وكالات الصحة المتخصصة".

كما يدعو المشروع إلى وقف عام وفوري للأعمال العدائية في النزاعات الجارية في عدد من مناطق العالم، ويشمل ذلك هدنة لمدة 30 يوما.

ويأتي المشروع التونسي الفرنسي بعد مفاوضات استغرقت نحو شهر بشأن مشروعين متنافسين، الأول تقدمت به الدول العشر غير دائمة العضوية بمبادرة من تونس، والثاني مبادرة من فرنسا مع دول أخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن.

حل وسط
واعتبرت تونس وفرنسا أن هذه الصيغة التي لا تشير مباشرة إلى منظمة الصحة العالمية وتذكرها فقط بشكل غير مباشر، تمثل حلا وسطا لنيل الموافقة النهائية للولايات المتحدة والصين على المشروع.

وبدت المفاوضات بطيئة ومتعثرة منذ طرح المشروع في ظل إصرار كل من روسيا والصين على أن يتعامل مجلس الأمن مع قضية مكافحة وباء كورونا بوصفها مسألة صحية واقتصادية فقط.

وتتهم واشنطن منظمة الصحة العالمية بعدم انتهاج الشفافية والتأخر في تحذير العالم من تداعيات كوفيد-19. في المقابل، تريد بكين التشديد على أهمية المنظمة في مكافحة الجائحة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا قبل شهر إلى وقف إطلاق نار شامل في العالم، لتوفير أفضل الظروف للتصدي لفيروس كورونا.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية