مصدر دبلوماسي للجزيرة: تقرير للجنة خبراء يوثق دعم مرتزقة "فاغنر" الروسية لحفتر

A member of Libyan National Army (LNA), commanded by Khalifa Haftar, is seen as he heads out of Benghazi to reinforce the troops advancing to Tripoli, in Benghazi, Libya April 7, 2019. REUTERS/Esam Omran Al-Fetori TPX IMAGES OF THE DAY
قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ببنغازي في أبريل/نيسان 2019 (رويترز)

كشف دبلوماسي رفيع للجزيرة عن تقرير للجنة خبراء عقوبات ليبيا يوثق مشاركة مرتزقة روس بدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الأمر الذي أثار قلقا أمميا، بينما سقط قتلى وجرحى بقصف على العاصمة طرابلس.

وأكد المصدر الدبلوماسي في مجلس الأمن الدولي للجزيرة أن المجلس تلقى تقريرا سريا من فريق خبراء العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا يوثق مشاركة مرتزقة روس من مجموعة فاغنر في جهود واسعة النطاق في البلاد لدعم خليفة حفتر.

وتقوم هذه المجموعة بتقديم الدعم الفني المباشر والانخراط في العمليات القتالية وحملات معقدة على وسائل التواصل للتأثير على الرأي العام.

وحسب المصدر، فإن التفاصيل التي وردت في مقال لموقع بلومبيرغ بشأن الموضوع صحيحة، بما في ذلك وجود ما بين 800 و1200 من المرتزقة من مجموعة فاغنر في ليبيا لدعم حفتر منذ عام 2018، بينهم 39 قناصا روسيا على الأقل في الخطوط الأمامية.

‪حفتر قيّد حركة مقاتلي فاغنر الروس بحسب التقرير‬  (الجزيرة)
‪حفتر قيّد حركة مقاتلي فاغنر الروس بحسب التقرير‬  (الجزيرة)

معسكر تدريب
ويقول مقال بلومبيرغ إن التقرير السري يتضمن نسخا من خريطة باللغة الروسية تظهر وجود معسكر تدريب لمرتزقة شركة فاغنر جنوب شرق ليبيا تم إنشاؤه في أواخر 2019.

كما يتضمن التقرير صورا لأشخاص قيل إنهم مرتزقة روس في ليبيا، وصورا لأنواع محددة من أسلحة، مثل قنبلة يدوية من نوع "VOG-25" من عيار 40 مليمترا، والتي استخدمها عناصر فاغنر في شرق أوكرانيا وسوريا.

كما يكشف التقرير عن توترات في العلاقة بين الجانب الروسي وحفتر، حيث تلبي موسكو معظم طلباته، في حين كانت ردوده في كثير من الأحيان "أقل من ودية".

وأضاف التقرير أن حفتر قيّد حركة مقاتلي فاغنر والمعلومات المتاحة للشركة، مع إبقائها خارج عملية اتخاذ القرار.

وأشار التقرير إلى أن كيانا مرتبطا بشركة فاغنر يشارك في حملة شاملة ومعقدة للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم حفتر وعملياته البرية، وأن هذا النوع من العمليات محظور بموجب حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.

‪منزل في منطقة زناتة جنوبي طرابلس تعرض مؤخرا للقصف من قوات حفتر‬ (الأناضول)
‪منزل في منطقة زناتة جنوبي طرابلس تعرض مؤخرا للقصف من قوات حفتر‬ (الأناضول)


وحسب التقرير، فإن خبراء العقوبات لا يزالون يحققون في وجود مقاتلين سوريين في ليبيا، ويشير إلى تقارير تفيد بأن السوريين في بلدة دوما يتم تجنيدهم براتب شهري قدره 800 دولار.

وفي أول رد فعل على ما جاء في هذا التقرير، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من تدخل المرتزقة الأجانب في ليبيا.

قصف وقتلى
يأتي ذلك بينما تشير آخر التطورات إلى مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة 19 بجروح نتيجة سقوط قذائف عشوائية على منطقة تاجوراء، ومن بين الجرحى أطفال ونساء يحتاج بعضهم لعمليات جراحية طارئة لإنقاذهم.

وفي منطقة الهضبة قتل أب وأم وابنهما جراء سقوط صاروخ غراد أطلقته قوات حفتر على منزل الأسرة.

وقال مراسل الجزيرة ناصر شديد إن محاور القتال الدفاعية في جنوب طرابلس تشهد هدوءا، مشيرا إلى هجمات قوات الصاروخية هدفها -بحسب كثيرين- إرباك حياة المدنيين وجعلهم يضطرون لتغيير مقار سكناهم إلى مناطق أكثر أمنا.

وأفاد بأن الأمم المتحدة ذكرت أن عدد القتلى المدنيين بسبب قصف قوات حفتر بلغ 150 منذ بداية العام الحالي 2020، مشيرا إلى أن قوات حفتر تهدف إلى تهجير المدنيين من سكنهم، وبذلك الضغط على حكومة الوفاق.

يشار إلى أنه ومنذ 4 أبريل/نيسان 2019 تشن قوات حفتر المدعومة من دول إقليمية وأوروبية هجوما متعثرا للسيطرة على العاصمة طرابلس.

ورغم موافقته على هدنة إنسانية لمواجهة جائحة كورونا فإن حفتر واصل هجومه، مما اضطر قوات حكومة الوفاق إلى إطلاق عملية عسكرية باسم "عاصفة السلام" سيطرت على إثرها على عدة مدن في الساحل الغربي.
المصدر : الجزيرة