في ظل كورونا.. هل تستطيع المطارات وشركات الطيران ضمان سلامة المسافرين؟

جزائريون عالقون في مطارات العالم بسبب كورونا يناشدون الرئيس إعادتهم
إندبندنت: الرحلات الجوية والتباعد الاجتماعي أمران لا يمكن التوفيق بينهما (الأوروبية)

أثارت صور تم تداولها مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر ركابا محشورين على متن طائرة تابعة لشركة طيران بريطانية في رحلة داخلية إلى لندن؛ مخاوف بشأن سلامة الركاب واحترام التدابير الاحترازية كالتباعد الاجتماعي على متن الطائرات خلال تفشي وباء كورونا.

كما سلطت تلك الصور الضوء على المشاكل المتعلقة بمشروع استئناف الرحلات الجوية المعروف باسم "مشروع الإقلاع".

بهذه المقدمة استهل الصحفي سيمون كالدر مقاله بصحيفة إندبندنت تحت عنوان "فيروس كورونا.. هل تستطيع المطارات ضمان سلامة المسافرين؟" الذي سلط خلاله الضوء على التدابير التي تتخذها شركات الطيران، ومدى نجاعتها في حماية الركاب من الإصابة بالعدوى خلال السفر.

وفي محاولة للإجابة عن سؤال بشأن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها المطارات وشركات الطيران لتقليل مخاطر انتقال العدوى بفيروس كورونا بين الركاب؛ يرى الكاتب أن المطارات وشركات الطيران لا تملك حلولا كثيرة، حيث إن الرحلات الجوية والتباعد الاجتماعي أمران لا يمكن التوفيق بينهما.

فقد صممت المطارات لتستوعب أعدادا كبيرة من الركاب في مساحة صغيرة نسبيا، مع عدد من نقاط الازدحام؛ كمناطق تسجيل الوصول، والتفتيش الأمني، وبوابة المغادرة والصعود إلى متن الطائرة.

وأشار الكاتب إلى أن النقاش بشأن ضمان سلامة المسافرين عند استئناف رحلات الطيران بعد الإغلاق هو جزء من حقيقة واضحة، مفادها أن استئناف النشاط الاقتصادي يتعارض مع الحد من تفشي وباء كورونا.

وقال إنه يجب تحقيق التوازن بشأن التكلفة البشرية المترتبة على الضرر قصير المدى الذي سيأتي لا محالة مع اختلاط أكبر بين الناس، والضرر بعيد المدى الناجم عن تدهور الاقتصاد.

احتياطات
ويوضح الكاتب أن شركات الطيران والمطارات تحرص بشدة على طمأنة الركاب بأن الطيران قليل المخاطر، وفي ظل غياب معيار دولي مشترك، فإن الجهات العاملة في مجال الطيران تستجيب للظروف الاستثنائية بإستراتيجياتها الخاصة.

وأعلنت الخطوط الجوية الكندية مؤخرا مجموعة من التدابير الاحترازية للحد من تفشي الفيروس وتعد الأكثر شمولية ضمن التدابير المتخذة من قبل الشركات الجوية الأخرى.

وتقضي التدابير الجديدة للخطوط الجوية الكندية بعدم السماح للركاب بالسفر من دون الخضوع لفحص درجة الحرارة، كما تلزمهم أيضًا بارتداء الكمامات في المطار وعلى متن الطائرة، كما تفرض ترك مسافة بين المسافرين في الدرجة الاقتصادية بحيث يمنع جلوس المسافرين جنبا إلى جنب حتى تاريخ 30 يونيو/حزيران المقبل على الأقل.

مدى نجاعة التدابير
وقال الكاتب إن شركة الخطوط الجوية الكندية أشارت في بيان إلى أن تلك "الإجراءات اتخذت للحد من خطر التعرض للعدوى بفيروس كورونا"، إلا أن مدى نجاعة تلك الاحتياطات يظل محل شك، إذ لا تدعمها آراء الخبراء الدوليين في مجال الطب.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن "فحص درجة الحرارة وحده عند الخروج من المطار أو دخوله لا يعد طريقة فعالة لوقف انتشار الوباء دوليا".

كما أشارت المنظمة إلى أن المصابين قد يكونون في فترة حضانة المرض، وقد لا تظهر عليهم أعراض واضحة في وقت مبكر من مسار المرض، أو قد يعمدون إلى استعمال دواء خافض للحرارة.

كما تعد نجاعة استخدام الكمامات خلال السفر محل شك، فقد قالت هيئة الصحة العامة في إنجلترا إنه "لا توجد أدلة كثيرة على فائدة واسعة النطاق لاستخدامها خارج العلاج السريري".

وقال الكاتب إن التدابير التي تتخذها شركات الطيران والمطارات لا تعدو كونها محاولة لرفع معنويات المسافرين وطمأنتهم في ظل إدراكها القلق الكبير الذي ينتاب الناس بشأن السفر في زمن تفشي فيروس كورونا.

ونصح الكاتب موظفي شركات الطيران والأشخاص المضطرين للسفر باتباع جملة من الاحتياطات لتقليل فرص انتقال العدوى بالوباء، وهي غسل اليدين باستمرار والامتناع عن السفر إذا شعروا بأعراض المرض.

المصدر : إندبندنت