الحجم لا يهم في مكافحة كورونا.. دول أوروبية صغرى تتفوق على الكبرى
قالت صحيفة لاراثون الإسبانية إن الدول الأوروبية الصغيرة عرفت كيف تدير الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا في وقت مبكر، وبطريقة أفضل من الدول الكبيرة التي عجزت في مواجهة تفشى الوباء، باستثناء ألمانيا.
وحسب الصحيفة، فإن الدول الأوروبية التي بدأت ترى نهاية النفق في أزمة كورونا هي تلك التي تصرفت بسرعة أكبر، وقررت إغلاق الحدود، ووقف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية بعد أن بدأت الأخبار الأولى عن الوباء تتوارد من إيطاليا.
وأوضحت الصحيفة أن القاسم المشترك بين تلك البلدان أنها جميعها صغيرة، حيث لا يتجاوز عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، ومعدل الوفيات فيها منخفض مقارنة بالدول الأوروبية الكبيرة، وأجرت هيئاتها الصحية عددا قياسيا من الاختبارات التشخيصية للمرض.
وهكذا سجلت النمسا أقل من ستمئة وفاة في شهرين، وهو الرقم الذي سجلته بريطانيا في يوم واحد، أو إيطاليا أو إسبانيا في منتصف المنحنى الوبائي.
فمنذ اكتشاف الحالة الأولى للفيروس في فبراير/شباط الماضي، اتصلت السلطات النمساوية بالأطباء والعلماء في إقليمي لومباردي وإميليا رومانيا (شمالي إيطاليا) للتعرف على الوضع الميداني هناك، وبالتالي الحصول على معلومات لتكون قادرة على اعتماد إستراتيجية وطنية لمكافحة الوباء.
كما كانت النرويج والدانمارك في طليعة الحملة العالمية لمكافحة كورونا، ولعبت ثقة المواطنين في حكومتي بلديهما دورا مهما للغاية؛ مما سمح بالتطبيق السريع لإجراءات الطوارئ في أوقات الأزمات، مثل التي تعيشها جل بلدان العالم.
ثقة المواطنين
وحسب الصحيفة، فإن ثقة المواطنين في الحكومة تتباين بين البلدان الصغيرة والكبيرة؛ حيث تبلغ 63% في الدانمارك، و50% في النمسا، و68% في لوكسمبورغ، و59% في هولندا، أما في إيطاليا فإنها في حدود 25%، في حين تستقر عند 21% في كل من إسبانيا وبريطانيا.
وتعليقا على عامل الثقة في حكومات شمال أوروبا، يقول الخبير في مجال الاتصال أنديرس ديبدال "إنه أحد الأسباب الرئيسية، هناك ثقة كبيرة في الحكومات والسلطات ووسائل الإعلام؛ مما يجعل من السهل إدارة بعض المواقف. هذه الثقة هي ما يجعل الدانماركيين أكثر التزاما بالتوجيهات".
ويبدو أن سكان تلك البلدان راضون عن الإجراءات المتخذة للتعامل مع أكبر أزمة تواجه بلدانهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لأن حكوماتهم حريصة على شعبيتها بين الناخبين.
وهكذا تشير الأرقام إلى أن شعبية حزب الشعب النمساوي يسجل ما يصل إلى 44% في استطلاعات الرأي، كما ارتفعت شعبية الحزب الحاكم في الدانمارك تحت قيادة رئيس الوزراء ميت فريدريكسن إلى 34%، وهي أفضل نتيجة له في عشرين عاما.
في مقابل ذلك، شكلت أزمة كورونا ضربة للشعبويين في تيار اليمين المتطرف الذين فقدوا الدعم الشعبي في النمسا (10%)، والدانمارك (7%)، وألمانيا (10%).