المفكر الفنزويلي مويزيس نعيم: كورونا والاحتباس الحراري.. إلى أين يتجه العالم؟

A view from an airplane window shows buildings in an area of dense population in Cairo, Egypt March 10, 2020. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany
تفاوت النمو الاقتصادي والتغييرات الديمغرافية هي إحدى العوامل التي تحدد حالة العالم في غضون العقود المقبلة (رويترز)

قال المفكر الفنزويلي مويزيس النعيم إنه قبل الرعب الذي أثاره وباء كورونا فإن العالم كان يعيش على إيقاع مشاكل وتهديدات كبيرة يتوقع أن تبقى آثارها قائمة خلال الأزمة الحالية التي سببها الفيروس، وأن تستمر حتى بعد انحسار الجائحة.

وقال نعيم في مقال بصحيفة إلباييس الإسبانية إن التحدي الكبير الذي يهدد البشرية هو الاحتباس الحراري، وإن مظاهره وتداعياته مدمرة بشكل متزايد، وإن بيانات العلماء بشأنه مقلقة بشكل متزايد.

وأكد أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو عدم قدرة حكومات العالم على مواجهة أزمة المناخ، ولم يستبعد أن ينظر المؤرخون في المستقبل إلى وباء كورونا الحالي على أنه إحدى حوادث المناخ التي هزت كوكب الأرض.

ورأى أن هناك معضلة أخرى تهدد التوازنات الدولية وهي تفاقم التفاوت الاقتصادي في بعض البلدان، وهي مشكلة كانت قائمة دائما وتتفاقم مع مرور السنين ومن شأن وباء كورونا أن يزيد حدتها. كما أن ذلك التفاوت يتزايد بسبب النمو غير المتكافئ والاختلال في الدخل وهو يشل حكومات بعض البلدان ويضعف بعض التجارب الديمقراطية.

تنافس وإيجابيات
ويرى الكاتب أن التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين يلعب دورا كبيرا في تحديد ملامح الحالة العالمية خلال العقود المقبلة. فالقوتان العظيمتان تتنافسان بشراسة للسيطرة على الأسواق، وعلى مصادر التمويل والتكنولوجيا والمعاملات التجارية الكبرى والفضاء، والمعلومات والبيانات ومن أجل التفوق العسكري. وعن دور بقية العالم في ذلك المسار، يقول الكاتب إنه إذ بقي الآخرون يتفرجون بسلبية على هذه التنافس فإنهم لن يتمتعوا بالراحة والرفاهية.

وتوقف الكاتب عند شكل التركيبة السكانية للعالم، وقال إن قائمة الدول العشر الأكثر اكتظاظا بالسكان لعام 2050 واضحة للغاية، وتوقع أن يكون عدد سكان الهند أكثر من الصين، وأن تحل نيجيريا في المركز الثالث (اليوم هي في المركز السابع)، بينما ستختفي روسيا والمكسيك من تلك القائمة.

من بين البلدان العشرة التي ستكون الأكثر كثافة سكانية في منتصف القرن، هناك خمس دول آسيوية، وثلاث دول في أفريقيا، والبرازيل هي البلد الوحيد في اللائحة التي يوجد في أميركا اللاتينية، والولايات المتحدة هي أغني دولة في القائمة. ويرى الكاتب أن التغيرات في الهيكل الديمغرافي للعالم ستعزز عدم الاستقرار الدولي وتكثف الصراعات الناجمة عن موجات الهجرة.

ويختتم الكاتب بأن تلك الملاحظات هي مجرد تصور غير مكتمل لبعض الاتجاهات التي ستشكل العالم، والمتوقع أن كل التغييرات القادمة لا تنطوي بالضرورة على تهديدات للبشرية، بل إن في ثناياها بعض المؤشرات الإيجابية والمثيرة للتفاؤل. وخلص إلى أنه قبل الاحتفال بتلك الإيجابيات، فإنه علينا التأكد من أن هذه التهديدات لن تكون أكثر تدميرا من وباء كورونا.

المصدر : إلباييس