بعد خداعهم بوظائف وهمية.. مئات السودانيين يقاضون بلاك شيلد الإماراتية

كيف غررت الإمارات بمئات الشباب السودانيين؟
بلاك شيلد الإماراتية نقلت سودانيين للقتال في ليبيا من دون إرادتهم بعد إيهامهم بأنها وظفتهم لأعمال حراسة أمنية (الجزيرة)

قال أحد المحامين إنه رفع دعوى ضد شركة بلاك شيلد الإماراتية نيابة عن 412 سودانيا خدعتهم الشركة بإرسالهم إلى القتال في ليبيا بعد وصولهم الإمارات للعمل حراسا أمنيين.

وأوضح المحامي سليمان الغادي لمجلة بلجيكية أن شركة بلاك شيلد تاجرت بالبشر، ويجب معاقبة المسؤولين فيها.

وقالت صحيفة لوفيف البلجيكية أمس إن شركة إماراتية نقلت في يناير/كانون الثاني الماضي سودانيين للقتال في ليبيا بشكل غير شرعي، وذلك بعد إيهامهم بأنهم سيرسلون للإمارات للعمل حراس أمن في شركة خاصة.

تدريبات حرب
وقالت الصحيفة -نقلا عن واحد من هؤلاء السودانيين- إنه بعد وصولهم مدينة غياثي (غرب العاصمة أبو ظبي) خضعوا لتدريب حرب حقيقية مثل المقاتلين النظاميين وليس عناصر الحراسة.

وأضافت أنه بعد ذلك بأسابيع حضر للمعسكر أفراد تابعون لشركة بلاك شيلد وأخبروهم أنهم سيذهبون لجنوب أفريقيا لحراسة شركات إماراتية، لكنهم نقلوا إلى راس لانوف بليبيا وليس جوهانسبرغ، واستقبلوا من قبل عناصر مسلحة ومدرعات، كما أشارت الصحيفة.

وأكدت أنها تواصلت مع السفارة الإماراتية في بروكسل لكنها لم تحصل على رد.

وظائف وهمية
واستمرت لوفيف تقول إن الإمارات تجنّد سوادنيين وترسلهم قسرا للقتال بجانب خليفة حفتر في ليبيا، بعد خداعهم بوظائف وهمية على أراضيها، وذلك بنشر بلاك شيلد إعلانات في السودان تفيد ببحثها عن شباب للعمل حراسا أمنيين في منشآت نفطية بالإمارات، مستغلة عدم الاستقرار السياسي والمشاكل الاقتصادية والبطالة في السودان.

وأوضحت أن مئات الشباب السودانيين يقدمون طلباتهم للعمل في هذه المنشآت المزعومة، مقابل خمسمئة دولار شهريا.

وأوردت تصريحات لسودانيين -قُبلت طلبات عملهم في الشركة الإماراتية- أكدوا فيها أنهم وبمجرد وصولهم الإمارات صودرت جوازات سفرهم، وأخضعوا لدورات تدريبية عسكرية لمدة ثلاثة أشهر، ضمن معسكر في منطقة غياثي الإماراتية.

استقبال بالأسلحة الثقيلة والمدرعات
وبعد ذلك أوضح مسؤولو شركة بلاك شيلد للعمال السودانيين أنه سيتم نقلهم للعمل في منشآت نفطية بجنوب أفريقيا، وهو ما لم يحدث، إذ نقلوا إلى منطقة راس لانوف الليبية، حيث استقبل هؤلاء الضحايا مسلحون مدججون بالأسلحة الثقيلة والمدرعات.

وشددت على أن الضحايا السودانيين لم يستطيعوا رفض تجنيدهم خوفا على حياتهم، مضيفة أنه بعد وصول النبأ إلى أسرهم، تدخلت وزارة خارجية بلادهم في الموضوع، وبذلك بدأ هؤلاء الشبان العودة تدريجيا إلى الخرطوم.

وتعد إدارة أبو ظبي -التي تتبع سياسات مدمرة في المنطقة- من أكبر داعمي اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ماليا وعسكريا وسياسيا.

وحسب تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يشمل الفترة بين 2015 و2019، أمدت الإمارات قوات حفتر بالعديد من الطائرات المسيرة المسلحة، علاوة على مروحيات مقاتلة اشترتها أبو ظبي من بيلاروسيا، وسلمتها لمليشياته في ليبيا.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول