بعد تراجعها جنوبي طرابلس.. قوات حفتر تقصف المدنيين والوفاق تستهدف خطوط إمدادها

حالفة استهدفتها طائرة لحكومة الوفاق الليبية قرب بلدة نسمة جنوب طرابلس، وقالت قوات الوفاق إنها كانت تقل مرتزقة يقاتلون مع حفتر مصدر الصورة: المكتب الاعلامي لعملية بركان الغضب التابعة لقوات حكومة الوفاق الليبية
حافلة قالت قوات الوفاق إنها كانت تقل مرتزقة، وإن طائراتها استهدفتها قرب بلدة نسمة جنوب طرابلس (مواقع التواصل)
قصفت قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر منطقة سكنية بضواحي طرابلس الجنوبية فأوقعت ضحايا مدنيين، وذلك بعد خسارتها مواقع مهمة هناك، فيما كثفت قوات الوفاق ضرباتها لخطوط إمداد حفتر نحو آخر معاقله غربا.
 
فقد قالت وزارة الصحة في حكومة الوفاق إن ثلاثة مدنيين -بينهم سيدتان- قتلوا وأصيب آخرون جراء قصف بصواريخ غراد نفذته قوات حفتر على منطقة زناتة الواقعة جنوبي طرابلس، وهي حي مكتظ بالسكان يقع غرب منطقة سوق الجمعة.
 
وأفاد متحدث باسم الوزارة بأن أجساد القتلى تحولت إلى أشلاء، فيما توقع مصدر طبي ارتفاع عدد الضحايا.
 
وبالإضافة إلى الخسائر في الأرواح، نتج عن القصف أضرار مادية في ممتلكات السكان وسياراتهم.
 
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عبّرت أمس عن قلقها البالغ إزاء استمرار الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين في المناطق المأهولة، وزيادة عدد الضحايا بينهم، جراء استخدام الصواريخ والمدفعية وعمليات القتل على أيدي قوات تابعة لحفتر.
 
واستهدفت قوات حفتر مجددا المدنيين في ضواحي طرابلس الجنوبية، بعدما خسرت أمس معظم مواقعها في منطقة مشروع الهضبة، عقب هجوم لقوات حكومة الوفاق التي تمكنت أيضا من محاصرة معسكر حمزة الذي يُطلِق من داخله مسلحون موالون لحفتر الصواريخ على المدنيين.
 
خطوط الإمداد
ميدانيا، وبعد التقدم الذي أحرزته في الساعات الماضية، كثفت قوات الوفاق ضرباتها لخطوط إمداد قوات حفتر جنوب العاصمة نحو مدينة ترهونة، الشريان الرئيس المغذي لحفتر في ضواحي طرابلس الجنوبية.
 
وقالت قوات الوفاق إنها قصفت حافة كانت تقل مرتزقة بالقرب من بلدة نسمة، ونشر المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب صورة للحافلة وهي تحترق.
 
وكانت قد قصفت قبل ذلك شاحنة وقود وسيارتين مسلحتين جنوب شرق مدينة ترهونة، وذلك في إطار عملية بدأت مؤخرا لقطع الإمدادات العسكرية المتجهة نحو ترهونة.
 
 كما جددت طائرات حكومة الوفاق استهداف آليات في قاعدة الوطية الجوية التي تقع جنوب غرب طرابلس ويتحصن فيها مسلحون موالون لحفتر، وأسفرت الغارات الأخيرة عن عدة قتلى، وفق ناشطين.
 

وكانت حكومة الوفاق الوطني الليبية أعلنت أمس رفضها الهدنة التي اقترحها حفتر بمناسبة شهر رمضان، وقالت إن أي هدنة لا بد أن تكون بضمانات ورعاية دولية، مؤكدة أنها ستستمر في ضرب بؤر التهديد أينما كانت.

 
وبالتزامن، أعلن ثوار مدينة سبها الجنوبية تمسكهم بشرعية حكومة الوفاق، ورفضهم حكم العسكر، وإدانتهم هجوم حفتر على العاصمة وقصفه المدنيين.
 
جاء ذلك في بيان مصور نشرته وسائل إعلام محلية أمس، يعد أول بيان من مدينة تخضع لسيطرة مليشيات حفتر، وقد ضم البيان توقيع أعيان المدينة وقادة للمجتمع المدني فضلا عن الثوار.
 
تركيا والإمارات
سياسيا، وعلى خلفية إعلان حفتر مساء الأربعاء عن إسقاط اتفاق الصخيرات وتفويض نفسه لحكم ليبيا، ردت تركيا على بيان أصدرته الإمارات حول ما وصفته بالتدخل العسكري التركي في ليبيا.
 
وردا على البيان الإماراتي، اتهمت الخارجية التركية أبو ظبي بدعم من وصفتهم بالانقلابيين في ليبيا، في إشارة إلى حفتر.
 
وقال المتحدث باسم الوزارة حامي أقصوي -في بيان- إن "أفعال الإمارات التي تعرقل السلام الدولي والأمن والاستقرار، ليس فقط في ليبيا بل في المنطقة بكاملها بما في ذلك اليمن وسوريا وأفريقيا، كلها معروفة جيدا للمجتمع الدولي".

 
وأضاف أقصوي "ندعو قيادة دولة الإمارات للكف عن اتخاذ موقف عدائي من بلدنا، وأن تعرف حجمها"، وأشار إلى أن حلّ الأزمة الليبية رهن بدعم حكومة الوفاق الوطني والالتزام بالاتفاق السياسي الموقع عام 2015.
 
وكانت الخارجية الإماراتية أصدرت بيانا جددت فيه دعمها لحفتر بعيد إعلانه إسقاط العملية السياسية وتنصيب نفسه حاكما عسكريا للبلاد، في حين أن الأمم المتحدة والقوى الدولية الكبرى رفضت تصريحات اللواء الليبي المتقاعد، وأكدت على عدم المساس باتفاق الصخيرات.
 
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ووقعت معها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتفاقا للتعاون العسكري لمساعدتها على صد هجوم حفتر المستمر على العاصمة منذ 13 شهرا تقريبا.
 
 
المصدر : الجزيرة + وكالات