في الذكرى التاسعة لبدء بنائه.. هل تستغل إثيوبيا أزمة كورونا لملء سد النهضة؟
محمد عبد الله-القاهرة
في الذكرى التاسعة لبدء بناء سد النهضة الإثيوبي عكست التصريحات الأخيرة للمفاوضين الإثيوبيين موجة جديدة ضمن مناخ التصعيد العام الذي يسيطر منذ إعلان فشل المفاوضات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم فشل جهود الوساطة الأميركية في فبراير/شباط الماضي.
وفي 2 أبريل/نيسان من كل عام تحتفل إثيوبيا بذكرى بدء عمليات إنشاء سد النهضة على النيل الأزرق، أحد أهم روافد نهر النيل، وهو السد الذي يعول عليه الإثيوبيون في توليد الطاقة الكهربائية ونهضة بلادهم، ويعتبرونه رمزا للسيادة الوطنية، فيما تعتبره مصر خطرا على أمنها القومي، لأنه يهدد مصدر المياه الوحيد للمصريين.
وأعلنت إثيوبيا عدم مشاركتها في أي مفاوضات بشأن سد النهضة "من شأنها أن تضر بالمصالح الوطنية للبلاد"، مؤكدة أنها ستبدأ في ملء خزان السد الخريف المقبل بالتوازي مع استكمال عمليات البناء.
ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن أعضاء فريق التفاوض الإثيوبي اتهامهم مصر بأنها "تواصل تغيير هدف المفاوضات بهدف إعادة إحياء الاتفاقية الاستعمارية لعام 1959".
وقال زريهون أبي -وهو أحد أعضاء الفريق- "يعتقدون أنه يمكنهم فرض رغباتهم الاستعمارية على دول المنبع، ويريدون جعل إثيوبيا والدول الأخرى تحت مستعمراتهم"، مشيرا إلى أنه في حالة حدوث الجفاف يتعين على مصر وإثيوبيا مواجهته معا باعتباره ظاهرة طبيعية، قائلا "لن تتحمل إثيوبيا الألم وحدها لتزدهر مصر".
ورأى الخبير الدولي في حديثه للجزيرة نت أنه في ظل انشغال كل دول العالم بأزمة فيروس كورونا، فإنه ليس أمام مصر سوى اللجوء إلى المنظمات الدولية كمجلس الأمن والاتحاد الأفريقي، مضيفا "لكن وفقا للخبرة التاريخية في هذه المسائل فإن قرارات الأمم المتحدة لا يعول عليها كثيرا في حسم الخلافات الدولية".
وفيما يتعلق بتأثير انتشار فيروس كورونا على عملية البناء، أشار محيي الدين إلى أن نسبة البناء البالغة 70% وأكثر بقليل تسمح للإثيوبيين ببدء تخزين المياه، وأزمة كورونا ربما تؤخر انتهاء العمليات الإنشائية ووصول السد إلى شكله النهائي، لكن لديهم القدرة على التخزين الآن.
وفي قراءته لتصريحات مسؤولي التفاوض بملف سد النهضة الحادة تجاه مصر، أكد الخبير الأممي بملف نهر النيل أنها تعكس "الثقافة الشعبية لدى الإثيوبيين المليئة بالأغاني والأهازيج التي تتغنى بالأباعي أي النيل الأزرق باللغة الأمهرية، وأنه نهرهم الخاص".
وأضاف أن "هذا التراث مصحوب بنظرة قطاع واسع من المفاوضين يعتقد فيما تسمى الإمبريالية المصرية فيما يخص مياه النيل، ولذلك فهم لن يتساهلوا في موقفهم الخاص بتخزين المياه وتوليد الكهرباء".
وفي حديثه للجزيرة نت أشار حمدان إلى أن الجانب الإثيوبي يحاول أن يجر المسؤول المصري نحو طريق مسدود، ثم إغلاق كل قنوات الاتصال بين الجانبين، مضيفا "لكن المفاوض المصري قادر على التحكم بإدارة الدفة، ومدرك أن مثل تلك التصريحات هي محاولة لمغازلة المواطن الإثيوبي قبيل الانتخابات المقبلة لديهم".
وفي حديثه للجزيرة نت، لم يستبعد إبراهيم أن يكون للانتخابات المقررة في إثيوبيا دور في تأجيل أو توقف المفاوضات مع مصر، لكنه أكد أن الموقف الإثيوبي الرسمي حريص على عدم الإضرار بدولتي المصب.
وأضاف أن تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي الأخيرة أكدت على أن "مشروع سد النهضة لن يكون مشروعا لخلق النزاعات بقدر ما سيكون مشروعا للتعاون والتنمية مع دولتي المصب مصر والسودان، ولا ننوي إلحاق أي ضرر بهما".