من العربي إلى ساويرس.. مواقع التواصل تقارن بين مواقف رجال الأعمال تجاه كورونا

كومبو يجمع محمد العربي ونجيب ساويرس

لا تكاد مواقع التواصل الاجتماعي تفيق من جدل بين المصريين حتى تشتعل بقضية أخرى، خاصة في ظل اهتمام الجميع بمتابعة آخر مستجدات انتشار فيروس كورونا، وتأثيراته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والجهود الحكومية والمجتمعية لمكافحته.

الجدل هذه المرة جاء في شكل مقارنة بين مواقف رجال الأعمال المصريين تجاه العمال والموظفين، في ظل حظر التجول والإجراءات الحكومية الرامية إلى منع التجمعات، وما تبع ذلك من توقف العمل في معظم المصانع والمشروعات.

ورغم أن رجلي الأعمال نجيب ساويرس ومحمد العربي يشتركان في موقف سياسي داعم للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي؛ فقد قارن رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين موقفيهما في هذا الشأن؛ حيث بادر العربي بطمأنة موظفي وعمال شركاته بأنه لن يمس رواتبهم، ولن يتخلى عنهم. في حين حذر ساويرس من أن رجال الأعمال قد يضطرون لتخفيض الرواتب وتسريح أعداد كبيرة من العمال.

لكن جدل الساعات الماضية ربما تخف حدته، بعد أن استغل السيسي لقاءه مع عدد من ضباط الجيش اليوم ليطالب القطاع الخاص ورجال الأعمال بعدم المساس برواتب العاملين.


العربي
واستقبل رواد مواقع التواصل بكثير من الترحيب والثناء تصريحات رجل الأعمال محمد العربي، التي أكد خلالها عدم تخليه عن أحد من العاملين، وأوضح أنه يفكر في دفع الرواتب الشهرية مبكرا دعما للموظفين لتجاوز المحنة الحالية بسبب انتشار فيروس كورونا.

وأضاف العربي "الحمد لله بدأت الشركة أسرة واحدة وستستمر كذلك، وحاليا هناك 35 ألف موظف وأكثر، والحمد لله مرّ على الشركة الكثير من المحن والله حولها إلى منح".

ورحب رواد مواقع التواصل بتصريحات العربي، واعتبروها نموذجا يجب أن يحتذي به رجال الأعمال، مؤكدين أن هذا الموقف الأخلاقي للعربي سيعود عليه بالنفع أيضا مستقبلا، حيث سيصبح العاملون لديه أكثر ولاءً وإخلاصا في عملهم.

ودشن نشطاء وسما يحمل اسمه تقديرا لموقفه، في حين تطرق آخرون للجانب الديني من الأمر، وقالوا إن العربي بذلك يتاجر مع الله. وقارن آخرون بين موقفه وموقف رجال أعمال آخرين تحدثوا عن تخفيض الرواتب وتسريح العمالة.


ساويرس
على الجانب الآخر، هاجم رواد مواقع التواصل الاجتماعي رجل الأعمال نجيب ساويرس، الذي صرح قبل أيام بأنه من أنصار عودة العمل فورا بعد انتهاء فترة حظر التجول، محذرا من اضطرار رجال الأعمال إلى تخفيض الرواتب وتسريح العمالة، بسبب توقف حركة الإنتاج.

وقال ساويرس -المثير للجدل غالبا بسبب اشتباكه إعلاميا مع معظم الأحداث الجارية- إن استمرار توقف الإنتاج سيؤدي إلى زيادة البطالة، وإصابة البعض بالاكتئاب، وربما الإجرام والانتحار، وهو منهم. مشددا على أنه ستكون هناك "دماء اقتصادية" في الشوارع إذا لم يعد العمال والموظفون إلى أعمالهم.

 
تصريحات ساويرس استقبلتها مواقع التواصل بالهجوم والنقد، وقال بعضهم إن ساويرس هو الوجه الأسوأ لرجال الأعمال الذين يبحثون فقط عن الربح على حساب البشر، واعتبر آخرون أن ساويرس يعبر عن الكثير من رجال الأعمال الذين يخشون الحديث عن ذلك صراحة.

ودعا مغردون ساويرس إلى تحمل العمال والموظفين فترة قصيرة مقابل السنوات الطويلة التي عملوا فيها، وساعدوا على نمو ثروته وتضخمها.

وزاد من حدة الهجوم على ساويرس الموقف المعاكس الذي أعلنه العربي بدعم الموظفين وعدم خفض رواتبهم، وهو ما أعلنه أيضا رجل الأعمال ونقيب المستثمرين الصناعيين محمد جنيدي، الذي دعا ساويرس ونظراءه إلى ضرورة تحمل العمال وطمأنتهم.

 
ولأن المصائب لا تأتي فرادى؛ فقد تعرض ساويرس لإحراج آخر من صفحة دولة السويد باللغة العربية، حيث ردت بالتفصيل حول دعوة ساويرس إلى فتح المجال العام وحركة الاقتصاد، مثل السويد.

حيث أوضحت الصفحة أن مقولة ساويرس إنه يجب على الناس أن يستمروا "كلهم في الحياة اليومية العادية بدون أي تغيير" اقتداء بالسويد غير صحيحة؛ لأن الحكومة السويدية نصحت كبار السن والفئات المعرضة للإصابة بعزل أنفسهم طوعا، وكذلك تم منع الزيارة لدور المسنين، كما أوصت الخارجية السويدية بعدم السفر إلى خارج البلاد حتى يونيو/حزيران المقبل، إلا في الحالات الطارئة.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي