بعد تفشي كورونا.. ماذا أعد لبنان لإعادة رعاياه العالقين؟

جوني طانيوس-بيروت

بدأت الحكومة اللبنانية تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعادة اللبنانيين المقيمين في الخارج والراغبين بالعودة إلى بلادهم على نفقتهم الخاصة، خوفا من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وتأتي العملية وسط تساؤلات عن مدى قدرة الحكومة على إعادة جميع من سجلوا أسماءهم في مختلف دول العالم، وقد فاق عددهم عشرين ألفا.

وفي إطار التعبئة العامة لمواجهة كورونا، كسرت السلطات قرار إغلاق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وذلك لاستقبال طائرات تقل لبنانيين من دول مختلفة.

وحطت ظهر اليوم طائرة قادمة من الرياض على متنها نحو ثمانين راكبا يرافقهم طاقم طبي، ثم تبعتها طائرة أخرى من الإمارات، على أن تُستكمل بقية الرحلات خلال الساعات والأيام المقبلة.

وكان العائدون سجلوا أسماءهم لدى السفارات والقنصليات اللبنانية، وسددوا ثمن تذاكر السفر.

ووفق ما نصت عليه الخطة الحكومية، غادر من قام بالفحص لكشف الإصابة في الدولة التي أتى منها، وثبت أن تحليله سلبي، لكن هؤلاء كانوا قلة.

أما الباقون، فقد خضعوا للفحص على أرض المطار في بيروت ونقلوا عبر حافلات إلى الفنادق ريثما تظهر النتائج، ليتقرر على ضوئها نقلهم إلى المستشفيات أو إلى العزل المنزلي.

عودة آمنة 
وقبيل وصول طائرة الرياض، جال رئيس الحكومة حسان دياب في مطار رفيق الحريري واطلع على الإجراءات والترتيبات لاستقبال اللبنانيين العائدين.

وقال دياب إن هدف الإجراءات المتخذة ضمان سلامة العائدين والمقيمين على حد سواء، للحيلولة دون ارتفاع أعداد المصابين في لبنان، مضيفا أن المراحل المقبلة لعملية إعادة اللبنانيين، ستتقرر تفاصيلها بناء على تقييم المرحلة الأولى.

وردا على سؤال عن قدرة الدولة على التعامل مع الأعداد الكبيرة للذين سجلوا أسماءهم للعودة، أشار دياب إلى أنه لا بد من تجزئة هذه المشكلة للتعامل معها بشكل آمن للجميع.

وأضاف دياب أن العملية ستستغرق وقتا، خصوصا أن الملايين من اللبنانيين منتشرون في مختلف دول العالم.

من جهته، أكد وزير الصحة اللبناني حمد حسن أن كل الإرشادات نُفذت وأن مختلف الطواقم والأجهزة قامت بجهد جبار، لإتمام العملية.

مخاوف وعقبات
ويعيش آلاف الطلاب اللبنانيين في دول عدة حول العالم، حيث يتابعون دراساتهم. ويتطلع عدد كبير منهم للعودة إلى بلادهم، خوفا من فيروس كورونا وتداعياته.

وفي اتصال عبر تطبيق سكايب، قال بلال عثمان للجزيرة نت إنه مقيم في أوكرانيا منذ ست سنوات حيث يدرس الطب، وإنه قام بتعبئة كل الاستمارات التي نشرتها السفارة اللبنانية في كييف لكنه لم يتلقَّ بعد أي اتصال لتنسيق عودته.

وأشار عثمان إلى أنه في حال تفشي كورونا في أوكرانيا، فإن الأمور ستزيد سوءا خصوصا أن الأزمة الاقتصادية في لبنان لم تعد تسمح لذويه بتغطية نقفات إقامته ودراسته.

وفي هذا الإطار، طالب عضو لجنة أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج ربيع كنج عبر الجزيرة نت بأن تولي الحكومة اهتماما خاصا بالطلاب، لأنهم محاصرون بسبب الوباء من جهة وتداعيات الأزمة الاقتصادية من جهة ثانية، وفق تعبيره.

وأكد كنج أن عائلات عدة لم تعد قادرة على تحويل الأموال إلى ذويها في الخارج، بسبب توقف المصارف اللبنانية بشكل كلي عن تأمين الدولار.