لبنان.. مواجهات بين الجيش ومتظاهرين بطرابلس احتجاجا على تردي المعيشة

شهدت مدينة طرابلس شمالي لبنان ومدن أخرى أمس احتجاجات تنديدا بالأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، إذ حطم محتجون ليلا واجهات بعض المصارف في طرابلس، واشتبكوا مع أفراد الجيش الذين استخدموا الغاز المدمع، مما تسبب بإصابة ستة أشخاص بجروح.

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان أنه جرى تحطيم واجهات عدة مصارف، وإضرام النار في مصرف واحد على الأقل عندما تحولت احتجاجات بسبب تردي الأوضاع المعيشية إلى العنف في مدينة طرابلس.

وقال الجيش اللبناني في بيان إن من سماهم بالمندسين تسببوا في شغب وتعرضوا للممتلكات العامة والخاصة، وأضاف أن آلية عسكرية استهدفت بزجاجة حارقة، كما أُلقيت قنبلة يدوية على دورية عسكرية، مما تسبب في إصابة عسكريين بجروح طفيفة.

مسيرة وصدامات
وجابت مسيرة شوارع طرابلس، وحاول المتظاهرون الوصول إلى منزل أحد النواب، لكن الجيش منعهم، الأمر الذي أدى إلى حصول مواجهات، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. ودعا الجيش المحتجين السلميين لمغادرة الشوارع على الفور.

وأعلنت جمعية مصارف لبنان إغلاق جميع البنوك في طرابلس اعتبارا من اليوم، إلى حين استعادة الأمن، قائلة إن المصارف استهدفت في "هجمات وأعمال شغب خطيرين".

وكثيرا ما كانت مصارف لبنان هدفا لاحتجاجات المتظاهرين في البلاد منذ اندلاع احتجاجات شعبية غير مسبوقة العام الماضي للمطالبة برحيل الطبقة السياسية، ومحاربة الفساد، وتحسين الوضع المعيشي.

وعلى الرغم من أن الأزمة الاقتصادية تطال كافة مناطق البلاد المتمثلة في تدهور القيمة الشرائية جراء فقدان العملة أكثر من نصف قيمتها، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، فإن طرابلس هي إحدى أكثر المناطق تضررا، إذ يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر.

متظاهر خلال مواجهة مع عناصر الجيش في منطقة زوق شمالي بيروت (رويترز)
متظاهر خلال مواجهة مع عناصر الجيش في منطقة زوق شمالي بيروت (رويترز)

بيروت وصيدا
وإلى جانب طرابلس، شهدت مناطق لبنانية أخرى تحركات احتجاجية اعتراضا على الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار السلع، إذ قطع ناشطون الطريق الساحلي بين بيروت وطرابلس لبعض الوقت، كما اعتصم عدد من ناشطي الحراك في بيروت بعدما سجل سعر صرف الدولار مقابل الليرة مستويات غير مسبوقة، فقد تجاوز عتبة 4200 ليرة للدولار الواحد لتواصل الليرة خسائرها القياسية، حيث فقدت أكثر من نصف قيمتها.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن محتجين رموا حجارة ومفرقعات نارية باتجاه فرع المصرف المركزي في مدينة صيدا جنوبي البلاد.

يشار إلى أن لبنان يشهد أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، وقد تفاقمت مع فرض تدابير العزل لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

المصدر : الجزيرة + وكالات