رابعة.. مجزرة السيسي ما زالت تطارده

فوق السلطة- السيسي وعائلته بالحجر الصحي ومسلسل كوري توقع كورونا
نكاية في السيسي، دشن نشطاء ومعارضون وسما بعنوان "فاكرين رابعة" (الجزيرة)

"اللي على راسه بطحة بيحسس عليها" واحد من أشهر الأمثلة الشعبية المصرية التي تتحدث عن مطاردة الخطأ لمرتكبيه، ويجعلهم يتحسسون لكل كلمة أو إشارة تذكرهم بهذا الخطأ حتى لو لم تكن مقصودة، وهو قريب مما عبر عنه المثل العربي الشهير "يكاد المريب يقول خذوني".

ربما يختصر ذلك علاقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمجزرة رابعة العدوية التي وقعت بعد شهرين من الانقلاب العسكري صيف العام 2013، وراح ضحيتها مئات من أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي الذين اعتصموا في الميدان الواقع شرقي القاهرة ويحمل هذا الاسم، وذلك رفضا للانقلاب الذي قاده السيسي عندما كان وزيرا للدفاع.

مجزرة رابعة التي تعتبر الأكبر في التاريخ المصري الحديث، ما انفكت تطارد السيسي ويتذكرها متحدثا عنها بين الحين والآخر، رغم مرور نحو سبع سنوات وعدم محاكمة أحد من مرتكبيها، بل على العكس، كان ضحاياها هم من تمت إدانتهم.

آخر تصريحات السيسي حول رابعة جاءت أمس الأربعاء خلال الاحتفال بإنهاء أعمال الحفر في أحد الأنفاق أسفل قناة السويس.

أثناء الاحتفال، تحدث رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية اللواء إيهاب الفار حول أعمال الهيئة في إنشاء العديد من الجسور شرقي القاهرة، وعندما تحدث عن جسر شارع الطيران، قاطعه السيسي مؤكدا أن اسمه جسر الشهيد هشام بركات النائب العام الأسبق الذي تعرض للاغتيال في صيف 2015.

وعندما أعاد المسؤول العسكري الحديث عن الجسر ذكر ميدان رابعة الذي يمر من فوقه، وهنا انفعل السيسي مشددا على أن الاسم هو ميدان وجسر الشهيد هشام بركات.

وأطلقت السلطات المصرية اسم هشام بركات على ميدان رابعة، في إشارة إلى دوره تجاه فض الاعتصام بالقوة، حيث صدر الأمر القانوني بالفض من النيابة العامة برئاسة بركات.


"فاكرين رابعة"
ويبدو أن الحديث عن رابعة أفسد على السيسي بهجة الاحتفال بعدد من المشروعات التي افتتحها أمس، حيث انفجرت مواقع التواصل بالسخرية تارة وبالغضب تارة أخرى من استمرار تذكر الرئيس لمجزرة رابعة ومحاولة طمسها.

ونكاية في السيسي، دشن نشطاء ومعارضون وسما بعنوان "فاكرين رابعة" للتأكيد على رسوخ المجزرة في الذاكرة المصرية وعدم نسيانها رغم مرور السنوات.

وعلى العكس من البهجة والاحتفالات التي أرادها السيسي، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر إلى حالة من الحزن، إثر تداول صور ضحايا المجزرة وتقارير المنظمات الحقوقية المصرية والدولية حولها، بينما اختار آخرون تداول صور من قالوا إنهم المتهمون في فض الاعتصام، وعلى رأسهم السيسي نفسه بوصفه وزير الدفاع وقتها، والحاكم الفعلي للبلاد.

ولفت مغردون إلى أن رابعة كانت إحدى حلقات سلسلة المجازر التي ارتُكبت في حق المصريين منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وحتى الآن.

وأجمع الكثير من رواد مواقع التواصل على أن رابعة تحولت إلى كابوس يطارد السيسي، ولا يستطيع الفكاك منه.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي