كورونا.. الحياة تعود إلى كوريا الجنوبية وبشائر التحسن تلوح في أوروبا

A man holding his mask walks on a zebra crossing among others, amid the spread of the coronavirus disease (COVID-19) in central Seoul, South Korea, April 20, 2020. REUTERS/Kim Hong-Ji
عدد متزايد من الشركات في كوريا الجنوبية ألغت سياسة العمل من المنازل مع تخفيف قواعد التباعد الاجتماعي (رويترز)

بدأ الكوريون الجنوبيون في العودة إلى العمل والازدحام بالمراكز التجارية والحدائق والملاعب وبعض المطاعم بعدما خففت السلطات قواعد التباعد الاجتماعي مع استمرار تراجع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، بينما تزايدت بشائر التحسن في أوروبا مع اتجاه دول عديدة إلى تخفيف الإغلاق.

وامتلأت الحدائق والجبال وملاعب الغولف في كوريا الجنوبية بالزائرين اليوم الاثنين، في حين بدأت المراكز التجارية والمطاعم في العودة ببطء إلى طبيعتها.

وأنهى عدد متزايد من الشركات سياسة العمل من المنازل أو خففتها في الأيام الأخيرة، رغم استمرار شركات كثيرة في تطبيق ساعات عمل مرنة والحد من التنقل والاجتماعات المباشرة.

ويرسم استمرار تعافي كوريا الجنوبية من أول تفش ضخم لفيروس كورونا خارج الصين، صورة متناقضة مع ما يحدث في دول كثيرة أخرى ما زالت عواصمها مغلقة وتطبق أوامر شاملة للبقاء في المنازل.

ومددت كوريا الجنوبية سياسة التباعد الاجتماعي 16 يوما أخرى أمس الأحد، ولكنها منحت بعض التخفيف للمنشآت الدينية والرياضية التي فرضت عليها سابقا قيودا صارمة.

وأعلنت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية 13 حالة إصابة جديدة بكورونا اليوم الاثنين، بعد يوم من تسجيل 8 حالات فقط مثلت أول زيادة يومية تتألف من رقم واحد منذ تسجيل 909 إصابات في ذروة انتشار المرض.

وفي الصين، تفتح مدارس إقليم هوبي في وسط البلاد -بؤرة تفشي وباء كورونا- أبوابها اعتبارا من 6 مايو/أيار المقبل لطلاب المرحلة النهائية الثانوية.

وأعلنت لجنة الصحة الوطنية اليوم تسجيل 12 إصابة جديدة بفيروس كورونا، بتراجع عن 16 إصابة سُجلت أمس، بينما لم تُسجل أي وفيات لليوم الثاني.

وقالت اللجنة في نشرتها اليومية إن 8 من حالات الإصابة هي لأشخاص أتوا من الخارج، مسجلة تراجعا بتسع إصابات عن اليوم السابق. وقد سُجلت أربع إصابات محلية.

ويوجد الآن في بر الصين الرئيسي ما مجموعه 82747 حالة إصابة و4632 حالة وفاة بنهاية أمس الأحد.

وأودى الفيروس بحياة نحو 165 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول الماضي في الصين. وشُخّصت أكثر من 2.4 مليون إصابة رسميا في 193 دولة ومنطقة منذ بداية تفشي الوباء، في حين تجاوز عدد المتعافين 625 ألفا.

بشائر في أوروبا
وفي القارة العجوز التي سجلت وحدها نحو ثلثي الوفيات الناتجة عن الفيروس، دفعت مؤشرات التحسن عدة دول إلى بدء تخفيف الإجراءات، في مسعى للعودة إلى الحياة الطبيعة بطريقة حذرة.

وفي سابقة تسجّل بأوروبا، تبدأ ألمانيا تخفيف القيود اعتبارا من صباح اليوم الاثنين، مع إعادة فتح غالبية المتاجر التي تقل مساحتها عن 800 م2.

ومع أكثر من 141 ألف إصابة مؤكدة ونحو 4404 وفيات، باتت الجائحة في ألمانيا "تحت السيطرة"، وفق وزير الصحة ينس شبان.

غير أن المستشارة أنجيلا ميركل حذرت من أن ما دعته النجاح المرحلي لا يزال "هشا".

وفي بريطانيا، أعلنت وزارة الصحة تسجيل قرابة 600 وفاة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، بما يرفع إجمالي الوفيات إلى أكثر من 15 ألفا.

وقالت الحكومة البريطانية إنه لا توجد خطة لإعادة فتح المدارس والمحلات غير الأساسية منتصف الشهر المقبل ضمن إجراءات تخفيف الإغلاق العام.

وأوضح وزير التعليم البريطاني غافين وليامسون أن إعادة فتح المدارس مرهون بتحقق شروط عدة، بينها انخفاض نسبة الوفيات، وقدرة المنظومة الصحية على تحمل أعداد المصابين، والتأكد من صحة تراجع تفشي العدوى.

كما نفى وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل غوف أن تكون بلاده أرسلت مئات الآلاف من معدات الوقاية الشخصية إلى الصين من مخزونها المخصص لمكافحة الوباء.

الأوضاع تتحسن
وانخفض معدل الوفيات والإصابات اليومية في دول عدة على غرار فرنسا (إجمالي وفياتها نحو 20 ألفا) وإسبانيا (نحو 20.5 ألف وفاة) وإيطاليا (نحو 23.6 ألف وفاة)، بعدما واصلت الأرقام ارتفاعها على مدى أسابيع، وهو ما يعني ترقّب اتخاذ تدابير الخروج من العزل في الأسابيع المقبلة.

وأعلن مدير الصحة العامة في فرنسا جيروم سلمون تسجيل 395 وفاة جديدة بسبب كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية. 

من جانبه، قال رئيس الحكومة إدوارد فيليب إن الوضع في فرنسا يتحسن ببطء شديد. وأضاف أن بداية الرفع التدريجي للحجر الصحي يوم 11 مايو/أيار المقبل لا تعني أن الحياة ستعود إلى طبيعتها، ورجح ألا يتحقق هذا الأمر قريبا. وتوقع فيليب أن تخلف الأزمة الصحية أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

وفي إيطاليا، لن يبدأ تخفيف القيود قبل يوم 3 مايو/أيار القادم وفق ما أعلنته السلطات، علما بأن الشركات تعيد تدريجيا فتح أبوابها -وإن جزئيا- ووسط تدابير مشددة.

وفي إسبانيا، أعلن رئيس مركز الطوارئ الصحية فرناندو سيمون أنه للمرة الأولى منذ 22 مارس/آذار الماضي تراجع عدد الوفيات اليومية عن 500، مسجلا 410 حالات.

وبعد غد الأربعاء ستُغلق مشرحة استُحدثت في العاصمة مدريد. واعتبارا من 27 أبريل/نيسان الجاري ستسمح السلطات بخروج الأطفال الممنوعين من الخروج منذ منتصف الشهر الماضي.

وفي النرويج التي تعتبر سلطاتها أن "الفيروس بات تحت السيطرة"، فُتحت دور الحضانة صباح اليوم الاثنين، وهي الخطوة الأولى في إطار رفع بطيء وتدريجي للقيود في المملكة.

وبررت السلطات خطوتها التي تأتي بعد نحو ستة أسابيع من الإغلاق، باعتبارات صحية تقوم على أن الأطفال عموما يبدون بمنأى عن العدوى، وبهدف أن يُسّهل هذا القرار عودة الأهل إلى أعمالهم.

وسيرفع الحظر المفروض على الإقامة خارج المنزل. وفي مرحلة ثانية تبدأ يوم 27 أبريل/نيسان الجاري، ستُفتح المدارس والجامعات جزئيا.

وقالت رئيسة الوزراء إيرنا سولبرغ "يمكننا إعادة فتح المجتمع رويدا رويدا.. سنفعل ذلك معا تحت المراقبة وبشكل تدريجي".

وفي تركيا، انتهى حظر التجول الذي فرضته وزارة الداخلية على 31 ولاية منذ منتصف ليل الجمعة، في إطار تدابير مكافحة فيروس كورونا.

ومساء أمس الأحد، أعلنت وزارة الصحة التركية ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس إلى 86.3 ألفا، بينها 2017 وفاة، ونحو 12 ألف حالة شفاء.

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية تسجيل 163 إصابة جديدة بفيروس كورونا، بما يرفع إجمالي عدد الإصابات إلى 13654، بينما ارتفعت عدد الوفيات إلى 173.

صراع أميركي
وتشهد الولايات المتحدة صراعا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعي إلى تسريع استعادة النشاط الاقتصادي وبين عدد من حكام الولايات الديمقراطيين، على خلفية تدابير الحجر.

وقد أعلن ترامب أن بلاده أجرت أكثر من أربعة ملايين فحص لتشخيص كورونا، واعتبره المعدل الأعلى في العالم.

وقال في المؤتمر الصحفي لفريق العمل الخاص بمكافحة فيروس كورونا، إن من حق من يُنادون بإعادة فتح الاقتصاد التظاهر للتعبير عن مطالبهم، مشددا على أن حق التظاهر مضمون في الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، تجمع نحو 2500 شخص عند مبنى الكونغرس بولاية واشنطن أمس الأحد للاحتجاج على أمر الحاكم الديمقراطي جاي إنسلي بالبقاء في البيوت للحد من انتشار فيروس كورونا، ليخرقوا بذلك حظرا على تجمع 50 شخصا أو أكثر.

وعلى الرغم من مناشدات منظمي التجمع بوضع كمامات، فإن الكثيرين لم يرتدوها.

من جهته، أعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو أن جائحة كورونا بدأت في الانحسار بالولاية. غير أنه أشار إلى أن الوقت ما زال مبكرا لإعلان النصر، مضيفا أن الولاية سجلت 1300 إصابة و507 وفيات بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي عموم الولايات المتحدة سُجّلت 1997 وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد الوفيات الإجمالي في البلاد إلى 40661.

وأشارت جامعة جونز هوبكنز إلى أن عدد الإصابات بالفيروس في البلاد بلغ 759086 منذ بدء الوباء.

كورونا عربيا
وعلى صعيد الدول العربية، أعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل 26 إصابة جديدة بفيروس كورونا، إضافة إلى وفاتين في العاصمة الخرطوم، بما يرفع عدد المصابين في البلاد إلى 92، وعدد الوفيات إلى 12.

وخلت الشوارع الرئيسية في الخرطوم أمس الأحد من المارة، وأُغلقت الأسواق الكبيرة ومراكز الخدمات لليوم الثاني على التوالي، استجابة لقرار حظر التجول الشامل في الولاية للحد من انتشار فيروس كورونا.

وفي تونس، ارتفعت مساء الأحد وفيات كورونا إلى 38 إثر تسجيل حالة جديدة، بينما ارتفع عدد الإصابات إلى 879 إثر تسجيل 13 حالة.

وأعلنت الحكومة التونسية تقليص ساعات حظر التجول الجزئي خلال شهر رمضان من 12 إلى 10 ساعات.

وفي فلسطين، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل إصابتين بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 15 في القطاع.

وفي ليبيا، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس كورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 51.

وأشار المركز إلى أن عدد المتعافين بلغ 11 حالة، في حين سجلت حتى الآن وفاة واحدة بالفيروس.

المصدر : الجزيرة + وكالات