رغم كورونا.. البنوك المصرية تزدحم بالعملاء وتخوفات من تفشي الوباء

زحام المواطنين بالبنوك رغم تفشي كورونا أمر واقع في مصر- الجزيرة نت
مواطنون يصطفون أمام أحد البنوك الحكومية في القاهرة (الجزيرة)

حسن المصري-القاهرة

"كان علي الانتظار ثلاث ساعات كاملة وسط الزحام حتى يأتي دوري"، هكذا بدأت السيدة آية الشرقاوي حديثها للجزيرة نت بينما كانت تقف على عتبات أبواب أحد البنوك الحكومية في القاهرة.

وتستغرب السيدة الخمسينية من الزحام غير الطبيعي في البنوك، رغم أزمة تفشي وباء كورونا بمصر، الأمر الذي قد يساهم في نقل العدوى بين الزبائن.

وتقول آية "لا تكاد تستطيع أن تحرك قدميك شبرا واحدا رغم الجهود التي يبذلها موظفو البنك لمحاولة تنظيم دخول وخروج العملاء"، مرجعة ذلك إلى ارتفاع نسب الإقبال على البنك، وهو ما يجعل من الاعتناء بالمواطنين أمرا صعبا.

وتضيف أن ماكينات الصرف الآلي ليست بمنأى عن الظاهرة، فهناك "طوابير أمامها"، وهو ما تطور أمام عينها المجردة في صورة تراشقات كلامية بين المواطنين في ظل ارتفاع الوافدين على الماكينات لسحب الأموال، قائلة "كل 5 دقائق خناقة (شجار) أمام الماكينات بسبب أولوية الدور".

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة من وزارة الصحة، فقد ارتفعت أعداد الإصابات بكورونا إلى 2844 حالة بينها 205 وفيات وسط تخوفات من زيادة في الأعداد.

الصحة: ارتفاع حالات الشفاء من مصابي فيروس كورونا إلى 646 وخروجهم من مستشفيات العزل والحجر الصحي الصحة: ارتفاع عدد…

تم النشر بواسطة ‏وزارة الصحة والسكان المصرية‏ في الجمعة، ١٧ أبريل ٢٠٢٠

ورغم النصائح والدعاية التلفزيونية التي تدعو المواطنين للبقاء في المنازل، فإن محيط البنوك ومكاتب البريد تشهد ازدحاما كبيرا على غير العادة، ويصطف الناس بالطوابير الطويلة التي تمتد في كثير من الأحيان إلى الشوارع المحيطة بالبنك.

وربط مواطنون بين ظاهرة ازدحام البنوك وقطار الأنفاق والأسواق، وبين واقعة كان بطلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم 10 أبريل/نيسان الجاري حينما انتقد عدم ارتداء مجموعة من العمال للكمامات بأحد المواقع الإنشائية، قائلا "العمال مش لابسين كمامات ليه؟ هو أنا كلامي مبيتسمع ليه؟" خلال مقطع تداولته وسائل الإعلام المختلفة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

زحام شديد
أما ندى عبد الوكيل فتقول إنها جاءت منذ الصباح الباكر على أمل إنهاء معاملتها البنكية في أسرع وقت، ولكن آمالها اصطدمت بارتفاع أعداد العمال القادمين إلى البنك.

وتستنكر ندى في حديثها للجزيرة نت عدم حرص الكثير من الزبائن على إجراءات التباعد الاجتماعي داخل أو خارج البنك، مشيرة إلى أن المسافات بين المواطنين كانت متقاربة ولا تتجاوز مترا، كما أن عددا كبيرا من المواطنين كانوا بلا كمامات أو قفازات.

وتضيف: شعرت بالقلق من أن يكون أحد العملاء مصابا بفيروس كورونا وينقله لعشرات المواطنين أثناء وجودهم في تجمع مثل تجمعات البنوك، أو إصابة أحد العاملين خاصة في ظل الإعلان عن تكرار إصابة العديد من الموظفين في أكثر من بنك خلال الفترة الماضية.

وثمة تفسير لزيادة أعداد توافد المواطنين على البنوك يتمثل في الرغبة بسحب الأموال المودعة بالبنوك في ظل جائحة كورونا التي تضرب البلاد، بحسب الخبير الاقتصادي وائل النحاس، مؤكدا أن المواطن يتجه للبنوك لسحب أمواله المودعة لكي يستطيع التعايش مع أزمة مثل أزمة كورونا التي تتطلب البقاء بالمنازل دون دخل مالي.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت: لقد حاول البنك المركزي خلال الفترة الماضية مواجهة هذه الظاهرة بإجراءات عدة تتمثل في تخفيض الحد الأقصى للسحب ليبلغ 10 آلاف جنيه في اليوم الواحد للمواطن و50 ألف جنيه للشركات، وهذا بعد أن وصل السحب في ثلاثة أسابيع فقط إلى 30 مليار جنيه من البنوك، لكن هذا القرار المفاجئ أثار الذعر بين المواطنين والمستثمرين الأجانب، وساهم في زيادة الزحام بشكل كبير.

المصدر : الجزيرة