واشنطن تعرض 10 ملايين دولار مقابل معلومة عنه.. من هو كوثراني؟

محمد كوثراني ، القيادي في حزب الله اللبناني
محمد كوثراني تتهمه واشنطن بأنه يدير ملفات سياسية وأمنية في العراق بتوجيهات ايرانية (مواقع التواصل)


عفيف دياب-بيروت

شحيحة هي المعلومات المتوفرة في لبنان عن محمد كوثراني مسؤول حزب الله اللبناني في العراق، والذي برز اسمه خلال الأيام القليلة الماضية بعد إعلان الولايات المتحدة تقديم مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار مقابل أي معلومات عنه، واتهامها له بالقيام بدور رئيسي في التنسيق بين مجموعات موالية لإيران في العراق.

فالرجل وإن كان منتميا لحزب الله منذ نشأته، فهو وفق مقربين من الحزب، يعتبر نشطا في العراق ويتمتع بـ"شهرة" هناك أكثر من وضعه في لبنان، ويعزون ذلك إلى إقامته الطويلة بالعراق وتلقيه علومه الدينية في النجف واقترانه بسيدة عراقية.

وكوثراني، الذي وضعته الإدارة الأميركية على لائحة العقوبات يوم الجمعة الماضي كلفه حزب الله بمتابعة الملف العراقي منذ عدة سنوات، لاعتبارات متعددة أبرزها علاقاته المهمة مع مختلف الكيانات السياسية والحزبية والأطراف السياسية الرسمية.

كما يتمتع كوثراني بعلاقة جيدة مع فصائل عسكرية وأمنية لها ارتباطات بإيران، التي يزورها بصورة دائمة، وهو يتهم من خصومه بأنه من المقربين لقائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني، الذي اغتالته واشنطن مع أبو مهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقي، إثر خروجهما من مطار بغداد في شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

ولد كوثراني في قرية كوثرية السياد في جنوب لبنان، فيما تتحدث معلومات أخرى عن ولادته في النجف بالعراق الذي يحمل أيضا جنسيته إضافة إلى اللبنانية.

دور محمد كوثراني تعاظم في التنسيق بين الفصائل العراقية المسلحة المقربة من إيران بعد مقتل قاسم سليماني في بغداد (مواقع التواصل الاجتماعي)تعاظم 
دور محمد كوثراني تعاظم في التنسيق بين الفصائل العراقية المسلحة المقربة من إيران بعد مقتل قاسم سليماني في بغداد (مواقع التواصل الاجتماعي)تعاظم 

حلقة وصل
ويقول مقربون من حزب الله في لبنان إن كوثراني يعتبر منسقا وحلقة وصل سياسية بين الحزب ومختلف القوى العراقية، ويضيف هؤلاء أن وضع اسمه على لائحة العقوبات الأميركية هو محاولة لزرع ما يصفونه بالفتنة بين حزب الله والفصائل والقوى السياسية والعسكرية العراقية.

وتعتبر المصادر ذاتها أن وضع كوثراني على لائحة العقوبات يهدف أيضا للإيحاء أيضا بأن لـ"المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي" بعدا خارجيا، وأنها ليست فعلا وطنيا، ويؤكد هؤلاء أن كوثراني نجا من الاستهداف الأمني الأميركي الذي أودى بحياة سليماني والمهندس، إذ إنه كان في حينها بلبنان وليس في العراق أو أنه سبقهما إلى بغداد.

وتتهم واشنطن وقوى عراقية كوثراني بأنه واحد ممن يديرون ملفات سياسية وأمنية في العراق بتوجيهات إيرانية، وهو ما ينفيه حزب الله في لبنان، ويؤكد أن ليس للرجل علاقات أمنية أو عسكرية مع فصائل عراقية، وأن مهامه محصورة فقط بالجانبين السياسي والديني.

ويقولون هؤلاء إن اتهام كوثراني بالعمل على توجيه وتوحيد فصائل مقاومة للوجود الأميركي في العراق "محض اتهام زائف"، ولكنهم لا يخفون وجود صلات للرجل مع قادة أمنيين وعسكريين غير رسميين، وأنه يعمل على تقريب وجهات النظر في ما بينهم وليس توجيههم.

ويضيف هؤلاء أن الشيخ كوثراني يلعب دورا مهما في رأب الصدع داخل "البيت الشيعي" في العراق، ويتوسط لحل الكثير من الخلافات التي تنشب بين بعض القوى والكيانات السياسية.

يشار إلى أن كوثراني ساهم في تنظيم زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إلى لبنان واجتماعه مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل عدة سنوات، إضافة إلى تنظيمه زيارات مماثلة لمقتدى الصدر. 

ويصف مطلعون في لبنان دور كوثراني في العراق بأنه منسق لأنشطة الأذرع الإيرانية على الساحة العراقية بعد مقتل سليماني، بتكليف ومتابعة حثيثة من حزب الله في لبنان.

ويعتبر هؤلاء أن كوثراني ليس شخصية عابرة في تنظيم الدور الأمني الإيراني في العراق، ولذا وضعته واشنطن على لائحة العقوبات، ورصدت مبلغا كبيرا لمن يدلي بمعلومات عنه.

وبحسب هؤلاء فإن حزب الله هو حجر رحى المشروع الإيراني في المنطقة، وأن ما راكمه من خبرات أمنية وعسكرية وقتالية يجندها لخدمة هذا المشروع في سوريا والعراق واليمن، وأن كوثراني يعتبر من أبرز ضباط ارتباط هذه المهمة على امتداد الساحة العراقية، ولا سيما بعد مقتل سليماني، وأن قيمة المكافأة التي رصدتها الولايات المتحدة تؤشر إلى مدى أهمية الرجل على المستوى الأمني قبل أي مستوى آخر.

المصدر : الجزيرة