بعد إجلائها الآلاف من العالقين.. الخطوط القطرية تعزز دبلوماسية بلادها حول العالم

PERTH, AUSTRALIA - MARCH 30: Australian cruise ship passengers arrive at the Duxton Hotel after their Qatar Airways flight to Perth International airport on March 30, 2020 in Perth, Australia. The 270 Australian passengers from the Costa Victoria and Costa Luminosa cruise ships have been stranded in Rome for the last week as authorities decided the best way to get them home amid the COVID-19 pandemic. Passengers who tested positive to coronavirus (COVID-19) were left behind to quarantine Italy. The passengers arriving in Perth on Monday will now quarantine for 14 days in Perth hotels before they can return to their home states, while the Western Australian passengers will be quarantined on Rottnest Island. (Photo by Paul Kane/Getty Images)
أستراليون تقطعت بهم السبل فنقلتهم الخطوط القطرية إلى مطار بيرث الدولي في أستراليا (غيتي)

حظيت قطر بثناء وتقدير حكومات ومسافرين بسبب تنظيمها رحلات جوية لإعادة آلاف المسافرين العالقين خارج بلدانهم بسبب الإغلاقات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد.

ويرى مراقبون أن الدوحة تأمل -عبر الإبقاء على طائراتها في الجو على النقيض من منافسيها الإقليميين- تسجيل نقاط دبلوماسية في المواجهة المستمرة مع جيرانها. 

وتشغل الخطوط الجوية القطرية حاليا 35% من خدماتها العادية، واستخدمت قدراتها التشغيلية الإضافية لنقل 17 ألف شخص على متن نحو 60 رحلة خاصة أُجِّرت لبلدان أخرى بهدف إجلاء مواطنيها.

ووجهت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا علنا مواطنيها نحو استخدام الشركة القطرية للعودة إلى بلدانهم، وأثنت على الدوحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقامت السفارة الفرنسية في سيدني بنشر صور لمواطنيها وهم يرفعون شارات النصر لدى توجههم إلى الطائرة التي كانت ستقلهم من بيرث إلى باريس. كما أجلت الخطوط الجوية القطرية دبلوماسيين أميركيين وأجانب من العراق.

ويقول الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في كينغز كولج البريطانية أندرياس كريغ لوكالة الأنباء الفرنسية إن هذا "يخدم صورة قطر".

وبحسب كريغ، فإن هذا يسمح للدوحة "بتسجيل نقاط دبلوماسية، ويؤكد من جديد على أهمية أن يتيح العالم لقطر الوصول إلى المجال الجوي وحرية الطيران".

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في يونيو/حزيران 2017، متهمة إياها بدعم الحركات الإسلامية والتقرب من إيران، الأمر الذي تنفيه الدوحة.

ومذاك، أغلقت هذه الدول مجالها الجوي أمام الخطوط الجوية القطرية، وحظرت السفر إلى الإمارة وعلقت التعاون التجاري معها.

وتعثرت المحادثات الرامية إلى وضع حد للخلاف في منطقة الخليج بعدما أثارت موجة من الجهود الدبلوماسية أواخر العام الماضي آمالا بحدوث انفراج.

ويرى كريغ أن دور الخطوط الجوية القطرية خلال جائحة كورونا يشكل "رسالة واضحة (إلى الشركاء) للمساعدة في رفع الحصار الجوي عن قطر".

‪الخطوط القطرية ساهمت في نقل آلاف العالقين إلة بلدانهم من ضمنهم دبلوماسيين غربيين‬ (الجزيرة)
‪الخطوط القطرية ساهمت في نقل آلاف العالقين إلة بلدانهم من ضمنهم دبلوماسيين غربيين‬ (الجزيرة)

شريان حياة
وبينما علقت ناقلات خليجية أخرى -بينها "الاتحاد للطيران" في أبو ظبي، و"طيران الإمارات" في دبي، والخطوط الجوية الكويتية- رحلاتها بهدف توفير التكاليف، أبقت قطر على رحلات الركاب والشحن حيث أمكن.

ويؤكد كبير مسؤولي الإستراتيجية والتحول في الخطوط الجوية القطرية تيريأانتينوري أن "واجب الشركة هو أن تكون شريان حياة بين آسيا وأوروبا، وأيضا بين آسيا وأميركا لمساعدة الناس على العودة إلى ديارهم".

ويضيف "ننظم رحلات تشارتر وليس فقط رحلات كانت تحصل أصلا إلى مدن معينة، بهدف نقل الركاب العالقين من أجل الحكومة الفرنسية أو الحكومة الألمانية، بما في ذلك مدن لا تقوم الخطوط الجوية القطرية في العادة بالطيران إليها".

ويشير رئيس عمليات الشحن في الشركة توماس كوفيلد إلى أن "الشحن يدفع مقابل الطائرة"، بما يعني تجنيب الشركة بعض الخسائر المالية.

ويتابع أنه "في العادة يكون لديك 20 طنا، أما الآن فبإمكانك وضع 60 طنا باستخدام مكان أمتعة الركاب".

ويرى كريستيان أولريشسن الذي ألف كتابا عن الأزمة الخليجية، أن مقاطعة الدول الأخرى "منحت قطر خبرة قيادية في التكيف مع وضع يتغير بسرعة ووضع خطط طوارئ".

وبالإضافة إلى خطوطها الجوية التي نقلت 50 ألف كلغ من المعدات الطبية والمساعدات لمواجهة فيروس كورونا المستجد، سعت قطر أيضا إلى توصيل مستشفيين ميدانيين إلى إيطاليا.

المصدر : الفرنسية