"الله معنا ولن يصيبنا الفيروس مثل الغربيين".. باكستانيون يتحدون قرار منع الصلاة في المساجد

ATTENTION EDITORS - CAPTION CORRECTION FOR RC2P1G9NLD94. WE ARE SORRY FOR ANY INCONVENIENCE CAUSED. REUTERS. REFILE - CORRECTING LOCATION. Muslims maintain safe distance as they attend Friday prayer after government limited congregational prayers and ordered to stay home, in efforts to stem the spread of the coronavirus disease (COVID-19), in Lahore, Pakistan April 10, 2020. REUTERS/Mohsin Raza TEMPLATE OUT
كثير من مسلمي باكستان فضلوا الحفاظ على صلاة الجماعة مع ترك مسافة أمان في ظل انتشار كورونا (رويترز)
يقول صابر دراني إنه يؤدي صلواته كل يوم تقريبا في مسجد بمدينة مولتان وسط باكستان، ويشارك فيها في كثير من الأحيان أكثر من عشرة أشخاص لا يرتدي أي منهم كمامة طبية.
 
وهذا المواطن البالغ 52 عاما واحد من آلاف المسلمين الذين يخالفون أوامر أصدرتها الحكومة أواخر الشهر الماضي.
 
وتقضي هذه التعليمات بمنع التجمعات الدينية التي يشارك فيها خمسة أفراد أو أكثر من أجل وقف انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
مسجد بادشاهي بمدينة لاهور (رويترز)
مسجد بادشاهي بمدينة لاهور (رويترز)
قضية وجدانية
وحتى الآن أصاب المرض أكثر من 5300 مواطن وراح ضحيته 93 شخصا في بلد يعد ثاني أكبر دول العالم من حيث عدد المسلمين (نحو مئتي مليون نسمة).
 
وقال دراني لرويترز "إمامنا قال لنا إن الفيروس لا يمكن أن يصيبنا مثلما يصيب الغربيين. وقال إننا نغسل أيدينا ووجوهنا خمس مرات كل يوم قبل أداء صلاتنا، والكفار لا يفعلون ذلك، ولذا لا داعي لأن نقلق. فالله معنا".
 
ومن جانبه قال ميرزا شاهزاد أكبر أحد مساعدي رئيس الوزراء عمران خان لرويترز "الدين والصلاة مسألة وجدان عند كثيرين في باكستان، ولابد أن تشعر الحكومة بحساسية هذا الأمر".
 
أوامر غير مقبولة
ويخشى كثيرون أن تشهد البلاد زيادة كبيرة في أعداد ضحايا كورونا من جراء صلاة الجماعة في المساجد، خاصة صلاة الجمعة. ومن المرجح أن تتزايد أعداد المصلين مع قدوم شهر رمضان بعد أقل من أسبوعين، وتكافح السلطات للتغلب على ذلك.
 
وبينما دعا مجلس العقيدة الإسلامية -الذي يقدم المشورة للحكومة في المسائل الدينية- علماء الدين وعامة الناس للتعاون في ما يتعلق بالتدابير التي اتخذتها الحكومة، يعارض الحظر عدد من الأئمة والقيادات المحلية.
 
وقال قيادي بارز في حزب ديني للمئات -الذين تجمعوا للمشاركة في جنازة الأسبوع الماضي- إن أوامر الحكومة "غير مقبولة".
 
وأضاف المفتي كفاية الله في حديثه للمشيعين "إذا فعلتم ذلك فسنضطر للاعتقاد بأن المساجد مهجورة بتعليمات أميركا. نحن على استعداد لبذل أرواحنا لكننا غير مستعدين لهجر مساجدنا".
 

غض الطرف

في كراتشي، أكبر مدن باكستان، تعرضت الشرطة لأعمال عنف للأسبوع الثاني على التوالي وهي تحاول منع إقامة الصلاة يوم الجمعة الماضي. وأصيبت شرطية بجروح في الاشتباكات.
 
وفي الأسبوع السابق أطلق رجال الأمن النار في الهواء لصد المحتجين الغاضبين. وفي مدن أخرى يبدو أن الشرطة تغض الطرف عن بعض التجمعات في المساجد.
 
ويوم الجمعة الماضي كانت عبارة "أيها المسلمون، المسجد يناديكم" من أكثر الوسوم انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي في باكستان.
 
مسألة حساسة
وفي العاصمة إسلام آباد تجمع المئات يوم الجمعة دون أن يعترض طريقهم أحد في واحد من أكبر مساجد المدينة يقع على مسافة ثلاثة كيلومترات من مقر الحكم، بما في ذلك البرلمان وأمانة رئاسة الوزراء.
 
ويوم 27 مارس/آذار الماضي رفعت السلطات 88 دعوى على إدارات مساجد في كراتشي، وألقت القبض على 38 شخصا لتحديهم القيود المفروضة على التجمعات يوم الجمعة، لكن الاتهامات أسقطت اليوم التالي وأطلقت السلطات سراح الموقوفين.
 
وقال مساعد رئيس الوزراء إن أغلب المساجد تتعاون مع الحكومة. لكنه أضاف "هذه مسألة حساسة، ولا نريد أن نفرضها بالعصا، وحتى إذا كنا نريد ذلك فلا توجد عصي كافية لتنفيذها في كل أنحاء باكستان".
المصدر : رويترز