من المغرب والصومال وإيران.. قصص لاجئين يحاولون دخول أوروبا عبر الحدود التركية

لاجئون عبر القارات.. رحلة صومالي ومغربي وإيراني إلى أوروبا عبر الحدود التركية
تجمع لاجئين من جنسيات مختلفة بانتظار اجتياز الحدود التركية اليونانية (الجزيرة نت)


عمران عبد الله – الحدود التركية اليونانية


خلال أقل من أسبوع وتحديدا منذ مساء الخميس الماضي، تدفق عشرات آلاف اللاجئين والمهاجرين إلى الحدود البرية لتركيا مع اليونان وبلغاريا العضوتين في الاتحاد الأوروبي، بعدما فتحت أنقرة حدودها وسمحت للمهاجرين بالوصول إلى أوروبا.

وبحسب بيانات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، فقد بلغ عدد المهاجرين غير النظاميين الذين عبروا الأراضي التركية إلى اليونان حتى صباح أمس الأربعاء نحو 136 ألفا بعد إعلان أنقرة أنها لن تعيق حركة المهاجرين باتجاه أوروبا.

ورصدت الجزيرة نت -إلى جانب اللاجئين السوريين والعراقيين- أعدادا كبيرة من اللاجئين الأفغان ومن بلدان وسط آسيا، بالإضافة إلى العديد من الأفارقة من دول شرق أفريقيا وآخرين من المغرب ومصر وتونس وليبيا وفلسطين وغيرها من الدول غير القريبة من تركيا.

ويقول لاجئون سوريون في مدينة أدرنة التركية إن موجة اللجوء الحالية تختلف عما قبلها من الموجات، وتعد الأكثر تنوعا إذ لا يمكن وصفها بأنها موجة لجوء سوري فحسب.

والتقت الجزيرة نت بعض المهاجرين على الحدود البرية التركية اليونانية وتحديدا قرب الشريط الحدودي في قرية "بازار كوليه" الحدودية التركية غرب نهر ميريتش الذي يشكل أغلب الخط الحدودي الفاصل بين البلدين.

تركيا سمحت قبل أسبوع بمرور اللاجئين من أراضيها نحو أوروبا (الجزيرة نت)
تركيا سمحت قبل أسبوع بمرور اللاجئين من أراضيها نحو أوروبا (الجزيرة نت)

من المغرب إلى أوروبا
وصل المغربي محمود (29 عاما) إلى إسطنبول بالطائرة قادما من الرباط التي يئس من البحث عن عمل فيها.

وبما أن المغاربة لا يحتاجون تأشيرة دخول إلى تركيا، فقد وجد محمود ورفاقه من الشبان المغاربة الفرصة مواتية لتحقيق حلمهم بدخول أوروبا من بوابتها الشرقية، تجنبا للمهربين الذين حاولوا السفر معهم من قبل إلى إسبانيا من المغرب عبر مضيق جبل طارق، ولكن بلا فائدة.

ومن مطار إسطنبول إلى حي "أك سراي" الشعبي وسط المدينة، استقل محمود حافلة ليصل إلى نقطة التجمع، ثم استقل حافلة سياحية إلى أدرنة، ومنها عبَر النهر الصغير الفاصل بين تركيا واليونان بقارب مطاطي، ليقطع مسافة داخل الغابات اليونانية متجنبا المناطق الحدودية، لكنه وجد نفسه مضطرا للبحث عن طعام في قرية تقع على مسافة أكثر من 10 كلم من الحدود.

وقال محمود للجزيرة نت إن السكان لم يتعرضوا له، لكن أحدهم أبلغ الشرطة عندما حاول شراء طعام بعملة غير يونانية، فأوقفته ورحّلته إلى الحدود التركية اليونانية بعدما انهالت عليه بالضرب وأخذت منه ملابسه وحقيبته وهاتفه المحمول.

ومع ذلك، يصر محمود على معاودة الكرّة بعد التعلم من أخطاء المحاولة الأخيرة، ويؤكد أن هناك كثيرين وصلوا إلى مراكز اللاجئين في اليونان وتم تسجيلهم، واستأنف بعضهم رحلته إلى بلدان أوروبية أخرى يريدون أن يتم تسجيلهم فيها كلاجئين.

لاجئون يستعدون لاجتياز الحدود نحو اليونان (الجزيرة نت)
لاجئون يستعدون لاجتياز الحدود نحو اليونان (الجزيرة نت)

رحلة عبر القارات
وضمن مجموعة من قرابة عشرة أشخاص ينتظرون فرصة لعبور النهر الحدودي، التقت الجزيرة نت الشاب الصومالي رضوان مع آخرين من أفراد المجموعة التي تضم أيضا ثلاثة سوريين بينهم فتاة، وفلسطينيا وعراقييْن وآخرين. 

وقال رضوان (20 عاما) إنه عاش تجربة لجوء وهجرة فريدة من نوعها، إذ ولد في مقديشو التي عاش فيها مع أسرته قبل أن ينتقل معهم شمالا إلى هرجيسا في إقليم "أرض الصومال" التي استقر بها مع أسرته نحو عشر سنوات.

ومن هرجيسا قرر رضوان الرحيل منفردا، فسافر إلى اليمن عبر مضيق باب المندب، ومنه إلى طهران بالطائرة، ومن أقصى غرب إيران عبر الحدود البرية إلى تركيا بمساعدة من مهربين محليين هناك، وواصل رحلته برًّا من أقصى شرق البلاد إلى أقصى غربها نحو الحدود مع اليونان، لينضم إلى اللاجئين الذين يحاولون العبور متجنبين حرس الحدود اليوناني. 

وقال رضوان إن رحلته تكاد تبلغ محطتها الأخيرة، بخلاف أصدقائه الذين يوشكون على بدء رحلتهم من تركيا.

من إيران إلى أوروبا
وقرب البوابة الحدودية في "بازار كوليه"، تحدث محمد رضا للجزيرة نت عن رحلته التي رافقه فيها صديقه الإيراني المصاب في رأسه جراء قنبلة غاز أطلقتها القوات الإيرانية على مجموعة من اللاجئين كانوا يحاولون عبور الحدود. 

وقال رضا إن قصته مختلفة، إذ غيّر دينه في إيران وهو ما عرضه للخطر هناك بحسب كلامه، واضطر للسفر إلى تركيا التي بقي فيها أربع سنوات بانتظار فرصة السفر إلى أوروبا. 

تعلم رضا اللغة التركية والإنجليزية خلال هذه السنوات التي كان هدفه فيها مع صديقه الوصول إلى أوروبا وطلب اللجوء في واحدة من دولها مثل ألمانيا أو النمسا.

المصدر : الجزيرة