مصر.. السخرية تنتعش في زمن الكورونا

وزيرة الصحة - الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي - كورونا
وزيرة الصحة المصرية نالت النصيب الأكبر من سخرية المغردين (مواقع التواصل)

كعادتهم في السخرية وإطلاق النكات حتى في أشد الأزمات صعوبة؛ واجه المصريون خطر فيروس كورونا المنتشر عالميا بكثير من السخرية، بداية من الفيروس نفسه وصولا إلى طريقة تعامل الحكومة، ومرورا بعادات وتقاليد الشعب المصري حين يتعرض لمثل هذه المخاطر.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من النكات والصور الساخرة حول فيروس كورونا، ودشن نشطاء عدة وسوم للتعليق على الأخبار المتلاحقة، خاصة أخبار انتشاره في مصر، منتقدين ما وصفوه بالتعتيم الحكومي.

مغردون آخرون اعتبروا أن اتساع نطاق السخرية والتشكيك في البيانات الحكومية ومنظمة الصحة العالمية حول محدودية انتشار الفيروس في مصر؛ هو ما دفع دولا خليجية إلى تصنيف مصر بؤرة خطر؛ مما أدى إلى حظر دخول المصريين هناك.

وكشفت وزارة الصحة المصرية اليوم عن ثالث حالة إصابة في مصر، والأولى لمواطن مصري، علما بأنها كانت أعلنت قبل يومين رفع حالة الاستعداد القصوى بالمنشآت الصحية وأقسام الحجر الصحي، وتضاعف الفحوص بالمنافذ الجوية والبرية والبحرية، وذلك في إجراء وقائي ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بعد اكتشاف الحالة الثانية، التي كانت مثل الأولى لأجنبي يقيم في مصر.

وكشفت السلطات المصرية عن أنها اشتبهت في إصابة 1443 شخصا بفيروس كورونا، لكن النتائج جميعها كانت سلبية، باستثناء شخص أجنبي كان حاملا للفيروس، وتماثل للشفاء لاحقا.


وزيرة الصحة
وزيرة الصحة هالة زايد كانت -وما زالت- بطلة نكات المصريين في ما يتعلق بأزمة كورونا، حيث بدأت السخرية مبكرا عندما توجهت الوزيرة إلى المستشفى المخصص للعزل الصحي مرتدية الكمامة بطريقة خاطئة، ورغم تأكيدها أن الأمر كان مجرد تجربة، فإن ذلك لم يشفع لها، وتعرضت لسيل من التغريدات والرسوم الساخرة.

وعادت الوزيرة لتواجه سخرية كبيرة بعد تصاعد الحديث عن انتشار الفيروس في مصر، حيث قال مغردون إن الوزيرة ربما تنعي حظها السيئ الذي جعل منها وزيرة للصحة في وقت انتشار الفيروس، وتصدرها الأخبار يوميا.

كما سخر مغردون من إيفاد الوزيرة للصين، في تصرف لم يقم به مسؤول في أي دولة؛ خشية تفشي الفيروس.


سياسة التعتيم
لكن سخرية المصريين تحولت إلى نقد شديد وغضب واسع بشأن سياسة الحكومة في التعامل مع أخبار انتشار الفيروس، وهي السياسة التي وصفها مغردون ونشطاء سياسيون بالتعتيم.

وتصاعدت السخرية والنقد والغضب يوميا بالتزامن مع إعلان دول عدة اكتشاف حالات مصابة بالفيروس قادمة من مصر، وهو ما دفع الجميع للتساؤل: كيف تنفي مصر انتشار الفيروس وعدم اكتشاف سوى حالتين، في حين تتوالى الأخبار يوميا عن حالات مصابة قادمة من مصر؟


البنية التحتية
مغردون آخرون سخروا من تأكيد الحكومة استعدادها لمواجهة انتشار الفيروس، مشيرين إلى ضعف البنية التحتية في المستشفيات والمدارس، بجانب الزحام في وسائل المواصلات العامة، خاصة مترو الأنفاق.
 


انقلاب السخرية
في المقابل، قال مغردون إن زيادة السخرية أدت إلى تشكك دول عدة حول انتشار الفيروس في مصر، وهو ما دفع دولا مثل قطر والكويت إلى حظر دخول القادمين من مصر.

واتهم آخرون من وصفوهم بالمتآمرين بالوقوف وراء نشر تلك الإشاعات، كما انتقد البعض التعامل مع الخطر بسخرية، مطالبين باتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للفيروس.

من جهته، اعتبر المذيع خالد أبو بكر أن هذه السخرية تهدد الأمن القومي، مطالبا النائب العام بوضع ضوابط للتصدي لتلك الظاهرة، في حين طالب آخرون مجلس النواب بسن قوانين تعاقب من يسهم في نشر الإشاعات حول انتشار المرض في مصر.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي