صحف إثيوبية تطالب بدبلوماسية فعالة لإحباط رغبات مصر

واشنطن استضافت اجتماعا ثلاثيا بشأن سد النهضة
صحف إثيوبية تنتقد دبلوماسية بلادها في مواجهة مصر، خاصة في ما يتعلق بالمفاوضات برعاية أميركية (مواقع التواصل)

كشف موقع "تغراي أونلاين" الإثيوبي عن أن تقارير غير مؤكدة تشير إلى اقتراب مصر من توقيع اتفاق مع إريتريا لاستضافة قاعدة بحرية مصرية في جزيرة نورا الإريترية، في حين انتقدت صحيفة "ذا ريبورتر" الإثيوبية ما وصفتها بالدبلوماسية التقليدية لأديس أبابا في مواجهة التحركات المصرية، وطالبت بدبلوماسية أكثر فعالية.

وخلال الأسبوعين الماضيين، تصاعدت أزمة سد النهضة بعد إعلان إثيوبيا انسحابها من المفاوضات مع مصر والسودان برعاية أميركية، مؤكدة حقها في مياه النيل، وأنه لا توجد قوة تمنعها من استغلال مواردها في التنمية، وهو ما رفضته القاهرة، واعتبرته تصعيدا غير مبرر. 

وأشار الموقع الإثيوبي إلى أن سعي مصر لتعزيز قواعدها في الخارج، يشير إلى أن القاهرة قد تحتاج قريبا إلى مراجعة سياستها التقليدية بهذا الشأن، والنظر في تطوير وجود إستراتيجي، يمكنها من إظهار قدراتها العسكرية، من خلال ترتيبات مع شركاء مثل إريتريا.

ووفقا للموقع، فإن انحياز إريتريا المتنامي لمصر يثير قلق إثيوبيا، في ظل النزاع الراهن بين أديس أبابا والقاهرة حول مشروع سد النهضة. 

كما أشار إلى أن رغبة أديس أبابا المعلنة في إعادة بناء قوة لحماية مصالحها البحرية؛ تثير قلق إريتريا التي خاضت صراعا طويلا مع إثيوبيا، وكانت آخر اشتباكات مباشرة بين الطرفين عام 2016.

تدابير سريعة
بدورها، قالت صحيفة "ذا ريبورتر" الإثيوبية إن "رغبات مصر الخفية لا يمكن إحباطها إلا عبر دبلوماسية محكمة وتدابير سريعة".

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أن إثيوبيا "لن يتأتى لها استغلال ثرواتها المائية بإنصاف إلا عندما ينتهي دور البيروقراطية والدبلوماسية التي تتحرك بشكل بطيء".

وانتقدت الصحيفة قطاع الدبلوماسية الإثيوبية، وشددت على ضرورة تقويته لمواجهة مصر في نزاع البلدين بشأن سد النهضة، وذلك عبر الاستعانة بدبلوماسيين وخبراء أقوياء في مجالي الجغرافيا السياسية والمياه، وأساتذة قانون مشهود لهم بالكفاءة؛ من أجل تحقيق الهدف المشترك المتمثل في استكمال بناء السد.

ونوهت إلى أن لإثيوبيا صوتا مسموعا في منطقتها، وليس من الحكمة أن تقف مكتوفة الأيدي، وتكتفي باعتقادها أن الحقيقة بجانبها.

وقالت الافتتاحية إن "مصر ظلت تختبر باستمرار إرادة إثيوبيا كلما بدرت سانحة لذلك، ومن واجب الإثيوبيين إحباط أجندات مصر الخفية عبر انتهاج دبلوماسية محكمة ونوعية في المفاوضات".

ومن وجهة نظر الصحيفة "ليس من الحكمة الخوض في معرفة الأسباب التي دعت الجامعة العربية للوقوف إلى جانب مصر، بل على أديس أبابا استغلال الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي البالغ عددها 55 دولة من أجل الحصول على مزايا أفضل وحشد دول المصب وجيرانها".

واعتبرت الافتتاحية أن خطة الولايات المتحدة، التي ساندت موقف مصر في الصراع مع إثيوبيا، قد فشلت. مشيرة إلى أن الولايات المتحدة "تستغل المفاوضات بشأن سد النهضة ذريعة لتحقيق مصالحها الإستراتيجية".

وأضافت أن ذلك التصرف من جانب واشنطن شجع بدوره ألمانيا على طرح صيغ توفيقية في محاولة منها لدفع المفاوضات نحو مسار مختلف.

وأوضحت أن إثيوبيا بانسحابها من المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة أظهرت أنها تعلمت من خطئها عندما أتاحت للولايات المتحدة لعب دور الوسيط، مضيفة أن "على الحكومة أن تقف الآن على أرض صلبة حتى ترى هذا المشروع القومي قد أُنجز".

واتهمت الصحيفة مصر بأنها باتت "شوكة في طريق إثيوبيا"، حيث تسعى لشغلها على عدة جبهات باستغلال ألمانيا، التي اقترحت أن تقدم هي وحلفاؤها الأوروبيون دعما ماليا لمصر، على أن تدفع الأخيرة بدورها تعويضا لإثيوبيا.

وأضافت "ويعكس هذا النمط الألماني من التفكير في طياته مخاوف من أن تسفر حربا بين إثيوبيا ومصر عن تدفق موجات من اللاجئين نحو أوروبا".

وترى الصحيفة ضرورة الشروع في حوار يشارك فيه جميع الإثيوبيين، لأن بناء سد النهضة يتطلب تضحيات هائلة.

المصدر : الجزيرة + وكالات