بالتوازي مع كورونا.. منخفض جوي يسبب الهلع في مصر ويفرض عطلة غدا

Clouds gather during a rain and cold spell over the capital Cairo, Egypt November 21, 2017. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh
الحكومة المصرية دعت المواطنين لالتزام منازلهم بسبب تردي الأحوال الجوية (رويترز)

محمد عبد الله-القاهرة

بينما تتزايد المخاوف من فيروس كورونا، وتقرر العديد من الدول وقف الدراسة والكثير من الفعاليات، تدخل مصر في إجازة نادرة غدا الخميس، ليس بسبب كورونا هذه المرة وإنما فرضتها أحوال الطقس السيئة، وسط توقعات بأن يضرب البلاد منخفض جوي هو الأشد خلال أعوام.
 
وسادت حالة من الترقب والحذر الشديدين في جميع أنحاء مصر بسبب التحذيرات المتتالية من تعرض البلاد لطقس عاصف محمل بالأمطار الغزيرة من مساء اليوم الأربعاء وحتى يوم السبت المقبل، مع تحذيرات حكومية بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى.

وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي صورا لما قالوا إنه منخفض "التنين" أو "القرن" الذي سيضرب عدة دول من بينها مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان والعراق وتركيا، مصحوبا بعواصف شديدة وأمطار غزيرة.

لكن مديرة إدارة الاستشعار عن بُعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية إيمان شاكر، نفت أن تتعرض البلاد لإعصار مدمر، مؤكدة في تصريحات صحفية أنها "موجة شديدة من عدم الاستقرار بالأحوال الجوية نتيجة حدوث منخفض جوي متعمق".

وكشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر، أن البلاد ستتعرض لحالة شديدة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية اعتبارا من يوم الخميس الموافق 12 مارس/آذار وحتى يوم السبت 14 مارس/آذار، مع ارتفاع نشاط الرياح، وسقوط كميات كبيرة من الأمطار.

وفي محاولة لاحتواء أضرار وآثار الطقس السيئ، قرر مجلس الوزراء المصري منح إجازة غدا الخميس مدفوعة الأجر للعاملين بالحكومة والقطاعين العام والخاص وقطاع الأعمال ويستثنى من ذلك العاملون في المرافق الحيوية، والتي تحددها السلطة المختصة.

وتقرر تعطيل الدراسة في جميع مراحل التعليم العام والأزهري في المدارس والجامعات، وتعطيل العمل بكافة البنوك العاملة في مصر، كما قرر الاتحاد المصري لكرة القدم تأجيل مباريات مسابقة الدوري الممتاز التي كان مقررا إقامتها غدا ضمن الجولة 18 للمسابقة.

كما أعلنت وزارة الصحة رفع درجة الاستعداد للقصوى بالمستشفيات وتوفير مسلتزمات الطوارئ وتكثيف سيارات الإسعاف تحسبا لأي طارئ خلال المنخفض الجوي.

وعادة ما تتعطل حركة الحياة في مصر بعد سقوط أي أمطار غزيرة نتيجة تقلبات المناخ التي يتعرض لها العالم، ويصاب الكثير من المناطق والميادين والشوارع بالشلل المروري، وتقع حالات وفيات بسبب ضعف البنية التحتية، وعدم توفير شبكات لتصريف مياه الأمطار.

الأمطار الغزيزة تتسبب عادة في الكثير من حوادث الطرق في مصر (رويترز)
الأمطار الغزيزة تتسبب عادة في الكثير من حوادث الطرق في مصر (رويترز)

جو عاصف
وبشأن طبيعة المنخفض الجوي، قال مدير مركز التحاليل والتنبؤات بهيئة الأرصاد الدكتور محمود شاهين "وفقا للبيان الذي أصدرته الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فإن هناك حالة شديدة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية ما بين نشاط غزير للأمطار والرياح على أغلب محافظات ومدن الجمهورية سواء شمال أو جنوب البلاد".
 
وأوضح في تصريحات للجزيرة نت أن الأمطار ستتحول إلى سيول في سيناء والبحر الأحمر، مشيرا إلى أن الرياح ستكون قوية وشديدة وتحديدا على السواحل الشمالية الغربية وقد تصل سرعتها إلى سبعين كيلومترا في الساعة، بينما تنخفض إلى خمسين وستين كيلومترا في الساعة بالقاهرة والوجه البحري.
 
ومنذ بدء فصل الشتاء الجاري، تسببت الأمطار الغزيرة وتراكمها في طرق غير ممهدة مع أعمدة إنارة وخدمات سيئة، بمصرع وإصابة العديد من المواطنين في مدن وقرى مصرية عدة، وفق ناشطين.

بدوره، حذر أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق رئيس الإدارة المركزية للأرصاد سابقا علي قطب، من الحالة العنيفة للطقس المتوقع الخميس، مشيرا إلى أن هذا المنخفض يضرب البلاد في الفترة نفسها كل عام ولكن ليس بهذه الحالة العنيفة أو الشديدة التي نحذر منها.
 
وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن تبدأ حالة عدم الاستقرار من مساء الأربعاء ونهار الخميس وتصل ذروتها الجمعة، وتبدأ في الانخفاض السبت المقبل وتنتهي تماما الأحد، مطالبا في الوقت ذاته كافة المواطنين بتجنب التحرك في أجواء البرق والرعد والرياح، وكذلك تجنب الوقوف تحت الأشجار.
 
وطالب خبير الأرصاد بضرورة إخلاء الشرفات والأسطح من أي مواد قابلة للتحرك والتطاير كأصص  الزرع، بالإضافة إلى تجنب البحر لأن الأمواج قد تصل إلى ارتفاع ستة أمتار.

المصدر : الجزيرة