خبيران بجامعة ييل: حظر السفر لا يمنع انتشار فيروس كورونا وله عواقب أخرى

يرى خبيران بجامعة ييل إن حظر السفر يعتبر غير فعال لوقف انتشار فيروس كورونا، بل قد يكون له تأثيرات اقتصادية واجتماعية وعلى الصحة العامة على نطاق واسع.

ويضيف كل من الدكتورة إيرين جيمس والدكتور سعد عمر أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت فرض حظر مؤقت على دخول الأجانب إلى الولايات المتحدة من الذين زاروا الصين مؤخرا.

ويتساءل المقال عن الأدلة العلمية التي استعانت بها الإدارة في قرارها.

ويشير الخبيران إلى أن هناك دراسات بشأن فائدة حظر السفر في الحد من انتشار الإنفلونزا أشارت إلى وجود فعالية محدودة لهذه السياسة، وأن هذه التدابير التقييدية لا تحد من انتشار العدوى سوى بشكل طفيف، وأن تأثيرها ضئيل جدا على تفشي المرض.

وتشير البيانات الأولية إلى أن فيروس كورونا أكثر قابلية للانتقال من الإنفلونزا، مما يشير إلى أن حظر السفر لن يمنع انتشار فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة. كما أن الحظر الصارم قد يؤخر ظهوره لبضعة أسابيع على الأكثر.

عرقلة ووصمة
ويضيف المقال أن من شأن حظر السفر عرقلة النشاط الاقتصادي، وقد يضع وصمة على السكان والجماعات العرقية ويؤثر على تقديم الأدوية والإمدادات الأساسية اللازمة لعلاج المصابين بهذا الفيروس والأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى.

ويرى الخبيران أن الحجر الصحي يجب أن يكون مستندا على أدلة علمية وليس بدافع الخوف، لأن للحجر الصحي تبعات سلبية.

وبالإضافة إلى تقييد دخول الأجانب من الصين، أعلنت إدارة ترامب أيضا أن المواطنين الأميركيين العائدين من إقليم هوبي الصيني سيعزلون لمدة 14 يوما.

ويشير المقال إلى أنه يمكن الاستفادة من التجربة مع وباء الإيبولا خلال عامي 2014 و2015 عندما اتبعت العديد من الولايات الأميركية سياسة الحجر الصحي للحد من انتشاره، لمعرفة الآثار المحتملة من الحجر الصحي.

عواقب سلبية
ويشير المقال إلى أن هناك دراسة نشرتها كلية الحقوق بجامعة ييل والاتحاد الأميركي للحريات المدنية إزاء استجابة الولايات المتحدة لوباء الإيبولا، وأن العديد من الولايات قامت بالحجر الصحي بدافع الخوف وليس بناء على دليل علمي، مما كان له عواقب سلبية.

ويوضح الخبيران أن تطبيق الحجر الصحي أدى إلى إهدار موارد الصحة العامة، وانتهاك دستور الولايات المتحدة، ووضع وصمة على مجموعات من الناس، وكان له عواقب سلبية على الصحة العقلية.

وقبل يوم من إعلان الولايات المتحدة لحظر السفر، نصحت منظمة الصحة العالمية الدول بعدم استخدام مثل هذه التدابير في هذه المرحلة، وحثت المنظمة البلدان على الاستثمار في المراقبة وتنفيذ خطط لاحتواء الفيروس من خلال عزل الأفراد المصابين، وتتبع الحالات من أجل تحديد الأشخاص المحتمل إصابتهم وحجرهم صحيا، والتشجيع على غسل اليدين، وقبل كل شيء التعاون الدولي.

ويختم الخبيران بالقول إنه في أوقات الشكوك والمخاطر، غالبا ما توضع السياسات بناء على الخوف لا على الأدلة، غير أن الإجراءات والمساعي القصيرة النظر لتهدئة القلق العام يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة.

المصدر : الجزيرة + ناشونال إنترست