أزمة للحزب الديمقراطي بانتخابات ولاية أيوا.. هذه أسبابها

Democratic 2020 U.S. presidential candidate and U.S. Senator Elizabeth Warren, (D-MA) speaks at a caucus night rally in Des Moines, Iowa, U.S., February 3, 2020. REUTERS/Rick Wilking
المرشحة إليزابيث وارين مع أنصارها أمس في أيوا (رويترز)

محمد المنشاوي-واشنطن

بتأجيل إعلان النتائج، تلقى الحزب الديمقراطي ضربة غير متوقعة في بداية سباق الانتخابات الأميركية التمهيدية الذي بدأت أولى محطاته أمس الاثنين في ولاية أيوا.

وتم تأجيل إعلان النتائج على خلفية وقوع مشاكل فنية وظهور تناقضات أدت لأعطال غير متوقعة في بعض التطبيقات التي استخدمت في الهواتف الذكية والحواسيب.

وأعلن الحزب الديمقراطي أن تأخير إعلان النتائج "لا علاقة له بعمليات قرصنة أو اختراق من أي نوع".

من جانبه، حقق الرئيس دونالد ترامب فوزا ساحقا متوقعا في انتخابات الحزب الجمهوري من السباق بـ 97.1% من الأصوات.

مختلفة ومعقدة
ويجري التصويت بصورة معقدة في تجمعات انتخابية (كوكوس) من خلال 1700 قاعة أو في مدارس ومكتبات عامة وكنائس وأندية ومطاعم ومنازل في جميع أنحاء الولاية، حيث يتجمع الناخبون تحت راية المرشح الذي يختارونه.

‪مناصرون للمترشح بيرني ساندرز أمس في أيوا‬ (الفرنسية)
‪مناصرون للمترشح بيرني ساندرز أمس في أيوا‬ (الفرنسية)

وعلى عكس التصويت السري بالاقتراع في الصناديق الانتخابية، يعلن المشاركون في التجمعات الانتخابية عن مرشحهم الرئاسي من خلال التجمع مع مسانديه الآخرين.

وحال عدم تحقيق أي مرشح نسبة 15%، يتحتم على ناخبيه تغيير موقفهم والتصويت لمرشح آخر، ويتم إحصاء الأصوات مرة أخرى.

ومع حلول منتصف الليل في ولاية أيوا دون الإعلان عن نتائج التصويت، صرح العديد من المرشحين بحصولهم على أغلبية الأصوات وفوزهم في أول مراحل الانتخابات التمهيدية، في حين شكك مرشحون آخرون في شرعية ومصداقية هذه الادعاءات.

ويحتل أربعة من المرشحين مراكز متقدمة في استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة في أيوا، على رأسهم السيناتور بيرني ساندرز الذي جاء متقدما في أغلب استطلاعات الرأي في الولاية.

وإضافة لساندرز، يتقدم نائب الرئيس السابق جو بايدن والسيناتورة إليزابيث وارين والمرشح الشاب بيت بوتيدغيدج، كما سجلت السيناتورة إيمي كلوبشار تقدما في بعض الاستطلاعات.

وأظهر استطلاع أجراه معهد إيمرسون بين الثلاثين من يناير/كانون الأول الماضي وحتى الثاني من فبراير/شباط الجاري على 856 ناخبا في ولاية أيوا أن ساندرز يحظى بدعم 28% من أصوات الناخبين، يتبعه جو بايدن بـ 21% من الأصوات، ثم بيت بوتيدغيدج بـ15%، ثم إليزابيث وارين محققة 14%.

ويعطي الحصول على نتائج جيدة في ولاية أيوا زخما ودفعة كبيرة للمرشح الفائز، في حين تمثل الخسارة الكبيرة في الولاية نهاية للحملة الانتخابية لبعض المرشحين.

رمزية تفوق الحجم
وتمثل انتخابات ولاية أيوا رمزية كبيرة تفوق حجم الولاية الصغيرة ذات الثلاثة ملايين نسمة، أو نسبة ممثليها في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي والتي لا تتخطى 1% من أعداد إجمالي المندوبين. ولولاية أيوا 41 مندوبا من أصل 3979، ويتطلب الفوز بترشيح الحزب الفوز بـ 1991 مندوبا.

المرشح الشاب بيت بوتيدغيدج (يسار) في أيوا أمس (الفرنسية)
المرشح الشاب بيت بوتيدغيدج (يسار) في أيوا أمس (الفرنسية)

ورغم أهمية أيوا، فإنها لا تعكس الواقع المتغير للولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بهوية مؤيدي الحزب الديمقراطي.

وتبلغ نسبة السكان البيض في أيوا أكثر من 90%، في حين أن النسبة لا تتجاوز 71% في بقية الولايات المتحدة. ولا تبلغ نسبة البيض بين مؤيدي الحزب الديمقراطي -كما أشارت نتائج انتخابات 2016- سوى 52%.

ويتطلع قادة الحزب الديمقراطي إلى أن تتخطى أعداد المشاركين في انتخابات الولاية هذا العام، مثيلاتها خلال الدورات السابقة من الانتخابات التمهيدية الديمقراطية.

وفي عام 2008، شارك في التصويت بالولاية 240 ألف شخص، إلا أن الرقم انخفض ووصل إلى 170 ألفا في انتخابات 2016 التي فاز فيها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بأصوات الولاية.

المصدر : الجزيرة