معهد دراسات إيطالي: هل يتحقق السلام بعد الاتفاق التاريخي بين أميركا وطالبان؟

U.S. Secretary of State Mike Pompeo speaks during a news conference after a signing ceremony between members of Afghanistan's Taliban delegation and U.S. officials in Doha, Qatar February 29, 2020. REUTERS/Ibraheem al Omari
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (رويترز)

يرى الكاتب الإيطالي جوليانو باتيستون أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان مقدمة دبلوماسية لعملية السلام الحقيقية بين الحركة وممثلي السياسة والمجتمع الأفغاني.

ويضيف في مقال نشره المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية أن الاتفاق يأتي بعد حوالي 19 عاما من الحرب، وأشهر من المفاوضات، وأسبوع من الهدنة الجزئية في أفغانستان.

ويرى الكاتب أن العملية تلبي طلبات الفاعلين الرئيسيين للنزاع العسكري، حيث تنص على انسحاب القوات الأجنبية من البلاد -المطلب الأول والأكثر أهمية لطالبان- والتزام الحركة بالتخلي عن أي صلة بالجهاد، وكذلك القتال ضد الفرع المحلي لتنظيم الدولة، كما طلبت الولايات المتحدة.

ويشير الكاتب إلى أن الاتفاق هو نتيجة للمفاوضات التي بدأها زلماي خليل زاد في سبتمبر/أيلول 2018، بمبادرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن إحجام طالبان عن التفاوض مع ممثلي المؤسسات الأفغانية قبل الاتفاق مع الولايات المتحدة أقنع إدارة ترامب بأن السبيل الوحيد للمضي قدما هو الحوار الثنائي، وهو الموقف الذي تسبب في العديد من الخلافات والمشاكل، ولكنه الموقف الوحيد الذي أدى إلى توقيع الاتفاق.

الخيار الوحيد
ويرى الكاتب أن الاتفاق يعد غير مكتمل ولا يضمن السلام، وأنه يتضمن العديد من النقاط غير الواضحة، لكنه الخيار الوحيد القابل للتطبيق في ظل الظروف الحالية لمحاولة الحد من العنف في أفغانستان، الذي خلف 10 آلاف ضحية بين قتيل وجريح خلال عام 2019، وفقا للأمم المتحدة.

ويقول الكاتب إن الجزء الأكثر صعوبة في الفترة القادمة يتمثل بإثبات حركة طالبان للحكومة الأفغانية، والمجتمع الأفغاني خاصة، رغبتها بالسلام حقا، وأنها لم تتفاوض مع خليل زاد فقط للحصول مكاسب في المعركة، حيث سيرجح انسحاب القوات الأميركية كفة المواجهة العسكرية لصالحها.

ويضيف أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تثبت للشعب الأفغاني أن اتفاق الانسحاب ليس تنازلا عن المسؤولية، ولا طريقة للتهرب من الاعتراف بخسارة الحرب، وأنه سيكون على عاتق ممثلي المؤسسات الأفغانية مهمة إثبات أنهم يعرفون حقا كيف يمثلون مجتمعا تعدديا توحده المعاناة ولكنه منقسم بسبب الاستياء والمطالب المعلقة للعدالة.

ويختتم الكاتب بأن الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان هو مجرد بداية لرحلة طويلة تزيد من مسؤوليات الأطراف الفاعلة الرئيسية في الصراع، حتى تتمكن من حله من خلال القنوات الدبلوماسية لا العسكرية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإيطالية