إقليم قره باغ.. شوشه الإستراتيجية خارجة عن سيطرة الأرمن وجيش أذربيجان يواصل تقدمه

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن جيش بلاده تمكن من استعادة السيطرة على أكثر من 40 قرية في عدة محاور بإقليم ناغورني قره باغ، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الكفاح لن يتوقف حتى تحرير الإقليم.

وقال علييف في تغريدة على تويتر إن عشرات القرى تقع في محاور فضولي وخوجلي وخوجاند وجبرائيل وزانجيلان جوبادلي، وتم تحريرها بعد معارك مع القوات الأرمينية.

وكان رئيس أذربيجان قد أعلن أمس الأحد سيطرة قوات بلاده على مدينة شوشه الإستراتيجية في إقليم ناغورني قره باغ، قائلا إنه بهذه الخطوة ينتهي ما وصفه باحتلالها من قبل أرمينيا قبل 28 عاما.

من جهته، أكد الناطق باسم رئيس إقليم قره باغ غير المعترف به أن مدينة شوشه أصبحت بالكامل خارج سيطرة القوات الأرمينية.

وأضاف أن القوات الأذرية أصبحت على أطراف عاصمة الإقليم ستيباناكيرت.

وكانت وزارة الدفاع الأرمينية قالت وقت سابق إن القتال يزداد حدة على أطراف مدينة شوشه، مشيرة إلى أن المعارك لا تتوقف ليلا أو نهارا.

وأضافت أن القوات الأذرية المعززة بعتاد وأفراد إضافيين استطاعت إحراز تقدم إلا أن الجيش الأرميني يقاوم بشكل مستمر، موقعا خسائر في صفوف المهاجمين.

وقال مراسل الجزيرة معن خضر إن السيطرة على شوشه تمنح باكو تفوقا عسكريا إضافة إلى التفوق في أي مفاوضات محتملة بخصوص مستقبل إقليم قره باغ.

ووفق رئيس أذربيجان، فإن قوات بلاده لن تتوقف حتى استعادة كافة المناطق التي تحتلها أرمينيا على حد وصفه، وإن أي مفاوضات يجب أن تشمل بالدرجة الأولى انسحاب أرمينيا والقوات التي تدعمها في الإقليم دون شرط.

وبعد ساعات من إعلان السيطرة الأذرية على شوشه أمس حطت طائرة تركية في باكو ضمت وزيري الدفاع والخارجية التركيين، في رسالة واضحة من أنقرة بشأن دعمها لأذربيجان برسم ملامح المرحلة المقبلة عبر ما تحقق في الميدان.

دعم تركي

وفي هذا السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين إن كفاح أذربيجان لتحرير أراضيها المحتلة لن يتوقف حتى دحر الاحتلال الأرميني عن كامل إقليم قره باغ.

وأعرب الرئيس أردوغان -في كلمة اليوم الاثنين خلال النسخة الـ12 من مؤتمر السفراء الأتراك المنعقد في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة- عن سعادته بتحرير مدينة شوشه الإستراتيجية.

وقال إن فرحتنا وآمالنا زادت مع تحرير شوشه، ولن تنزل راية الكفاح حتى انتهاء الاحتلال في قره باغ.

تواصل التوتر

ومنذ شهر ونصف يسود التوتر إقليم قره باغ، وسط حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا جنوب القوقاز، حيث تتنافس أنقرة وموسكو.

وبموجب القانون الدولي يعد إقليم ناغورني قره باغ جزءا من أذربيجان، لكن الأرمن -الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكانه- يرفضون حكم باكو.

ويدير الإقليم شؤونه الخاصة بدعم من أرمينيا منذ انشقاقه عن أذربيجان خلال صراع نشب عند انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع في إقليم ناغورني قره باغ غير المعترف به دوليا اليوم الاثنين تسجيل 44 قتيلا بين جنودها، لترتفع حصيلة ضحاياها من العسكريين إلى 1221 قتيلا منذ بدء القتال مع القوات الأذرية في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.

وتصاعدت حدة القتال إلى أعنف مستوى له منذ تسعينيات القرن الماضي عندما لقي نحو 30 ألف شخص مصرعهم.