قصف "عين الأسد".. هل أبعد شبح الحرب عن المنطقة؟
وبعد خمسة أيام من أجواء الحزن التي خيمت على الرأي العام الإيراني لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني بضربة أميركية على موكبه قرب مطار بغداد، بعث نبأ قصف قاعدة "عين الأسد" انتقاما له، الفرحة في قلوب الكثير من الإيرانيين الذين نزلوا إلى الشوارع للإشادة برد بلادهم، وفق وكالة "تسنيم" التي نشرت سلسلة تقارير عن مظاهر البهجة في الشارع الإيراني.
ويرى الباحث في الشؤون الدولية علي بيكدلي أن قصف إيران کان "ردا مناسبا وجيدا" على المشاعر الوطنية المطالبة بالثأر لسليماني، مؤكدا أن مطالبة الشعب الإيراني السلطات بالانتقام وضعت الدولة أمام مهمة دقيقة للتجاوب مع المشاعر المشحونة بالغضب المتزايد.
وأوضح بيكدلي أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الظروف الدقيقة الراهنة أظهرت مدى قدرة الدبلوماسية الإيرانية أكثر من أي وقت مضى.
وعبّر عن رأيه بضرورة وقف الرد العسكري الإيراني على مقتل سليماني عند الضربة الصاروخية، وأضاف أن الاغتيال كان نموذجا بارزا لإرهاب الدولة، لا سيما أن سليماني كان يقوم بزيارة رسمية للعراق، وحث الجهاز الدبلوماسي الإيراني على عدم التفريط في الخيارات القانونية والسياسية المتاحة أمامه للضغط على أميركا.
تضارب
ورغم تأكيد الجانب الأميركي أن الهجوم الصاروخي الإيراني لم يخلف خسائر في صفوف الجنود الأميركيين، إلا أن إيران تحاول طمأنة شعبها بأن حقيقة الأمر على عكس ما يروج له الأميركيون، إذ وصف قائد القوة الجوية في الحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زادة ما قاله ترامب بشأن عدم التعرض لخسائر بأنه "كذب"، على حد وصفه.
وفي هذا السياق، علق الناشط السياسي المقرب من الحرس الثوري مهدي محمدي بشأن خسائر القصف الإيراني بالقول إن الذي يريد معرفة حجم الخسائر عليه مراجعة أول تغريدة للرئيس ترامب عقب عملية الثأر لسليماني، التي قال فيها إن بلاده تجري تقييما للخسائر والأضرار التي نجمت عن القصف.
انتقام الحلفاء
وأضاف في تصريحه للجزيرة نت أن الرد الإيراني بحد ذاته يحمل رسالة اقتدار وجرأة منقطعة النظير للطرف المقابل، مفادها أنه أعجز من أن يرد على الصواريخ التي انهالت على قواعده انطلاقا من إيران.
وأشار إلی أنه رغم التوتر الذي بلغ مستويات خطيرة جدا خلال الأيام الماضية، فإن خيار الحرب مستبعد لأن أميركا لا ترغب في خوض حرب في الظروف الراهنة من جهة، وأن إيران تمتلك أنظمة رادار ودفاعات جوية فاعلة بإمكانها عرقلة الهجمات الأميركية من جهة أخری، فضلا عن الأسلحة المتطورة التي تنتشر على ربوع جغرافيا محور المقاومة، على حد تعبيره.
وتوقع حجت أن تشهد المرحلة المقبلة وساطات لخفض التوتر بين الجانبين تزامنا مع تشديد العقوبات على إيران لكسرها الهيمنة الأميركية، وتشديد الهجمات السيبرانية من قبل الجانبين، مما سيرفع احتمالات وقوع هجمات ضد المصالح الأميركية وتغيير شكل المواجهة واستمرارها بشكل خفي تمهيدا لطرد القوات الأميركية من المنطقة.
احتفالات