كيف تستعد القوات الأميركية لأسوأ الاحتمالات في الشرق الأوسط؟

An EA-18G Growler launches from the flight deck of the U.S. Navy aircraft carrier USS Harry S. Truman in the Arabian Sea January 5, 2020. Picture taken January 5, 2020. U.S. Navy/Mass Communication Specialist Seaman Apprentice Isaac Esposito/Handout via REUTERS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY.
حاملة الطائرات الأميركية ترومان في بحر العرب (رويترز)

تناولت صحيفة نيويورك تايمز خطط الدعم والإمداد التي تستعد بها القوات الأميركية لأسوأ الاحتمالات في الشرق الأوسط، وقالت إن وزارة الدفاع (بنتاغون) وجهت حوالي 4500 جندي إلى المنطقة إضافة إلى خمسين ألفا منتشرين فيها بالفعل، وسط تصاعد التوتر مع إيران.

وتقول الصحيفة في تقريرها -الذي أعده مراسلها في واشنطن ثوماس غيبسون نيف وشاركه فيه إريك شميت- إن الأميركيين يعززون مواقعهم الأمامية وقواعدهم ومطاراتهم بالمنطقة.

وتستعد الوحدات العسكرية الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا لمواجهة هجمات قد تشنها القوات الإيرانية أو وكلاؤها بعد الضربة التي نفذتها طائرة أميركية دون طيار وأسفرت عن قتل قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني والرجل القوي نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي نهاية الأسبوع الماضي.

وتضيف الصحيفة أنه من غير الواضح كيف سيبدو الهجوم الانتقامي الإيراني بعد  مقتل الجنرال سليماني المسؤول عن مقتل مئات الجنود على مر السنين.

undefined

نشر قوات جديدة بالعراق والكويت
وتشير الصحيفة إلى بعض الأحداث التي حفزت عمليات تدفق القوات الأميركية الجديدة، ومن بينها أولا: مقتل متعاقد أميركي في العراق إثر هجوم صاروخي شنته أواخر الشهر الماضي مليشيا تدعمها إيران.

ثانيا: الاحتجاجات التي اقتربت من السفارة الأميركية في بغداد في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية الأميركية على كتائب حزب الله العراقي في العراق وسوريا.

ثالثا: الضربة التي وجهتها طائرة أميركية مسيرة وقتلت سليماني والمهندس.

ويضيف التقرير أن هذه القوات الأميركية الجديدة المحمولة جوا والقوات البرية الأخرى ستعملان في المقام الأول قوتين دفاعيتين تهدفان إلى تعزيز القواعد والمجمعات الأميركية بالمنطقة والرد على أي هجوم محتمل، وأنه لم يتم التخطيط لهجمات برية كبيرة تقوم بها هذه القوات بعد.

الوحدات التي يتم نشرها
وتضيف الصحيفة أن ما يقرب من أربعة آلاف جندي -لواء- من الفرقة 82 المحمولة جوا المتمركزة في فورت براغ، شمال شرق الولايات المتحدة ، قد بدؤوا بالانتشار في الكويت.

ونسبت إلى ضابط أميركي كبير القول إنه يمكن نشر هذه القوات بسرعة للدفاع أو تعزيز أمن السفارات والقنصليات والقواعد العسكرية الأميركية بالمنطقة.

كما سيتم نشر مئات من الجنود في أماكن مختلفة بالشرق الأوسط، منها جنود من قوات المظليين من فريق اللواء القتالي 173 المحمول جوا المتمركز في فيتشنزا بإيطاليا، وفقا لمسؤول بوزارة الدفاع.

وأشار الضابط إلى أنه لا يمكن تصور التخطيط لأي صراع أكبر مع إيران، ليكون غزوا بريا واسعا كما حدث في حرب الخليج عام 1991 أو غزو العراق في 2003.

أهداف إيرانية
ويضيف أنه بدلا من ذلك، فإن أي صراع طويل الأمد سيعتمد أكثر على القوات الجوية والبحرية، وكذلك على الهجمات الإلكترونية، وذلك لضرب الأهداف الإيرانية أو وكلاء إيران بالمنطقة.

وأشار الضابط إلى أن الوحدات الأخرى تشمل حوالي مئة من مشاة البحرية من الكتيبة الثانية، فوج البحرية السابع الذي تم نشرهم في الكويت جزءا من قوة ذات غرض خاص تهدف إلى الاستجابة لحالات الطوارئ في الشرق الأوسط.

ويضيف أن 2200 من مشاة البحرية وسربا من الطائرات والمقاتلات وطائرات النقل في الطريق إلى الشرق الأوسط على متن سفن تابعة للبحرية الأميركية، في جزء من عملية النشر المقررة مسبقا.

قوات أميركية منتشرة بالمنطقة
ويفيد التقرير بأن هناك ما بين 45 ألفا و65 ألف عسكري أميركي منتشرين الآن في دول الخليج، بما في ذلك حوالي 5500 جندي في العراق وستمئة في سوريا.

وتضيف الصحيفة أنه ردا على الهجمات والاستفزازات الإيرانية منذ مايو/أيار الماضي، فإن البنتاغون نشر حوالي 14 ألف جندي إضافي في منطقة الخليج، بما في ذلك حوالي 3500 جندي إضافي في السعودية.

أصول عسكرية أميركية
وتشمل الأصول العسكرية الأميركية طائرة الإنذار المبكر وطائرات الدورية البحرية وبطاريات الدفاع الجوي والصاروخي باتريوت وقاذفات بي 52 وحاملة قاذفات وطائرات مسيرة من طراز ريبر وغير ذلك من موظفي الهندسة والدعم.

وأما البحرين فهي موطن لتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأميركية الذي يقود السفن الحربية التي تقوم بدوريات في المنطقة.

وفي قطر، فتضم قاعدة العديد المترامية الأطراف حوالي عشرة آلاف جندي، حيث تعتبر هذه القاعدة مقر العمليات الجوية الأميركية بالمنطقة، وهي تستضيف أسطولا من ناقلات إعادة التزود بالوقود في الجو، إلى جانب طائرة الاستطلاع.

ماذا يفعلون؟
ويقول التقرير إنه في أي وقت كان، فإن القوات الأميركية في المنطقة تتصرف بشكل يشبه عمل النظام العصبي المركزي كما كانت الحال في الحروب الأميركية الطويلة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.

ويوضح أن الجنود والبحارة ومشاة البحرية وأعضاء الطاقم يقومون بإدارة المقر الرئيسي، ويعيدون تزويد ما يقرب من 12 ألفا إلى 13 ألف جندي في أفغانستان، ويطلقون المئات من مهام المراقبة في جميع أنحاء المنطقة.

ويتغير عدد القوات في المنطقة بشكل كبير اعتمادا على وجود حاملة طائرات (حاليا ترومان)، وما إذا كانت هناك مجموعة كبيرة من جنود المارينز في تلك المياه.

ومن المرجح أن تمر وحدة المشاة البحرية السادسة والعشرون في البحر المتوسط قريبا، متجهة نحو البحر الأحمر، كما ستبقى حاملة الطائرات ترومان في المنطقة حتى وقت ما من الشهر المقبل أو الشهر الذي يليه، حيث تدعمها أو تحل محلها الحاملة أيزنهاور.

وتختتم الصحيفة بأنه قد تم بالفعل إطلاع أطقم الطائرات المخصصة لأيزنهاور على إطلاق مهام قصف طويلة المدى محتملة… فماذا سيفعلون؟!

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز