على وقع التهديدات الأميركية الإيرانية المتبادلة عقب مقتل سليماني.. زخم دبلوماسي دولي لاحتواء التصعيد

Iranian people attend a funeral procession for Iranian Major-General Qassem Soleimani, head of the elite Quds Force, and Iraqi militia commander Abu Mahdi al-Muhandis, who were killed in an air strike at Baghdad airport, in Tehran, Iran January 6, 2020. Nazanin Tabatabaee/WANA (West Asia News Agency) via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY
الإيرانيون شيعوا سليماني يوم الاثنين (رويترز)

تتلاحق التحركات والاتصالات الدولية من أجل احتواء التصعيد في الشرق الأوسط مع استمرار التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران على خلفية مقتل قاسم سليماني، كما صدرت دعوات للتهدئة وضبط النفس.

وجددت طهران مطالبتها واشنطن بمغادرة المنطقة، حيث قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية إن على الولايات المتحدة المغادرة وإلا سيكون عليها التعامل مع فيتنام جديدة، على حد تعبيره.

وأضاف ولايتي أنه رغم تهدیدات الرئیس الأميرکي دونالد ترامب فإن التحركات الإيرانية ستجعل واشنطن تندم على اغتيال قاسم سليماني الذي وصفه بـ"الخطأ الإستراتيجي".

من ناحيته، دعا قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني اللواء أمير علي حاجي زاده الرئيس الأميركي إلى أن يجهز النعوش لجنوده قبل أن يوجه التهديدات لإيران.

وتوعد حاجي زاده بأن الثأر الحقيقي لاغتيال سليماني سيكون بإخراج القوات الأميركية من الشرق الأوسط، على حد تعبيره.

وحذر قائد القوات الجوية في الحرس الثوري واشنطن من أن الحرب التي بدأتها على بلاده لن يكون قرار نهايتها بيدها.

في المقابل، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استياء بلاده من موقفي بريطانيا وألمانيا بشأن الأحداث الأخيرة واغتيال سليماني.

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان إن ظريف أكد خلال تلقيه اتصالين هاتفيين من وزيري خارجية ألمانيا وبريطانيا أن الدول الأوروبية لا تدرك ظروف المنطقة جيدا، مشيرا إلى أن هذا خطأ إستراتيجي، على حد قوله.

وأكد ظريف لنظيريه البريطاني والألماني أن واشنطن هي المسؤولة عن أي تصعيد في المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها بعد اغتيال سليماني.

وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي، قال ظريف إن عدم قيام الدول الأوروبية بالإجراءات اللازمة لتنفيذ تعهداتها تجاه إيران أدى إلى قرار إيران خفض التزاماتها النووية.

قلق أممي
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء صعود التوتر، ودعا قادة العالم إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستئناف الحوار.

ونبه الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن ما وصفها ببوتقة التوتر تدفع دولا أكثر فأكثر إلى اتخاذ قرارات غير متوقعة لها عواقب لا يمكن التنبؤ بها، وتنطوي على خطر شديد بإساءة الحسابات.

أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ فقد قال إن هناك ضرورة لخفض التصعيد من قبل إيران والولايات المتحدة حتى لا يزداد التوتر في المنطقة.

كما دعا ستولتنبرغ خلال قمة طارئة للحلف في بروكسل الأطراف في الشرق الأوسط إلى ضبط النفس. 

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تبذل جهودا مكثفة للحد من التوتر الأميركي الإيراني.

وفي مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة التركية قال جاويش أوغلو إن مقتل سليماني يشكل خطرا جديا على السلام والاستقرار في المنطقة.

كما بحث الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري في اتصال هاتفي مع نظيره التركي التطورات في العراق، وسبل حل القضايا الخلافية في المنطقة.

كما أجرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن اتصالا آخر مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان بحثا فيه آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، ولا سيما التطورات في العراق.

وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن السعودية حريصة على عدم التصعيد في المنطقة.

وخلال اجتماع في الرياض للتوقيع على ميثاق الدول المطلة على البحر الأحمر قال الوزير السعودي إن السعودية تأمل ألا يتجه الوضع في المنطقة إلى التصعيد.

خفض التصعيد
وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع سيرغي شويغو بحث مع قائد الأركان الإيراني محمد باقري في اتصال هاتفي الخطوات الفعلية لمنع تصعيد الوضع في الشرق الأوسط.

من جانب آخر، أجرى وزير الدفاع الروسي اتصالا هاتفيا مع رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان بحثا خلاله تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، ومساعي موسكو وأنقرة لخفض التصعيد في المنطقة.

من ناحيته، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن قلق بلاده العميق إزاء التوتر في الشرق الأوسط، وأكد تمسكها بأمن واستقرار المنطقة.

وقال المتحدث إن بكين وقفت دائما ضد استخدام القوة العسكرية، معتبرا أن ما سماها المغامرة العسكرية الأميركية الأخيرة تشكل انتهاكا لقواعد العلاقات الدولية، وتزيد التوتر في المنطقة.

وقد أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال لقائه السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر على ضرورة العمل المشترك لتنفيذ انسحاب القوات الأجنبية من العراق حسب قرار مجلس النواب العراقي، ولوضع العلاقات مع الولايات المتحدة على أسس صحيحة.

وشدد عبد المهدي على أن العراق يبذل كل ما يستطيع من جهود لمنع الانزلاق لحرب مفتوحة في ظل خطورة الأوضاع الحالية وتداعياتها المحتملة.

كما قال عبد المهدي إن حكومته تنتهج سياسة ثابتة بإقامة علاقات مع الجميع، وعدم الدخول في سياسة المحاور، وحرص العراق على أن تكون علاقاته مبنية على التعاون والاحترام المتبادل وحفظ أمنه واستقراره وسيادته الوطنية. 

وجرت في مدينة قم الإيرانية مراسم تشييع جثماني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وجثامين قتلى الهجوم الأميركي الذي وقع قرب مطار بغداد.

المصدر : الجزيرة + وكالات