تنبؤات تحت الطلب.. الإعلام المصري يواجه أردوغان بـ"الكوتشينة"

رغم تنديد مصر وقبرص واليونان.. أردوغان: الاتفاقية مع ليبيا ستنفذ
الاتفاقية التركية الليبية زادت من توتر العلاقات المصرية التركية (مواقع التواصل)

عبد الرحمن أحمد-القاهرة

في لهفة واضحة جلس الإعلامي المصري الموالي للنظام عمرو أديب ينتظر تنبؤات ضيفته "خبيرة أوراق التاروت" بسنت يوسف بشأن مصير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العام الجديد 2020.

شرعت بسنت في رصّ أوراقها التي تستخدمها في التنجيم على المنضدة، قبل أن تقول إن أردوغان لديه حظ قليل سينتهي في العام الجديد، وأنه سيتعرض لمشاكل وخيانات من حلفائه، لتبدو الفرحة على وجه أديب ويعدها بمكافأة إن تحقق ما تقول.

افتقاد المهنية وغياب المصداقية يدفع أديب وغيره من الإعلاميين المصريين إلى الاستعانة بالدجالين والمنجمين وقراء الأبراج واستغلال تنبؤاتهم المزعومة سياسيا، ضد كل من يعارض نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتزداد التنبؤات سوادا كلما تصاعدت حدة المواجهة مع طرف ما.
ولا يكتفي المنجمون بالتوقعات السيئة لخصوم النظام، وإنما يعملون أيضا على تخدير الشعب المصري بتنبؤات عن المستقبل المشرق والخير الوفير الذي ينتظر المصريين، إذا صبروا على النظام الحاكم.

وبسنت يوسف هي واحدة من قائمة طويلة من المنجمين تضم أسماء مثل نيفين أبو شالة وعبير فؤاد وجوي عياد وجنى عطايا ومحمد فرعون وأحمد شاهين وغيرهم، يحل أغلبهم ضيوفا دائمين على القنوات المصرية التي تديرها الأجهزة الأمنية، ولا سيما في نهاية كل عام.

ورغم تأكيد دار الإفتاء المصرية ومؤسسة الأزهر على التحريم القطعي للتنجيم وما يسمى علم الأبراج، فإن وسائل الإعلام تصر على استضافة المنجمين وترويج مزاعمهم.

توتر مصري تركي
كان طبيعيا أن يكون أردوغان هدفا لعرافي الإعلام المصري، فالتوتر بين القاهرة وأنقرة تصاعد في الفترة الأخيرة بعد توقيع الرئيس التركي مذكرتي تفاهم مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا وأمميا، حكومة شرعية لليبيا في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
 
وتنص المذكرة الأولى على تحديد مناطق النفوذ البحري بين الطرفين، في حين تقضي الثانية بتعزيز التعاون الأمني والعسكري بينهما وتسمح بإرسال قوات تركية إلى ليبيا.
 
وطلبت الرئاسة التركية أول أمس الاثنين من البرلمان، التصويت على مذكرة تفويض بشأن إرسال قوات إلى ليبيا بناء على طلب حكومة الوفاق، لمواجهة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يحظى بدعم ورعاية مصر.

وفي المقابل، دعت القاهرة إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث الأوضاع في ليبيا، وأعلنت بشكل صريح دعمها لقوات حفتر ولمجلس نواب طبرق، وهاجمت حكومة الوفاق. 

خلف الكواليس
ولكن بينما تشهر قنوات الإعلام الموالية للنظام أسلحتها الرديئة وفي مقدمتها "أوراق اللعب أو الكوتشينة" لمهاجمة أردوغان، والتصريحات الرسمية العدائية ضد أنقرة، تظهر تصريحات رسمية للجانب التركي أن ما وراء الكواليس مختلف عما هو معلن وخاصة فيما يتعلق بالاتفاقية البحرية.
 
حيث صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن بأنه تلقى معلومات من مصادر مختلفة، ومن قنوات رسمية وغير رسمية، تفيد بأن مصر "سعيدة جدا" بتلك الاتفاقية.
 
وأشار المتحدث التركي في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، إلى أن سعادة المسؤولين المصريين ترجع إلى أن الاتفاقية وسعت من مناطق صلاحيتهم البحرية، في إشارة إلى عودة جزء كبير من الحدود البحرية التي فقدتها مصر سابقا نتيجة توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان.
 
ونشرت الجزيرة في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وثيقة مسربة من الخارجية المصرية توصي بعدم توقيع هذا الاتفاق مع اليونان، لأنه يضر بمصالح مصر ويخصم مساحة كبيرة من حدودها البحرية ويمنعها من توقيع اتفاقية مستقبلية مع تركيا.
المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي