بتهمة تنفيذ عملية قرب رام الله.. تنكيل بنشطاء فلسطينيين وعائلاتهم

تنكيل واسع بنشطاء فلسطينيين وعائلاتهم بتهمة تنفيذ عملية عين بوبين
الناشطون الفلسطينيون الأربعة الذين يتهمهم الاحتلال بتنفيذ العملية في بوربين غرب رام الله (الصحافة الفلسطينية)

ميرفت صادق–رام الله

أعلن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك) مساء السبت اعتقاله "خلية" فلسطينية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واتهمها بالمسؤولية عن زرع عبوة ناسفة يوم 23 أغسطس/آب الماضي في منطقة عين بوبين غرب رام الله بالضفة الغربية، وأدى تفجيرها إلى مقتل مستوطنة وإصابة والدها وشقيقها.

وقال بيان للشاباك إنه في عملية مشتركة بين قوات جيش الاحتلال والشرطة، اعتقلَ الفلسطينيين الذين زرعوا العبوة في عين بوبين القريبة من قرية دير أبزيع غرب رام الله.

وزعم البيان الإسرائيلي أن منفذي العملية، وهم من منطقة رام الله، ينتمون للجبهة الشعبية "وخططوا لتنفيذ عمليات أخرى".

أربعة متهمين
ونشر جهاز المخابرات الإسرائيلي أسماء أربعة فلسطينيين من سكان مدينة وقرى رام الله، بينهم طالبان من جامعة بيرزيت، وجميعهم اعتقلوا في حملة واسعة شنتها قوات الاحتلال خلال الأسابيع الأخيرة طالت العشرات من أبناء المنطقة.

ومن بين المتهمين "بالخلية" سامر مينا العربيد (44 عاما) من سكان مدينة رام الله، وهو أسير سابق أفرج عنه عام 2013، واتهمه الاحتلال بالنشاط في الجبهة الشعبية.

وكانت قوات إسرائيلية اختطفت العربيد صباح الخميس من مدينة رام الله قبل أن تقتحم منزله وتحطم محتوياته وتصادر وثائق غير معروفة منه، كما اعتقلت زوجته ثم أفرجت عنها بعد ساعات من ذلك.

وأفادت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان أن الأسير العربيد نقل إلى مشفى إسرائيلي في وضع صحي خطير ومصاب بالكسور في أنحاء جسده نتيجة تعرضه للتعذيب في مركز تحقيق المسكوبية بالقدس المحتلة.

واتهم الاحتلال العربيد بالعمل تحت إمرة قائد الجبهة الشعبية في رام الله خلال الانتفاضة الثانية، وبالمسؤولية عن تحضير عبوات ناسفة، وبتنفيذ عمليات تفجيرية خلال مطاردته من قبل قوات الاحتلال لسنوات عدة.

وقال بيان مخابرات الاحتلال إن العربيد كان قائد الخلية وحضر العبوة الناسفة التي زرعت في عين بوبين، وفجّرها حين لاحظ أن عائلة المستوطنين وصلت المنطقة.

وإلى جانبه، أورد بيان الاحتلال اسم قسّام البرغوثي (25 عاما) من سكان قرية كوبر شمال غرب رام الله، وهو أيضا أسير سابق واتهم بالمساعدة في تحضير العبوة وتفجيرها.

وتعرض منزل البرغوثي لسلسلة اقتحامات منذ اعتقاله يوم 26 أغسطس/آب الماضي، ولحق ذلك اعتقال والدته المحاضرة بجامعة بيرزيت وداد البرغوثي وشقيقه كرمل البرغوثي، والتنكيل بوالده بإطلاق الكلاب البوليسية عليه.

وكان والده عبد الكريم البرغوثي قد استدعي للتحقيق في معتقل عوفر أيضا، وقال للجزيرة نت إن نجليه وزوجته خضعوا للتحقيق في جولات متزامنة وطويلة بسجن عوفر دون السماح لهم بلقاء بعضهم.

وأفرج عن الأم البرغوثي يوم 16 سبتمبر/أيلول الجاري بكفالة مالية باهظة وبشرط إبعادها خارج مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية مع حظرها من النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما اتهمت "بالتحريض ضد إسرائيل". في حين لا زال نجلها الأكبر كرمل معتقلا ويخضع للتحقيق في مركز المسكوبية بالقدس المحتلة.

وذكر الاحتلال في بيان إعلانه عن الخلية أيضا اسم الطالب في جامعة بيزيت يزن مغامس (25 عاما) الذي اعتقل من منزله بمدينة رام الله في الحادي عشر من الشهر الجاري. وقال الاحتلال إن مغامس تعرض للاعتقال سابقا بتهمة نشاطه في الجبهة الشعبية.

واعتقل الاحتلال قبل أيام عدة والدة مغامس، وذكر مركز إعلام الأسرى أن اعتقالها جاء ضمن حملة استدعاءات طالت أهالي أسرى، وتهدف إلى الضغط عليهم أثناء التحقيق بمركز المسكوبية.

ويذكر بيان الاحتلال رابع "أعضاء الخلية" وهو الطالب بهندسة الحاسوب في جامعة بيرزيت أيضا نظام امطير (21 عاما) الذي اعتقل نهاية الأسبوع الماضي من سكنه الجامعي.

وقال البيان إن أفرادا من الخلية بقيادة سامر العربيد خططوا لتنفيذ هجمات أخرى بما فيها إطلاق نار وعملية خطف.

وكان الاحتلال أعلن العثور على عبوة ناسفة أخرى قال إنها تعود لأفراد الخلية أثناء اقتحامه قرية كوبر غرب رام الله الأسبوع الماضي. وذكر أن التحقيق معهم لا يزال مستمرا.

وفي أعقاب عملية عين بوبين، شن الاحتلال خلال الأسابيع الأخيرة حملة اعتقالات في صفوف طلبة جامعة بيرزيت خاصة، امتدت إلى 18 طالبا خلال الشهرين الجاري والماضي حسب حملة الحق في التعليم التابعة للجامعة، كان آخرهم نظام امطير.

وكانت الفصائل الفلسطينية، وبينها الجبهة الشعبية، قد أشادت بعملية تفجير العبوة الناسفة في عين بوبين في أغسطس/آب الماضي، ووصفتها بـ"النوعية".

المصدر : الجزيرة