لوموند: رئاسيات تونس.. الإشكالات الثلاث في الدور الثاني

A man reads a local newspaper displaying pictures of two candidates for the second round of Tunisia's presidential election, in Tunis, Tunisia September 18, 2019. REUTERS/Zoubeir Souissi
شاب يقرأ من صحيفة نشرت على صفحتها الرئيسية صورة المرشحين للدور الثاني من الانتخابات التونسية (رويترز)

ومع ذلك، يرى الكاتب أن الأمور يمكن أن تتغير هذا الأسبوع الذي تقرر فيه عقد جلسة استماع جديدة لقسم الاتهام في محكمة الاستئناف بتونس اليوم الأربعاء، فهل تعيد النظر في الأحكام التي صدرت في هذه القضية؟

وبسبب تزايد القلق على مصداقية نتائج الجولة الثانية في حال غياب القروي عن الحملة، فإن هناك محاولة للبحث عن حلول تحترم الإجراءات القضائية الشكلية، كما يقول الكاتب، ووفقا لمصدر مقرب من أحد الأحزاب فإن "اتصالات سياسية تجري لرفع هذا العائق القانوني".

وحسب مصدر مقرب من حزب النهضة الإسلامي -الشريك في الائتلاف الحاكم المنتهية ولايته- فإن هذا الحزب "يؤيد" خروج القروي من السجن، دون "إعفائه من التهم التي تحوم حوله"، لأن العدالة -حسب رأيه- "يجب أن تأخذ في الاعتبار إرادة الشعب".

ومع ذلك، فإن الصعوبة الكبيرة تتمثل في التوفيق بين وجهات نظر حزب
"قلب تونس" الذي أنشأه القروي مؤخرا وحزب "تحيا تونس" الذي أسسه رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي تعرض لخسارة قاسية في الجولة الأولى بحصوله على 7.38% فقط من الأصوات، خاصة أن القروي منذ سجنه ندد مرارا وتكرارا بمسؤولية الشاهد والنهضة عن إلقائه في السجن لوقف تقدمه في الانتخابات، وفق الكاتب.

ونظرا لما أظهرته صناديق الاقتراع، تساءل الكاتب: هل يمكن المصالحة بين الأخوين العدوين القادمين من نداء تونس، القروي والشاهد، وما الذي يجب على القروي أن يقدمه مقابل إطلاق سراحه؟ ليرد مصدر مقرب من حزبه بأنه "يمكن -على سبيل المثال- الالتزام بعدم الانتقام".

ما ميزان القوى؟
وقال الكاتب إن نتائج الجولة الأولى أفرزت تيار رأي جديدا حول شخص خبير القانون الدستوري قيس سعيد الذي يدعو للمحافظة الأخلاقية والدينية المزينة بالسيادية، والذي يرى السلطة المحلية كمصدر للشرعية السياسية.

وأوضح الكاتب أن هذا المرشح وحّد بين جمهور من الناخبين غير متجانس أيديولوجيا، ولكنه يشترك في إحدى خاصيتين: فهو إما من الشباب أو ممن يؤمنون بالعودة إلى مصدر الإلهام لثورة 2011، وفرصه في الفوز بالجولة الثانية كبيرة مبدئيا، لأن القروي -رغم أنه استفاد من التصويت للنشاط الإنساني لمؤسسته الخيرية- فإنه يعاني من صورته المشوهة بسبب الاتهامات التي وجهت لأساليبه وممارساته.

ومع ذلك، يرى الكاتب أن جدول الانتخابات يمكن أن يساعد القروي على تخطي بعض العوائق، خاصة أنه يستطيع الاستفادة من ديناميكيات الانتخابات للبرلمانية إذا جرت الجولة الثانية في 13 أكتوبر/تشرين الأول بعد أسبوع من الانتخابات البرلمانية في السادس من أكتوبر/تشرين الأول.

وذلك –كما يقول الكاتب- لأن قوائم حزب القروي "قلب تونس" تتنبأ لها مراكز استطلاع الآراء بكثير من الأصوات في الاقتراع حسب نوايا التصويت، في حين أن قيس سعيد لا يقدم أي قوائم خاصة به للانتخابات البرلمانية.

المصدر : لاكروا